القاهرة- الرسالة نت
قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق، إن حركته مستعدة لتوقيع ورقة المصالحة المصرية في حال وافقت القاهرة على الأخذ بملاحظاتها عند تطبيق بنود الورقة المطروحة.
وردداً على سؤال وجهت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) حول ما يتعلق بتقييمه لما يتردد حول طروحات من قبل عواصم عربية من انه إذا بادرت "حماس" بإظهار حسن نواياها وجاءت للقاهرة ووقعت ورقة المصالحة، فإن القاهرة ستأخذ ملاحظاتها في الاعتبار، قال أبو مرزوق: "لو قدمت القاهرة الحاضنة للمصالحة لنا ضمانات بأن الملاحظات التي تم التوافق عليها، ولم ترد في الورقة، ستكون معكوسة عند التنفيذ، سيكون هذا مخرجا ممتازا، وسنمضى فيه".
ولفت أبو مرزوق إلى أنه لا توجد دعوة جديدة من القاهرة لـ"حماس" في الوقت الراهن وأنه سبق لـ"حماس" أن طلبت الحضور للقاهرة "إلا أن الأخوة في القاهرة اعتذروا".
وفي شأن ما ذكره عضو حركة "فتح" نبيل شعث قبل أيام من أن "حماس غزة" مع المصالحة ، ولكن "حماس دمشق" لا تراها ملحة، قال أبو مرزوق الموجود في دمشق: "هذا الموضوع يسأل فيه نبيل شعث نفسه ويفسره هو. حماس تعبر عن نفسها ولا يجوز لغيرها التعبير عنها".
وتابع: "حماس، بلا شك، تريد المصالحة، ولكن المصالحة لا بد أن تكون كما تم التوافق عليه. زيارة الأخ شعث للقطاع كانت إيجابية ولكنه لم يكن مفوضا من حركة فتح للحديث عن المصالحة".
وفي معرض تقييمه لزيارة شعث وهل كانت كما يرى كثيرون بادرة إيجابية من "فتح" مقابل استمرار جمود موقف "حماس"، رأى أبو مرزوق أنه "على العكس، زيارة شعث لغزة تعتبر بادرة من حماس وليس من فتح".
وأردف أبو مرزوق بالقول: "نحن في حماس نقول تقدموا لنا بما تم التوافق عليه وسنوقع عليه ولا تأتوا لنا بشيء جديد: إذا أتيتم بشيء جديد، فنحن نريد الحوار حوله وان يسمع الجميع رؤيتنا في هذا الشيء الجديد الذي طرح، ولا يمكن على الإطلاق أن يهبط علينا اتفاق جديد، ثم نوقعه من دون حوار، هذا هو الموقف".
وفي سياق منفصل، أكد أبو مرزوق على ضرورة التفرقة بين نظرة الحركة لمصر وبين الآراء التي يبديها بعض قياديي الحركة في أحداث معينة والتي تبدو مناوئة لمصر.
وقال: "لابد أن نفرق بين سياسة وإستراتيجية حماس في التعامل مع مصر ونظرتها إليها، وبين أحداث تقع على الأرض، وتبدي حماس وجهة نظرها فيها".
وأضاف: "عندما يعتقل احد الشباب من حماس ثم يعذب حتى الموت هل تريدون أن نقول شكرا أم نقول هذا العمل غير مقبول؟ وهل عندما نقول ذلك يكون هذا تصريحا وفعلا غير مقبول؟".
وأردف: "الفعل غير المقبول هو قتل يوسف أبو زهري. أما حينما نعبر عن حقيقة هذا الواقع فهذا لا يعتبر تصريحا عدائيا ضد مصر إطلاقا، فلا يمكن لفلسطيني أن يناصب مصر العداء لاعتبارات عديدة، لا مجال لذكرها الآن".
أما في ما يتعلق بـ "الجدار الفولاذي" الذي يتردد أن مصر تقيمه تحت الأرض بطول حدودها مع قطاع غزة لمنع التهريب إلى القطاع عبر الأنفاق، فأشار أبو مرزوق إلى أن "حماس أبدت وجهة نظرها من حيث أن هذا الجدار يزيد الحصار ويخنق قطاع غزة .. خاصة وأن الناس لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم من فوق ظهر الأرض، والشعب الفلسطيني كله يتوقع أن المكان الطبيعي الذي يقف إلى جواره هو الشعب المصري، أو الحكومة المصرية".
وتابع: "حينما يغلق المعبر (رفح) لاعتبارات دولية وإقليمية ويشتد الحصار ثم بأظافرهم (الغزويون) يحفرون أنفاقا من أجل طعامهم وشرابهم والدفاع عن أنفسهم ثم يأتي جدار فولاذي ليغلق هذه الأنفاق، هل تريدون من الناس أن يقولوا شكرا ؟ لا. سيعبرون عن حقيقة الموقف، وهذا ليس عداء لمصر".
وتساءل القيادي في "حماس": "من أين تنقل احتياجات القطاع من فوق الأرض؟ معبر رفح للأفراد وليس للبضائع .. وعبر (إسرائيل) وحدها يأتي الغذاء وكل احتياجات القطاع. والآن انخفض ما يدخل إلى القطاع إلى 12% من احتياجاته، ولذلك هناك أزمة في كل شيء في قطاع غزة بدون الأنفاق".
ونفى أبو مرزوق أن يكون قيام الحكومة في غزة بفتح الباب أمام الآلاف من الشباب للتجنيد محاولة للسيطرة والتغيير على ارض الواقع في غزة قبل حدوث أي تطور في عملية المصالحة، موضحا: "لقد فتحت الحكومة باب التطوع بالشرطة لوجود متطلبات لديها لعناصر الشرطة والمرور، وما إلى ذلك".
وتقدم 14 ألف فلسطيني للانتساب للشرطة والأجهزة الأمنية في قطاع غزة حسب تأكيد الناطق باسم وزارة الداخلية، وسيتم اختيار 1500 منتسب فقط، لينضموا لأكثر من 15 ألفا من عناصر الأمن والشرطة التابعين لوزارة الداخلية.
وحول ما إذا كانت "حماس" تتوقع أن تتحول المواجهات الكلامية بين (إسرائيل) وسوريا إلى حرب فعلية، قال: "(إسرائيل) بلد عدواني ولا يمكن أبدا أن يؤمن جانبه، وبالتالي ممكن أن تندلع الحرب في أي وقت واستعداداتهم للحرب لم تنته منذ معركة غزة حتى هذه اللحظة، (إسرائيل) ليل نهار تدق طبول الحرب ،سواء على غزة أو على جنوب لبنان، وبالتالي ممكن أن تكون هناك حرب على غزة، أو جنوب لبنان".
وتابع: "اعتادت (إسرائيل) أن تفتح جبهة وتغلق جبهات، قد تكون الحرب هذه على جبهة أو قد تكون على جبهتين، حسب المخطط الذي يستعدون له".
وفى معرض إجابته عن سؤال حول استعداد حركته لمواجهة عسكرية مع إسرائيل خاصة في حال تنفيذ صفقة الأسرى واسترداد الأخيرة جنديها الأسير في غزة غلعاد شاليت وهل يعد هذا مانعا أمام حماس عن إتمام الصفقة ، قال أبو مرزوق :"وجود شاليط لا يمنع حدوث الحرب أصلا وحرب غزة الأخيرة قامت وشاليت بالقطاع .. وكل يوم هناك هجوم بالطائرات".
وتابع: "أما توقف صفقة شاليط فيعود لتراجع نتنياهو عما تم الاتفاق عليه ، ومن هنا توقفت الصفقة والوسيط الألماني يعلم تماما من هو المتسبب في إيقاف الصفقة".
ووصف أبو مرزوق قصة أسف حماس لقتل المدنيين الإسرائيليين بأنها "غير صحيحة" ، مشددا بالقول "ليس مطلوبا من الحركة أن تأسف ولا تتأسف ، فالحركة كانت تدافع عن نفسها فيما يتعلق بالعدوان الأخير والمتسبب بالعدوان هو الذي من المفروض أن يتحمل مسؤولية كامل مترتبات العدوان".
وتابع : "كل حروب الدنيا يقع فيها جرحى وقتلى مدنيون وحينما حدثت هذه المعركة كان الجانب الذي سقط منه مدنيون وجرحى هو الجانب الفلسطيني حيث سقط أكثر من 1400 شهيد ، معظمهم مدنيون .. وحتى الآن لم أقرأ اسم مدني إسرائيلي واحد قتل فى المعركة الأخيرة".
كانت وسائل إعلام عدة تناقلت خبر مفاده أن التقرير الذي سلمته حماس للأمم المتحدة ردا على تقرير غولدستون حول حرب غزة (27 كانون أول/ديسمبر عام 2008-18 كانون الثاني/يناير عام 2009) تضمن إعراب الحركة عن أسفها لمقتل،أو إصابة أي مدني إسرائيلي، وهو ما نفته الحركة في وقت لاحق متهمة وسائل إعلام تابعة لحركة "فتح"، بنشر تلك المعلومات المضللة.