قائمة الموقع

جدار الفصل العنصري أطول معرض للفن التشكيلي

2010-02-11T12:19:00+02:00

غزة/ أمينة زيارة             

يتمدد متعرجا كالأفعى بصلابة وعنجهية وعنف, مفترساً الفضاء والأرض والإنسان، وبات "جارا" إجباريا ثقيلا للإنسان.. انه جدار الفصل العنصري الذي يشيده الاحتلال الصهيوني على صدور الفلسطينيين في الضفة ، الذين لم يستسلموا لثقافة الهزيمة والاستسلام ، فحاصروا الجدار بفنّهم الساخر وحوّلوه إلى لوحة تحكي ظلم الاحتلال وبشاعته، لونه الأصلي "رمادي"، كون الأسمنت مكونه الأساسي، لكن بعد سنوات أربع من بنائه نجح الفنان الفلسطيني وغيره من المتعاطفين مع قضيته في تغيير لونه؛ ليكون أداة مباشرة للتعبير عن الألم والحلم معاً، حيث حولوا الجدار إلى لوحة فنية تشكيلية ضخمة حاملة جملة من الرسائل المعبرة عن القهر والظلم.

لوحة فنية

الفنان التشكيلي حسني رضوان يقول: "نقصد بما نرسمه على الجدار شحذ الهمم، وبث القوة، والتحدي؛ فهو عبارة عن حالة تمرد ضد الاحتلال يقودها الفن"، مؤكدا على أن رسومات الجدار تعدت كونها شعارات كلامية، وأضحت لوحات تشكيلية تعبر عن الرفض القاطع للجدار.

ويضيف رضوان: "الفنانون جندوا موهبتهم الفنية ولوحاتهم التشكيلية في مقاومة الجدار فرسموا الرموز الوطنية وخطوا الألم والحل".

فيما يرى الشاب يوسف من قلنديا وهو أحد مرافقي الرسامين الأجانب أن الرسومات حملت في جوهرها تعبيراً صادقاً وقوياً وفنياً عن الرفض والاحتجاج السلمي على وجود الجدار، وعن عمله مع الفنانين الأجانب يقول: هؤلاء الفنانون يقدمون جهدهم ووقتهم من اجل فلسطين ويجب أن ندعمهم، فما كنا نمارسه من الكتابة على الجداران أيام الانتفاضة الأولى يحمل نفس الهدف وهو مقاومة الاحتلال.

فيما يعبر الشاب مصطفى وهو فنان في أولى خطواته بالفن التشكيلي عن فخره في تحدي الجدار باستخدام الفرشاة والطلاء، ويقول: الرسم على الجدران نوع من التعبير عن الرأي بطريقة مبتكرة وحضارية وهو في الوقت نفسه مقاومة ، مضيفا: جنود الاحتلال طاردونا أكثر من مرة وعندما بدأنا برسم رموز وطنية فلسطينية تعرضنا لمضايقات من بينها إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وفي بعض الأحيان أجبرونا على محو الرسومات بطلاء اسود لأن ما نقوم به يستفزهم وهذا يؤكد على أن ما نفعله يصب في دائرة النضال الشعبي ضد الجدار.

الفنان الفرنسي سيفا

أحد الرسامين الأجانب الفرنسي ستيفن سيفا الذي خط أجمل لوحة فنية للرئيس الراحل ياسر عرفات والشاعر محمود درويش ، ولازال اسم سيفا يزين الجدار برسوماته ، الذي أ{سل رسالة الى الشعب الفلسطيني قال فيها: رسالتي من خلال رسوماتي هو أننا معكم وأسعى لتوصيل العديد من الرسائل حول معاناة الفلسطينيين جراء الجدار، ويضيف: أوثق رسوماتي بالفيديو والصورة تمهيداً لإقامة معرض في العديد من المدن الأوروبية حول جدار الفصل العنصري، متابعا: نحن هنا لنكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني والتعبير عن رفضنا للاحتلال الصهيوني وجداره العنصري.

ويشير إلى تعرضه لمحاولات اعتداء من قبل جنود الاحتلال خاصة بعد رسمه على جدار الفصل العنصري في بيت لحم .

أساليب مبتكرة

ومن جهته يقول الفنان التشكيلي شريف سرحان: الرسم على جدار الفصل العنصري يلعب دورا كبيرا في مقاومة الاحتلال وقد ابتكر الفنانون الفلسطينيون والأجانب أساليب جديدة ومبتكرة لتطوير دورهم في مواجهة الاحتلال ومخاطبة العالم بلغة ثقافية عبر ريشتهم.

ويضيف سرحان: نأمل أن نكون أحد الفنانين الذين يشاركوا في هذه اللوحة الفنية الكبيرة والتي عنوانها النضال الشعبي السلمي إلا أن حصار غزة حال دون ذلك، والرسم على الجدران ليس لتزيينه كما يعتقد البعض بل الفنان والمواطن الفلسطيني اعتبره مقاومة للاحتلال.

ويستطرد: في الجانب الآخر من الجدار دعا الاحتلال فنانين يهود للرسوم على الجدار برسومات جمالية بهدف تجميله .

ويوضح الفنان سرحان أن الجدار لم يقتصر الرسم فيه على الفنانين التشكيليين الأجانب والفلسطينيين بل أصبح ملاذاً للناس العادية والتي تخط رموزاً وكلمات تعبر فيها عن تحديها لهذا الجدار، فقد أصبح دفتر ملاحظات يومي للمواطنين الفلسطينيين يدونون عليه ملاحظاتهم وكتابة احتجاجهم على ما يحدث، مشيرا إلى بعض الرسومات التي زُين بها الجدار التي كان من ضمنها فتاة تتسلق الجدار وتحمل بالونا وكأنها تحلم بالحرية وأخرى لأطفال يصعدون سلماً لاعتلاء الجدار إضافة إلى صور الرموز الوطنية الفلسطينية فكل فنان يعبر عن فنه بأي وسيلة يستطيع من خلالها مقاومة الاحتلال وإيصال رسالة الفلسطينيين للعالم.

ويختم بالقول: الرسم على الجدار العنصري أصبح محط أنظار العالم من الفلسطينيين والأجانب وبات وسيلة لتحدي الاحتلال بالتوازي مع الحجر والمقلاع.

 

 

اخبار ذات صلة