دعت كوريا الجنوبية اليوم الجمعة مواطنيها العاملين في مجمع "كايسونغ" الصناعي المشترك في كوريا الشمالية والمغلق منذ 23 يوما، إلى مغادرته ردا على رفض بيونغ يانغ دعوة الحوار التي وجهتها لها سول.
وأعلن وزير التوحيد الكوري الجنوبي ري كيل جاي في مؤتمر صحفي "لقد اتخذت الحكومة قرارا لا بد منه بسحب جميع الأشخاص الذين لا يزالون في كايسونغ حفاظا على سلامتهم الشخصية"، مطالبا بيونغ يانغ "بضمان عودة الطاقم بأمان وحماية مصالحة الشركات الموجودة في المجمع".
وكانت كوريا الجنوبية قد أمهلت جارتها الشمالية أمس 24 ساعة لقبول عرضها بإجراء حوار، وهددتها باتخاذ "إجراءات خطيرة" في حال الرفض، في إشارة ضمنية إلى استعدادها لسحب عامليها الـ850 الذين يتولون إدارة الشركات الـ123 الكورية الجنوبية في المجمع.
غير أن بيونغ يانغ أعلنت اليوم أنها ترفض التهديد "المنافق" وحملت سول مسؤولية اغلاق الموقع الذي بات -حسب تعبيرها- على "شفير الانهيار". وقالت لجنة الدفاع القومي الكوري الشمالي "إذا واصل نظام الدمية الكوري الجنوبي في تصعيد الوضع، فإننا سنتخذ إجراءات أخيرة خطيرة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -وهو كوري جنوبي- قد أكد في وقت سابق دعمه الحوار بين الكوريتين بشأن المجمع الصناعي الذي وصفه بأنه جسر قيم بين البلدين.
وقال المتحدث باسم بان "إن الأمين العام ما زال شديد القلق بشأن توقف مجمع كايسونغ الصناعي عن العمل، وهو قلق بشكل خاص من الارتدادات الاقتصادية والإنسانية لتوقفه".
وعبّر بان عن قناعته بضرورة عدم تأثر هذا المشروع بالأمور السياسية والأمنية، واصفاً المجمع بأنه مثال ناجح للتعاون بين الكوريتين والذي عزز النمو الاقتصادي وشكل جسراً بينهما.
وتمنع كوريا الشمالية منذ 3 أبريل/نيسان الحالي العاملين الكوريين الجنوبين من دخول المجمع الواقع على أراضيها وعلى بعد عشرة كيلومترات تقريبا من الحدود. كما سحبت عامليها الـبالغ عددهم 53 ألفا منه، وذلك على خلفية توتر شديد على شبه الجزيرة الكورية.
ومنذ ذلك الحين عاد القسم الأكبر من الموظفين الكوريين الجنوبيين الـ850 من كايسونغ باستثناء 170 بقوا هناك للإشراف على مصالح المنشآت الـ123 المعنية في المجمع الذي يعد آخر ما تبقى من جهود التقارب بين الكوريتين بعد جمود العلاقات البينية عام 2010. وظل المجمع مفتوحا إلا في حالات استثنائية نادرة.
الجزيرة نت