معركةً بعد الأخرى يثبت الأسرى الفلسطينيون بعزيمتهم وأمعائهم الخاوية أنهم أقوى من قضبان وزنازين الاحتلال، التي تصدأ وتتلاشى لتكشف من خلفها رجال ما عرفوا للمهانة والمذلة طريقاً.
ولم تقتصر المعركة على الأسرى أنفسهم، بعد أن هبت عائلاتهم وأبناء شعبهم لمساندتهم بفعاليات وأنشطة مختلفة تؤكد على مكانة قضية الأسرى في قلوب أبناء شعبهم.
الحاج مصباح عبد ربه "54 عاماً" والد الأسيرين رامي وراجي عبد ربه، في سجون الاحتلال أكد دعمه لقضية الأسرى رغم محاولات الاحتلال كافة لحرمانهم من أبسط حقوقهم .
وقال عبد ربه لـ"الرسالة نت":" نحن خلف أسرانا قلباً وقابلاً، ونطمئنهم أن خلفكم رجال يعملون ليل نهار على إطلاق سراحهم"، مستنكراً الصمت العربي والدولي على جرائم الاحتلال المتواصلة بحقهم.
وندد بالدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال ومساندته في تعذيب الأسرى والاستفراد بهم، مطالباً المقاومة الفلسطينية بالعمل على أسر جنود الاحتلال لمبادلتهم بالأسرى كما فعلت في صفقة وفاء الأحرار .
سلاح المفاوضات
وأكد والد الأسيرين أن المفاوضات مع الاحتلال سلاح أثبت فشله في تحرير الأسرى، والمراهنة عليه خيار خاسر، لافتاً أن الأسرى وعائلتهم يتمسكون بخيار المقاومة لإطلاق سراح أبنائهم.
وحذّر عبد ربه من تصديق وعود الاحتلال والادارة الأمريكية التي يزعمون فيها بتحقيق "السلام الشامل والعادل في المنطقة" مشيراً إلى أن افعال (الإسرائيليين) والأمريكان على الأرض تتناقض تماماً مع وعودهم الكاذبة.
واستنكر سياسة الاهمال الطبي التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى، قائلاً:" حين نتحدث عن الاهمال الطبي، نعني القتل الممنهج الذي يتعبه الاحتلال بحق الأسرى التي راح ضحيتها أكثر من مئتي أسير في السجون (الاسرائيلية) ".
وطالب عبد ربه بتدخل عربي ودولي عاجل للسماح لعائلات الأسرى بزيارة أبنائهم، داعياً مصر راعية اتفاق "وفاء الأحرار" بالوقوف عند مسؤولياتها للضغط على الاحتلال بقضية زيارة الأسرى.
سياسة الابعاد
من جهته حذر صابر أبو كرش، مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين من استمرار الصمت العربي والدولي على انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى، وقال لـ"الرسالة نت":" استشهاد ميسرة أبو حمدية يجعلنا ندق ناقوس الخطر على حياة اسرانا".
وكان الأسير أبو حمدية استشهد في سجون الاحتلال بعد سياسة الاهمال الطبي التي استخدمتها بحقه ادارة سجون الاحتلال.
وقلل أبو كرش من نجاح سياسة الابعاد التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى، مشدداً على أن الاحتلال لجأ إلى هذه السياسة بعد فشله في كسر إرادة وصمود الأسرى.
واستشهد أبو كرش، بجريمة الإبعاد التي ارتكبها الاحتلال بحق الأسير أيمن الشراونة إلى قطاع غزة.
وقال: "إبعاد الأسير الشراونة لغزة بعد اضراب عن الطعام لأكثر من سبعة شهور، أمر أرغم عليه"، مضيفاً "يبقى التعويل على المقاومة في أسر جنود الاحتلال لتحرير الأسرى".
مطاردة المحررين
بدوره، أكد محمد الكتري وكيل وزارة الأسرى والمحررين بغزة، أن الاحتلال تنكر لكل ما تم الاتفاق عليه في صفقة وفاء الاحرار واتفاق الكرامة الذي ابرمته الحركة الاسيرة مع الاحتلال بعد معركة الامعاء الخاوية .
وقال: "يبدو أن صفقة وفاء الأحرار قد نغصت على الاحتلال، بالإفراج عن أسرى كان يرفض اطلاق سراحهم، فيقوم تحت حجج واهية بانتهاك الاتفاق ومطاردة المحررين واعتقالهم بالضفة المحتلة".
وأشاد الكتري بصمود الأسرى في معركتهم العادلة في وجه الاحتلال، مطالباً الحركة الأسيرة بمزيد من الصمود والثبات أمام بطش "إسرائيل"، التي تسعى لكسر ارادتهم .
وأشار إلى أن إعادة اعتقال الأسرى المحررين هي محاولة فاشلة للتنغيص على أهاليهم، وخطف الفرحة من قلوبهم بعد أن أفرج عنهم بقوة سلاح المقاومة التي أسرت الجندي (الاسرائيلي) جلعاد شاليط.
ويصادف اليوم السابع عشر من ابريل ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، في ظل تفاقم معاناة الأسرى يومياً، ومعاناتهم من سياسة الإهمال الطبي والتعذيب، والاعتقال الإداري، بالإضافة إلى إعادة اعتقال الأسرى المحررون في صفقة "وفاء الأحرار".