فلسطين بين الأخونة والتخوين

عباس ومشعل (الأرشيف)
عباس ومشعل (الأرشيف)

الرسالة نت - رامي خريس

جاء الهجوم الذي شنته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اجتماعها الأخير على حركة حماس مختلفاً عن الانتقادات السابقة، التي كانت تصدر بحق الحركة من قبل التنفيذية وأعضائها، بدءاً بياسر عبدربه وانتهاءً برئيسها محمود عباس، فقد كان كاسحاً هذه المرة ولم يراع أجواء الوفاق الجديدة التي تخيم على الفصائل الفلسطينية منذ فترة، فبالرغم من استمرار الانقسام إلا أن حملات الهجاء واللغو قد تراجعت، وأصبح الحديث منصباً على كيفية تحقيق المصالحة.

تنفيذية المنظمة استدعت في هجومها الأخير مصطلحات جديدة مثل "أخونة غزة" و"الطلبنة" وغيرها من الكلمات المستوردة من المحيط العربي الذي شهد ثورات وأخرى مضادة.

"

أحلام السلطة في "ضرب حماس" ما تزال تعشش في رؤوس قادتها

"

ومن الواضح أن الاعتقاد بنجاح استخدام هذه المصطلحات في مصر مثلاً ضد حركة الاخوان المسلمين أغرى تنفيذية المنظمة لتجريب استخدامها في فلسطين مهملة الظروف والبيئات المختلفة، فما يمكن أن ينجح في مصر لن ينجح بالضرورة في فلسطين.

وبعيداً عن نجاح الوسائل الجديدة المستخدمة في مهاجمة حماس من عدمه فإن المحاولات الجديدة  تشير إلى أن أحلام السلطة في "ضرب حماس" ما تزال تعشش في رؤوس قادتها الذين انشغلوا في تعقب عثرات الحكم في غزة، وابتعدوا كثيرا عن الخطايا التي ترتكب في الضفة الغربية، فإذا كان قادة المنظمة يعتبرون مظاهر الالتزام في غزة سيرا نحو الأخونة فماذا يرون في ما يجري في الضفة من عمليات متواصلة للتعاون مع جيش الاحتلال ومخابراته والتنسيق الأمني الذي يستهدف اعتقال رجال المقاومة ومنع أي عمل فدائي متوقع؟!، بل إن مصادر أمنية أشارت إلى وجود نشاط مخابراتي (إسرائيلي) محموم لإسقاط الشبان الفلسطينيين في براثن العمالة في ظل تواطؤ أجهزة السلطة أو على الأقل صمتها المطبق ازاء ما يجري.

"

تنفيذية المنظمة استدعت في هجومها الأخير مصطلحات جديدة مثل "أخونة غزة" و"الطلبنة

"

ويبدو أن الهجوم على حماس في هذا التوقيت بالذات وعلى سلوكها في غزة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالزيارة المعلنة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي عبرت السلطة سابقاً عن رفضها لها بحجة ترسيخ الانقسام، وبعد التأكد من عزم أردوغان على الوصول الى غزة ورفضه لنصيحة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتأجيل الزيارة تحاول السلطة ورئيسها محمود عباس وضع العراقيل أو على الاقل التشويش على الزيارة والتقليل من نتائجها.

ومن دلالات هجوم "تنفيذية المنظمة" على حماس أنها كما يرى بعض المراقبين محاولة لإبعاد الأنظار عن محطات الفشل المتلاحقة التي مني بها رئيس السلطة محمود عباس في مسيرته الطويلة لاسيما بعد انهيار مسيرة التسوية التي لم يستطع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وقبله الرئيس الأمريكي باراك أوباما من إعادتها الى مسارها الذي تريده السلطة بل إن المحاولات الأمريكية المتوقعة كما كشفت بعض المصادر تعمل من أجل تحسين أوضاع إدارة عملية التسوية وليس احياءها، بحيث تكون تسوية اعلامية لبيع الوهم للفلسطينيين.

"

الهجوم على حماس في هذا التوقيت مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالزيارة المعلنة لأردوغان

"

ولا يتوقف الاخفاق الذي يواجهه عباس على صعيد عملية التسوية فقط بل إن إدارته للسلطة واجهت الكثير من محطات الاخفاق حيث فقد حليفيه المقربين محمد دحلان وسلام فياض اللذين شاركاه محاولة الانقلاب على الرئيس الراحل ياسر عرفات ثم ما لبثوا أن اختلفوا على تقسيم تركة عرفات.

البث المباشر