تهدد السياسة التي تنتهجها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بزيادة نسب الفقر المرتفعة أصلا في قطاع غزة المحاصر, ما دفع بجهات كثيرة إلى مطالبة "الأونروا" بتحسين أوضاع اللاجئين.
ومن ضمن هذه الجهات حركة حماس التي طالبت دائرة شؤون اللاجئين فيها الأونروا بوضع خطة للقضاء على الفقر بين اللاجئين، وإعادة المساعدات النقدية التكميلية إلى الفقراء منهم وتحسين الحصص التموينية.
مطالبات "حماس" جاءت في رسالة سلمها رئيس الدائرة د. عصام عدوان لمدير عمليات "الأونروا" روبرت تيرنر, خلال لقاء عُقد داخل مقر المنظمة الأممية في غزة هذا الأسبوع.
وأكد عدوان لـ"الرسالة نت" أنه عرض عدة اقتراحات على إدارة الوكالة "منها تقديم مشاريع صغيرة للاجئين وإعادة المساعدات النقدية التكميلية إلى فقراء اللاجئين، وتحسين الحصص التموينية، وتخفيض بعض النفقات الإدارية، ووضع خطة للقضاء على الفقر بين اللاجئين تدريجيا".
وشدد على ضرورة إشراك "الأونروا" اللاجئين وممثليهم في المشكلات والعقبات التي تواجه الوكالة، "وتحسين صورتها في نظر المستفيدين بمساهمتها في تخفيف مشكلة الكهرباء عبر توفير مولدات في المخيمات أو التوسط لإدخال الوقود عبر ناقلات الوكالة إلى محطة توليد الكهرباء".
وبين عدوان أن تمنع الدول المتبرعة عن وفاء تعهداتها يتطلب جهدا مضاعفا من مسؤولي "الأونروا" للبحث عن بدائل لا وقف المساعدات, مشيرا إلى أن الوكالة لا يوجد لديها خطط لتقليص أعداد الفقراء "رغم أنها مسؤولة عن إغاثة قرابة مليون لاجئ يقطنون القطاع".
ونوه إلى أن الوكالة تتعرض لضغوط "إسرائيلية" لتقليص خدماتها، مبينا أن اللقاء الذي جمعه ومدير عمليات الوكالة لم يخرج بنتائج, خاصةً أن الأونروا تتحدث بمنطق لا يعترف بالمشكلات وسياسات التقليص التي تنتهجها.
وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين: "يجب على إدارة الوكالة أن تتواضع وتعيد دراسة وضعها، أما الاكتفاء بالقول إنه لا يوجد أي مشكلات تواجه عملها وإن لديها كل المشاريع اللازمة فهو تعاليًا منها على اللاجئين الذين وُجدت لخدمتهم".
وأضاف :"إن المشاريع الصغيرة التي تتغنى بها الأونروا فاشلة ولا تشجع التشغيل, خاصة أن إدارتها لا تتابع أصحاب هذه المشاريع".
وشهدت الشهور الأخيرة اعتصامات واحتجاجات متكررة ضد وكالة الغوث التي باتت تنتهج سياسة التقليص في الخدمات؛ الأمر الذي أثار غضبا عارما في أوساط اللاجئين, خاصة بعد أن بلغت التقليصات حد وقف المخصصات النقدية التي تقدر بـ10 دولارات كل ثلاثة أشهر للفئات الأشد فقرا في القطاع لتحول هذه المستحقات إلى برنامج التشغيل المؤقت.
عدنان أبو حسنة المتحدث الإعلامي للوكالة الدولية في غزة, نفى بدوره الحديث الذي يدور عن سياسة تقليصات تنتهجها وكالته, مؤكدا أن هذا الشهر بالذات شهد توزيع مساعدات على820 ألف أسرة فلسطينية في القطاع، وهو أكبر عدد مساعدات يوزع في تاريخ الوكالة خلال شهر واحد.
وأوضح لـ"الرسالة نت" أن الوكالة أعطت خمسة آلاف قرض للاجئين, بالإضافة لبناء مئة مدرسة جديدة ستنتهي منها عام 2014 ما سيمكنها من إنهاء العمل بنظام الفترتين.
وشدد أبو حسنة على أنه لا توجد سياسات تقليص، بل ما يحصل إعادة ترتيب وتحسين لخدمات الوكالة, لافتا إلى أن مؤسسته تعمل على كل الأصعدة في وقت واحد, "فهي تبني 3500 منزل دمرت أثناء الحرب, كما منحت أصحاب 55 ألف بيت هدمت خلال حرب 2008 كليا أو جزئيا مساعدات وأعادت إعمار بيوتهم".
وأشار إلى أن غزة التي يسكنها 20% من اللاجئين الفلسطينيين تستهلك 40% من ميزانية الأونروا التي أنفقت خلال عام ونصف أكثر من مليار دولار على مساعدات ومشاريع خاصة بالقطاع.
واستبعد المتحدث باسم الأونروا نظرية المؤامرة التي يتداولها اللاجئون لإنهاء مهمات وكالة الغوث، موضحا أنها تقال منذ عام 1950م، لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة خاصة أن الوكالة لديها تفويض من أعضاء الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، ويحتاج إنهاء عملها إجماعهم على ذلك.
ووفق أبو حسنة فإن الوكالة لا تزال مستمرة في عملها وتعويض كثير من العائلات المتضررة خلال الحرب الأخيرة، كما إنها تهتم بالصحة والتعليم لتنمية المجتمع.