وكالات – الرسالة نت
كشفت مصادر قيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن قطر تتوسط حاليا بين الحركة وشرطة إمارة دبي لعقد لقاء مباشر بينهما يهدف إلى كشف خيوط عملية اغتيال القيادي بالحركة محمود المبحوح في أحد فنادق الإمارة.
وقالت هذه المصادر للجزيرة نت إن قطر "التي كان لتدخلها الأثر الحاسم" لدى سلطات الإمارات في الإفراج عن جثة المبحوح بعد تسعة أيامه من استشهاده، تسعى مجددا لتدشين لقاء بين حماس وشرطة دبي لتبادل المعلومات بما يخدم مجرى التحقيق والوصول إلى الفاعلين وتعزيز قدرة دبي على ملاحقتهم والقبض عليهم.
يذكر أن سلطات دبي أفرجت عن جثمان الشهيد بعد تشريحه والتوصل إلى نتيجة مفادها أنه تعرض لعمليتي صعق وخنق في الفندق الذي كان يقيم فيه.
جدية وحسابات
وفي هذا السياق أيضا، قالت مصادر فلسطينية وثيقة الاطلاع بملف الاغتيال للجزيرة نت إن إمارة دبي جادة -إلى حد كبير- في كشف تفاصيل الجريمة التي اتهمت حماس جهاز الموساد الإسرائيلي بتنفيذها.
وأشارت هذه المصادر إلى أن فلسفة الإمارة تقوم على الحفاظ على أراضيها كوجهة سياحية عالمية، وأن من شأن هذه الاغتيالات أن تضر بهذه السمعة وتؤدي إلى إلحاق ضرر شديد باقتصاد الإمارة الذي سبق أن تعرض لهزة كبيرة في قطاع العقارات العام الماضي.
وكانت دبي قد شهدت قبل العملية الأخيرة إلى هزتين أمنيتين هما مقتل الزعيم العسكري السابق في الشيشان سليم عمادييف بالرصاص يوم 28 مارس/آذار الماضي ومقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في يوليو/تموز 2008 والتي أدين فيها رجل الأعمال المصري وعضو الحزب الوطني الحاكم هشام طلعت مصطفى.
ولكن المصادر الفلسطينية كشفت أن إمارة أبو ظبي تريد تولي زمام الملف باعتبارها العاصمة الاتحادية، وأنها تسعى لطي ملف القضية بسرعة وعدم تصعيده "حتى لا يتسبب في مواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل". وأضافت هذه المصادر أن الأجهزة الأمنية في أبو ظبي كانت تريد دفن المبحوح في دبي لولا الوساطة القطرية التي نجحت في إقناعها بالسماح بنقله إلى دمشق.
تشريح وتكهنات
ومن دمشق التي شهدت تحقيقا موسعا تجريه حماس في ملابسات القضية، تم نقل الجثة فور وصولها المطار إلى إحدى المستشفيات حيث جرت عملية تشريح أخرى بطلب من حماس تطابقت نتائجها مع ما توصل إليه الطب الشرعي في دبي.
وقالت مصادر قيادية بحماس إن التحقيق لا يزال جاريا في عملية الاغتيال التي نفذها سبعة أشخاص بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر إيرلندية.
ورجحت هذه المصادر أن تكون عملية الاغتيال تمت من خلال دخول فرقة الاغتيال إلى غرفة الشهيد والاختباء في الحمام، حيث فاجؤوه بعد عودته من الخارج وأثناء دخوله للاستحمام وضربوه بصاعق كهربائي على فخذه الأيمن قبل حمله إلى السرير وكتم نفسه عن طريق الفم، ما أدى إلى وفاته.
وقالت مصادر فلسطينية تحدثت للجزيرة نت إن القتلة وجهوا جثة الشهيد بحيث يكون ظهره باتجاه غرفة الفندق وأغلقوها عليه بعدما تمكنوا بطريقة فنية من إغلاق سلسلة الأمان الحديدية على الباب من الخارج ووضعوا لافتة "الرجاء عدم الإزعاج" حتى يتمكنوا من الهرب في نفس اليوم الذي نفذوا فيه الجريمة.
وكشفت المصادر أن عملاء الموساد المفترضين وضعوا أدوية الشهيد التي كان يتناولها إلى جانبه، ومن بينها دواء لعلاج مرض نقص التروية الدماغية الذي راجت تكهنات بأن سبب تناوله تعرض الشهيد في السابق لمحاولة اغتيال فاشلة بالسم، وهو ما لم تتمكن هذه المصادر من تأكيده أو نفيه.
ولفتت المصادر إلى إمكانية تعاون بعض طاقم الفندق مع القتلة لتسهيل دخولهم غرفة الشهيد أثناء غيابه عنها، ما سمح لهم بمفاجأته رغم حذره المعهود.
تحقيق داخلي
وفي هذا الإطار أكدت المصادر القيادية بحماس أن التحقيق الذي تقوم به لجنة قيادية بالحركة لا يزال مستمرا ويشمل كل جوانب القضية بما في ذلك إمكانية الإختراق، حيث استمعت اللجنة إلى عدد من المعنيين بالتعامل مع الشهيد وطرحت عليهم تساؤلات عن عدم اصطحابه مرافقين له وسفره بجوازه الفلسطيني والاحتياطات الأمنية التي اتخذها قبل السفر.
وقالت المصادر للجزيرة نت إن حماس دأبت في مثل هذه الحالات على تشكيل لجان تحقيق فاعلة للوصول إلى استنتاجات وخلاصات سعيا لتلافي الأخطاء المستقبلية، حتى وإن لم يتم الإعلان عن هذه النتائج في وسائل الإعلام.