أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم عن تأييده للاتفاق الامريكي الروسي بشأن سوريا.
وقال الناطق إن الاتحاد الأوروبي مرتاح جدا لدعوة روسيا والولايات المتحدة إلى مؤتمر من أجل السلام في سوريا، مشيرا إلى أن الاتحاد "كرر مرارا أن حل النزاع يكمن في تسوية سياسية شاملة".
في السياق ذاته امتدح موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي التوافق الروسي الأميركي على حض النظام السوري ومقاتلي المعارضة على إيجاد حل سياسي للأزمة، واعتبر أن ذلك يعد خطوة أولى هامة جدا، بينما دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن سياساته حيال سوريا، وقال إنه لا يتخذ قراراته إلا وفقا لتحليلات صلبة.
وقال الإبراهيمي وفق بيان صادر عن مكتبه إنها أول معلومات تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جدا، ورأى أن كل المعطيات تدعو إلى الاعتقاد بأن التوافق الذي تم سيحصل على دعم الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي.
وشدد الموفد الدولي في الوقت ذاته على أهمية أن تحصل تعبئة في المنطقة بمجملها من أجل دعم الحل السياسي للأزمة.
مؤتمر دولي
وكانت روسيا والولايات المتحدة توافقت الثلاثاء في موسكو على حض النظام السوري ومقاتلي المعارضة على التوصل لحل سياسي للنزاع، والتشجيع على تنظيم مؤتمر دولي نهاية الشهر الجاري.
وصدر هذا الإعلان بعدما التقى وزير خارجية أميركيا جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتباحث معه لعدة ساعات، واستقبله بعدها وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف بموسكو إن التوصل إلى حل سياسي سيضع نهاية للصراع في سوريا التي تقترب من الفوضى ومن الأزمة الإنسانية وخطر التقسيم، مضيفا أن التوصل إلى هذا الحل قد يؤثر على القرار الأميركي في ما يتعلق بتسليح المعارضة.
ومن ناحيته، قال لافروف إن واشنطن تشاطر موسكو وجهة نظرها بشأن سوريا، مضيفا أن الطرفين يسعيان لاستقرار سوريا بعيدا عن التطرف والمشاكل التي يمكن أن تمس المنطقة.
وأشار إلى أن البلدين وقعا على بيان جنيف -الصادر بوم 30 يونيو/حزيران 2012 ولا ينص على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد- وأنهما اتخذا موقفا مشتركا، مضيفا "أؤكد أننا لا ندافع عن شخصيات ولا عن مصيرها وإنما نهتم بمصير الشعب السوري".
وجدد لافروف الحديث عن أن المعارضة السورية لا تمثل كل الأطياف، وأن عليها توحيد صفوفها قبل المشاركة في المؤتمر المرتقب والإعلان عن ممثليها.
تصريحات أوباما
وفي واشنطن دافع الرئيس الأميركي عن الاستراتيجية التي تبنتها إدارته بالملف السوري، وأكد أنه يقوم بالتحليلات المناسبة ويحرص على التصرف بشكل مناسب في ما يتعلق بهذا الملف.
وشدد باراك أوباما خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الكورية الجنوبية بارك غوين-هي على أن التجارب السابقة، ومن بينها قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وإسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، أكدت أن واشنطن خلال رئاسته تفي بالتزاماتها.
ورد أوباما على الانتقادات التي توجه إليه بشأن التأخر في التحقيق بشأن استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا في ما يعتبره تخطياً لخط أحمر حدده هو، فقال إن لدى أميركا أولاً التزاما أخلاقيا ومصلحة أمنية قومية في إنهاء ما وصفها بالمذبحة الدائرة في سوريا وضمان قيام سوريا تمثل كل الشعب السوري، ولا تخلق الفوضى لجيرانها، لكنه أقر بعدم وجود حلول سهلة لمواجهة هذه الأزمة.
وشدد على أنه لا يمكنه بناء قراراته إلا على تحليلات صلبة، مبررا ذلك بالقول إنه لا يستطيع أن يجمع تحالفات دولية حول تصورات، لافتا إلى أن بلاده حاولت ذلك في الماضي، دون أن يعطي ذلك نتائج جيدة بما فيه الكفاية، في إشارة لغزو العراق قبل عشر سنوات.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد للصحفيين أن بلاده تؤيد حلا سياسيا للنزاع السوري.
وبرر الوزير الكندي تردد بلاده بتسليح مقاتلي المعارضة السورية بوجود من سماهم متطرفين وجهاديين بينهم قدموا من العالم بأسره، على حد تعبيره. وأكد أن بلاده تريد أيضا ضمان عدم تعرض الأقليات في سوريا للقمع في حال سقوط الأسد.
وبالنسبة لاستعمال أسلحة كيمياوية في وسريا، عبر الوزير الكندي عن قلقه حيال ذلك، مع تشديده على التأكد من كل الوقائع قبل التحرك.
وأدلى بيرد بهذه التصريحات قبل أن يبدأ البرلمان الكندي نقاشا عاجلا حول الوضع في سوريا بناء على طلب المعارضة.
الجزيرة نت