قائمة الموقع

"عبدالله" هرب من "الأسد" إلى غزة طلبًا للعلم

2013-04-13T18:03:55+03:00
صورة رمزية
غزة – أحمد طلبة

حان وقت السفر.. بدموع أشعلتها نيران الحرب، أقلعت الطائرة التي تُقِلُّ الطالب السوري "عبد الله" حاملاً معه أملاً بالحياة وحلماً بشهادة قد تجعله رجل أعمال ناجح.

بعد قصف قوات النظام السوري لمنزله في إحدى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بدمشق، هرب "عبد الله أبو لبن" وعائلته إلى بيت آخر، إلا أنه لم يسلم من قصف الأسد.

استهداف البيت للمرة الثانية دفع "عبد الله" (21 عامًا) إلى حزم كتبه قبل أمتعته، ليس هرباً من الموت إنما بحثاً عن الحياة كما يقول، لاسيما بعد تعطّل دراسته؛ بسبب الأحداث التي تشهدها سوريا منذ عامين، وحالت دون ذهابه للجامعة.

من سوريا إلى مصر

اتخدت الطائرة طريقها إلى مصر، وصلت مطار القاهرة، وكان في انتظار الشاب السوري منزل عمته حيث سيجلس هناك طوال فترة الدراسة.

قبل سفر عبود إلى مصر، قضى فترة من الزمن -لا بأس بها- في ترتيب الأوراق اللازمة، وبعدها ترك سوريا واتجه إلى بلد يسعى فيها لاستكمال دراسته.

وصل "السوري المكافح" منزل عمته في القاهرة، واستقر مدة تراوحت ما بين خمسة إلى عشرة أشهر، لم يستطع خلالها تحقيق الهدف الذي كان يصبو إليه.

محاولات عبود في الالتحاق بجامعة في مصر فشلت، فاستغل وجوده هناك وتواصل مع أحد أصدقائه بمدينة غزة، واقترح عليه سبل الوصول إلى الجامعات بفلسطين لاستكمال دراسته.

بدايةً.. لم يقتنع عبود بفكرة ترك مصر، وبعد تفكير طويل قرر الذهاب إلى غزة، على الرغم مما تعيشه من حصار وتعذّر الدخول إليها والخروج منها.

القرار بالدراسة في غزة جاء بعد جلسات تشاور عبر الانترنت، مع عائلته التي ظلت في سوريا تحت قصف قوات النظام.

من مصر إلى غزة

تواصل عبود مع الجامعات بغزة، وكان له القبول في الجامعة الاسلامية، الأمر الذي دفعه إلى حزم أمتعته مجدداً ووداع عائلة عمته، وحمل نفسه متجهاً إلى فلسطين.

جدد عبود التواصل مع صديقه الذي ينتمي إلى عائلة فلسطينية تعيش في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، كان قد تعرف عليه سابقًا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وما جمعهما آنذاك هو وحدة المعاناة وفرقة الشعب.

على الحدود بين غزة ومصر، تجددت المعاناة مع السفر والتي لم تختفِ أصلاً، لكنها كانت أقسى من سابقها على حدود سوريا، لاسيما في صعوبة تحرك الفلسطينيين خارج غزة وداخلها؛ بسبب الحصار (الاسرائيلي).

قبل وصول الأول إلى غزة، جرى تنسيق مزدوج بين عبود وصديقه الفلسطيني انتهى بالاتفاق على موعد الرحيل عن مصر عبر معبر رفح؛ كونه الطريق الأوحد لدخول غزة.

على الجانب المصري من معبر رفح، واجه عبوّد صعوبات جمّة لم توقف مسيرته، وهناك عاش فصلاً جديدًا من المعاناة، فالخارج من غزة كداخلها سواء كان فلسطينياً أو غيره.

أخيرًا.. دخل عبود غزة، وهناك كان بانتظاره صديقه الغزّي الذي أتم الاستعدادت للقاء صاحبة السوري لأول مرة.

غرفة وحمّام بـ 100$

وصل الاثنان منزل الشاب الفلسطيني في خانيونس. استراح عبود قليلاً بعد رحلة العلقم، وقرر بعدها المكوث في بيت صديقه -بعد إلحاح الأخير- فترة تعرف خلالها على أهل عائلة صاحبه.

حياء عبود وشعوره بالثقل على أصحاب المنزل الذي آواه، دفعاه إلى البحث عن بيت "ع قد الحال"، شرط أن يتناسب مع قدرته المالية البسيطة، والأهم من ذلك كله، أن يكون في مركز المدينة حيث مكان دراسته.

الحاجة تحققت واستطاع الحصول على منزل بالإيجار (غرفة ومطبخ وحمام صغير)، لقاء 100 دولار أمريكي، وهو إلى غاية الآن لا يعرف كيف يؤمنها مع نهاية الشهر؛ كونه لا يعمل من جهة وحديث العيش في غزة من جهة أخرى.

ويعيش عبود بين معاناة السكن والتعليم وصعوبة العيش، وكله لا يساوي شيئًا أما الحنين إلى الوطن قبل الاشتياق إلى أهله وجيرانه هناك، ويعانقه أمل بالعودةإلى سوريا حاملًا ورقةً تؤكد بأنه أصبح رجل أعمال.

اخبار ذات صلة