طلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأحد، من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إرجاء زيارته المقررة إلى قطاع غزة أواخر الشهر المقبل، فيما أدانت حركة "حماس" هذا الموقف، واعتبرته "دليلاً على التورط الأمريكي لتكريس الحصار على غزة".
وقال كيري خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة التركية اسطنبول، مساء اليوم، إنه حثّ أردوغان على الانتظار إلى حين تتهيأ الظروف لمثل هذه الزيارة.
وفي الأسبوع الماضي، قال أردوغان –الذي يتحدث منذ سنوات عن رغبته في زيارة غزة- إنه سيحضر إلى القطاع بعد زيارة رسمية للولايات المتحدة الشهر المقبل. لكن كيري عدّ "أن مثل هذه الزيارة قد تصرف الانتباه عن الجهود المبذولة لإحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط".
وأضاف: "نحن نعتقد أن توقيتها حرج في حقيقة الأمر فيما يتعلق بعملية السلام التي نحاول احياءها، والتي نود أن يبدأها الطرفان مع أقل قدر ممكن من عوامل تشتيت الانتباه الخارجية".
وتأتي زيارة أردوغان في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية التركية، حيث تحرص واشنطن على تجنب أي تحرك قد يفسد التقارب بين البلدين في أعقاب اعتذار (إسرائيل) في مارس/آذار عن مقتل تسعة أتراك عام 2010م.
وكان كيري زار المنطقة عدة مرات في الأسابيع الاخيرة وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة محمود عباس في إطار سعيه لإحياء عملية السلام.
وكان أردوغان أعلن أنه يعتزم زيارة قطاع غزة نهاية مايو المقبل؛ للمساعدة في رفع الحصار الذي تفرضه (إسرائيل)، بعد زيارته الرسمية للولايات المتحدة منتصف نفس الشهر.
ورحبت حماس بزيارة أردوغان ترحيبا شديداً. وأبدت آمالها في أن تفتح الزيارة آفاقاً جديدة لرفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، في وقت ترفض فيه السلطة برام الله الزيارة، وترى أنها "تعزيز للانقسام الفلسطيني".
وأدانت "حماس" في ذات السياق، دعوة كيري لإلغاء زيارة أردوغان. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسمها في تصريح وصل "الرسالة نت"، مساء الأحد: "إن التوافق بين عباس وكيري على الدعوة هو دليل على التنسيق المتبادل بين الطرفين لإبقاء الحصار على غزة والتضييق على حماس".
وكان مصدر فلسطيني رفيع المستوى، قال في تصريح سابق لـ "الرسالة نت" إن رئيس السلطة محمود عباس توجه إلى تركيا محاولاً استيضاح ملف زيارة غزة من أردوغان، وحثه على إلغائها، كونها –وفق زعمه- تعزيز للانقسام في نظر السلطة وحركة "فتح".