عائلة "أبو أحمد".. فقرٌ وأحلامٌ ضائعة

عائلة
عائلة

غزة – أحمد أبو قمر

لم يجد الفلسطيني "أبو أحمد" سوى غرفة واحدة تأوي عائلته المكونة من تسعة أفراد في بلدة بئر النعجة شمال قطاع غزة.

وتفتقر العائلة لأدنى مقومات الحياة، غير أنها تطهي طعامها باستخدام الحطب, جراء ظروفهم الاقتصادية الصعبة.

وتفوح من جدران غرفة "أبو أحمد" رائحة الرطوبة، لتزيد من معاناتهم وترغمهم على افتراش الشارع المجاور ليحموا أنفسهم من حر الصيف.

هموم كبيرة

ويعاني "أبو أحمد" مرض الغضروف في الظهر, ما يحرمه من العمل حفاظاً على حياته، مشيراً إلى أنه بحث كثيراً عن عمل يتناسب مع حالته الصحية إلا أنه لم يجد.

وتمنى الرجل الخمسيني خلال حديثه لـ"الرسالة نت" أن يعثر على مهنة يستطيع من خلالها توفير الحياة الكريمة لأسرته، لافتاً إلى أنه يخجل من أطفاله عندما يشتهون شيئاً ويطلبونه؛ لقلة ذات اليد.

وبيّن أبو أحمد أن المرض لم يقتصر عليه وحده, مشيراً إلى أن اثنين من أطفاله يعانون من الصرع والتشنج، في حين تعاني زوجه أم أحمد من مشاكل صحية بالكبد.

وأبدى رغبته في تعليم أبنائه في الجامعات إلا أنه يخشى أن تتبدّد أحلامه أمام متطلبات الدراسة  الكبيرة.

تحلم بغسالة

عزة النفس لدى أم أحمد أجبرتها على البكاء، مؤكدةً أنها لم تطلب العون من أحد منذ أحد عشر عاماً.

وقالت أم أحمد :"أضطر لغسل الملابس بيدي على الرغم من أنني مصابة بمرض خذلان الأطراف، والحمد لله على كل حال".

وترى في غسل الملابس الهمّ الأكبر الذي يراودها نتيجة المرض الذي تعاني منه، متمنيةً أن تتوفر لها غسالة تخفّف من معاناتها.

وتأمل أم أحمد أن ينظر أصحاب الخير لأطفالها بعين الرحمة، وتجد من يساعد زوجها في الحصول على عمل يوفر لهم لقمة العيش الكريمة.

وأضافت :"أطفالي يرون أشياء عدة مع أصدقائهم ويتمنون الحصول عليها إلا أنني لا أستطيع توفيرها لهم".

وأكدت أم أحمد أن أطفالها لا يشترون كسوة، وينتظرون الملابس التي لا يحتاجها الجيران والأقارب وتوصيهم بإحضارها لأطفالها.

طفولة ضائعة

الطفل محمود ثمانية أعوام يأمل بتذوق فاكهة "الخوخ", مؤكداً أنه لم يأكلها في حياته، ولا يعرف سوى اسمها وشكلها.

وقال محمود إنه يتمنى أن يأخذ مصروفاً من والده ليشتري الحاجيات في وقت الاستراحة المدرسية, كباقي الأطفال.

ويحلم الطفل محمود كغيره من أقرانه بدرّاجة هوائية يمرح عليها، في حين تحلم شقيقته الصغرى نور بدمية تلهو بها.

عائلة أبو أحمد تنتظر من يحقق أحلامها وينتشلها من الفقر، فهل يجد محمود وشقيقته نور من يحقق أحلام طفولتهم البسيطة، أم أنهم مجبرون على عيش طفولة قاسية؟!.

البث المباشر