أبو ظبي- وكالات
صدر عن مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كتاب "تاريخ التكنولوجيا في العالم" للكاتب دانيال آر. هيدريك، ونقله إلى العربية دكنور أحمد حسن مغربي، ويتناول الكتاب كيفية تسخير التكنولوجيا في الأزمنة القديمة والحديثة، ويعطي نظرة عامة عن حوادث العالم وتطور مجريات الأحداث عبر التاريخ محلياً وعالمياً، وكيف أن العقود الستة التي تلت الحرب العالمية الثانية، كانت مدهشة من حيث الابتكارات التقنية التي تلت الحرب.
ويتضمن الكتاب 8 فصول يحكي الفصل الأول فيها "التكنولوجيا في العصر الحجري"، فيما يتناول الفصل الثاني "حضارات الطاقة المائية" "4000_1500 قبل الميلاد"، أما الفصل الثالث فيحكي عن "الحديد والجياد والإمبراطوريات" " 1500 قبل الميلاد_ 500 ميلادي"، ويتناول الفصل الرابع "ثورات العصر ما بعد الكلاسيكي والقرون الوسطى" "500_ 1400 ميلادي"، ويطرح الكاتب في الفصل الخامس "عصر التبادلات الدولية" "1300_1800"، والفصل السادس "الثورة الصناعية الأولى "1750_ 1869"، فيما يتحدث الفصل السابع عن تسارع وتيرة التغيير "1869_ 1939"، أما الفصل الثامن والأخير فيتضمن "نحو عالم ما بعد الصناعة" "1939_ 2007".
ويحكي الكتاب كيف أنه وقبل 2,5 مليون سنة صارت حصى الأنهار أولى الأدوات في أثيوبيا، وقبل 10_12 آلاف سنة كان تطور الزراعة في الشرق الأوسط، فيما أنه وبالألفية الثالثة قبل الميلاد كان أول ظهور لأدوات البرونز في الشرق الأوسط، ويبين الكتاب أنه وبين 1700 و1300 قبل الميلاد كان عصر المركبات الحربية التي تجرها الخيل، وأن الصين أول من امتلك آلة للطباعة المتحركة وذلك في عام 1045، ويظهر الكتاب أنه وفي عام 1712 بنى توماس نيوكومين أول محرك يعمل بالاستناد إلى الغلاف الجوي، وأنه وفي العام 1939-1945 شهدت الحرب العالمية الثانية ولادة القنبلة الذرية والصاروخ ومضادات الحيوية والكمبيوتر، والكثير من الإنجازات بالتواريخ المحددة مع أسماء مخترعيها ومبتكريها.
يقارن هيدريك في كتابه هذا مسارات التطور التكنولوجي في مختلف مناطق المعمورة، ويقدم سجلاً أوسع بكثير مما درج غيره من مؤرخي التقنية على رصده.
ويروي الكتاب أنه ومن دون الحرب العالمية الثانية لتأخر الكثير من الابتكارات التقنية، وعلى الرغم من ذلك يثور جدال عظيم حول قيمة تلك التقنيات، إما لأنها شديدة التدمير مثل القنابل النووية والصواريخ العابرة للقارات، وإمّا لأنه يتبين أنها تتضمن الكثير من المخاطر والتكاليف غير المتوقعة، مثل الطاقة النووية.
وقد استفادت الإنسانية أز ثلثها الغني على الأقل من الرادار والكمبيوتر ومضادات الحيوية، وبرهنت الابتكارات التقنية في زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية مثل الترانزستور والانترنت والتلفزيون الملون والكمبيوتر الشخصي والمحاصيل المعدلة جينياً، أنها عميمة الفائدة.
أمّا مؤلف الكتاب البروفسور دانيال آر هيدريك فيشغل منصب أستاذ كرسي في التاريخ وعلم الاجتماع في "جامعة روزفلت" بشيكاغو، عمل مدرساً في جامعة "هاواي والمحيط الباسيفيكي" وفي "معهد توسكجي"، منح درجة الزمالة من "مؤسسة ألفرد سلون"، في العام 1988، ونال الزمالة الشرفية من "مؤسسة جون سايمون كاننغهام" بين عامي 1994 و1995، وضع مؤلفات عدة عن تاريخ العالم تشمل "عندما بلغت المعلوماتية سن الرشد"، و"السلاح الخفي"، و"مجسات التقدم"، و"أدوات الإمبراطورية"، وتتركز اهتمامات بحوثه على تاريخ نظم المعلوماتية، تاريخ التكنولوجيا، تاريخ البيئة، والعلاقات الدولية.
أمّا مترجم الكتاب فهو الدكتور أحمد حسن مغربي ، يعمل محرراً علمياً في جريدة "الحياة" الدولية التي انتقل إليها من جريدة "السفير" اللبنانية حيث عمل مسؤولاً عن صفحة العلوم فيها، وتتركز اهتماماته على العلوم في أبعادها الاجتماعية والفكرية والاستمولوجية والفلسفية، إضافة إلى مطالعاته في الفلسفة والآداب، ترجم كتب "تاريخ الملح في العالم"، "نظرية الفوضى"، "ما هي الحياة"، "فضولية العلم"، و"لماذا تنط الطابة؟".