قائد الطوفان قائد الطوفان

"أم العبد" تروي ظروف اعتقال نجل أبو الهيجا

اعتقالات السلطة في الضفة (أرشيف)
اعتقالات السلطة في الضفة (أرشيف)

جنين – الرسالة نت

وجهت زوجة الأسير القائد جمال أبو الهيجا (أم العبد) نقداً لاذعاً لأجهزة السلطة في الضفة، التي اقتحمت منزلها ليلة أمس واختطفت نجلها عاصم (26 عاما) بينما تطارد نجلها حمزة (21 عاماً).

ووصفت أبو الهيجا ما تعرضت له العائلة بأنه خارج عن نطاق الأخلاق ولا يليق بتضحيات الأسرى في سجون الاحتلال ومعاناة عائلاتهم.

وقالت: "عيب عليهم أن يقتحموا منزل أسير لدى الاحتلال، وأن يضربوا ابنه.. عليهم أن يخجلوا من تصرفاتهم ومن أنفسهم لما يفعلوه بحق عائلة أسير يعاني الويلات في سجون الاحتلال ومحكوم بمدى الحياة".

وروت أم العبد ما حدث لـ "الرسالة نت"، قائلة: "كان ابني عاصم يجلس بعد صلاة العشاء على باب المنزل ويلاعب ابن شقيقه الأسير عبد السلام ذو العام ونصف، وفجأة وقفت سيارة مخابرات أمام المنزل وترجل منها عدد من العناصر بغرض اعتقال ابني حمزة (21 عاما) فتصدى لهم عاصم ووقف بطريقهم، بينما فرَّ حمزة من المكان".

وأضافت: "حينها انهالوا على عاصم بالضرب، بينما ركلوا الطفل الصغير ابن عبد السلام بأرجلهم إلى أن جاء أحد الجيران وحمله ليحميه منهم، وقتها خرجت مسرعة من المنزل فرأيتهم يأخذون عاصم للسيارة بينما كان حمزة قد اختفى من المكان".

وفي تلك الأثناء هبّ أهالي مخيم جنين ورشقوا سيارة المخابرات بالحجارة حتى خرجت من المخيم، وسط مشاعر الغضب والاستنكار مما تعرضت له عائلة أبو الهيجا من اعتداء وضرب وانتهاك للحرمات.

وبعد تدخل عدد من الشخصيات أفرج جهاز المخابرات عن عاصم وهو يعاني من رضوض وورم بإحدى عينيه بسبب الضرب المبرح الذي تعرض له من قبل عناصر المخابرات.

ولفتت أم العبد إلى أن ابنها حمزة لا يزال مختفيا ولم يعد للبيت منذ مساء أمس، بينما تطالبه الأجهزة الأمنية بتسليم نفسه.

وأشارت إلى أن حالة غضب عارم سادت المخيم، حيث توافد الجيران والأهالي على منزلهم بعد انسحاب المخابرات، مستنكرين الاعتداء عليهم وضرب عاصم وابن شقيقه، "على الرغم من أنهم تعهدوا سابقا بعدم ملاحقة أبنائي أو الاعتداء على منزلنا، لكنهم لا يحترمون أي عهود للأسف".

ويعد الأسير جمال أبو الهيجا من أبرز قادة المقاومة الذين سطروا ملحمة بطولية خلال معركة مخيم جنين في انتفاضة الأقصى، حيث اعتقل حينها وبترت يده نتيجة إصابته المباشرة برصاص وقذائف الاحتلال.

وعلى الرغم من ذلك، لا تتوانى الأجهزة الأمنية بالضفة عن اقتحام منازل الأسرى في سجون الاحتلال والتنكيل بعائلاتهم واعتقال أبنائهم.

وفي هذا السياق قالت أم العبد: "الاعتداء على عائلات الأسرى أمر معيب حقا، فبدلا من أن يساندونا ويدعموا صمودنا، يلاحقونا ويقتحموا بيوتنا ويعتدوا على ابنائي ويعتقلوهم".

وتساءلت: "ألم يخطر ببالهم أني زوجة أسير عانيت وما زلت بسبب غياب زوجي، إضافة لاعتقال ابني عبد السلام قبل عشرة أيام من قبل الاحتلال؟".

وأشارت إلى أن زوجها وعلى الرغم من أنهم محرومون من زيارته منذ 12 عاما، إلا أن الأخبار عن عائلته تصله أولا بأول، وقد علم بإحدى المرات أن السلطة اقتحمت منزله واعتقلت أبناءه، وكان حينها مستاء جدا من هذه الاعتداءات التي تتعرض لها زوجته وأبناؤه بغيابه.

وتمنع سلطات الاحتلال زوجة الأسير أبو الهيجا من زيارته منذ 12 عاما، كما حرمت باقي أبنائه أيضا، وعلى الرغم من توجههم للمؤسسات الحقوقية لاستصدار تصريح زيارة له إلا أن سلطات الاحتلال تمعن برفضها وظلمها لهم.

ووجهت أبو الهيجا نداء للرئيس محمود عباس طالبته فيها بوقف الاعتقال السياسي ووقف ملاحقة أبنائها والاعتداء عليهم.

البث المباشر