يحمل أنيس أبو شمالة رئيس بلدية البريج حزمةً من الأفكار الريادية التي أعجب بها مؤخرًا خلال زيارته لطهران واسطنبول، بعد اطّلاعه على تجربة البلديات هناك.
يتحدث بثقة عن "صيفٍ أفضل" بانتظار سكان مخيم البريج بعد نجاح بلديته في تحسين خدمة المياه لتصل بكفاءة, معظم أنحاء المخيم.
يلخّص أعمال الشهور الماضية بأنها تركزت على البنية التحتية والمياه والطرق، كاشفًا في الوقت ذاته عن مشكلة البلدية في علاقتها بالمواطن وانحسار الموارد المالية.
حزمة مشاريع
يستدعي أبو شمالة معلوماته من عدة أوراق جهّزها لهذا الغرض، يمسك بها في يديه قائلًا:" إن أهم المشاريع المنجزة مؤخّرًا تتعلق بالطرق والبنية التحتية والمياه".
ويؤكد أن المنحة القطرية شكّلت عاملًا أساسيا في إعادة تأهيل حي مصعب بن عمير بتكلفة 280 ألف$، من خلال رصف الشوارع والصرف الصحي في منطقة الصلاح ومصعب وأبو مدين.
ويضيف :"رسي عطاءٌ جديد للمرحلة الأولى من المشروع القطري في تطوير منطقة أبو صليح -أملاك المصدّر المحاذية للسكة- بقيمة 200 ألف $، وسيكون فيها شبكة لتصريف مياه المطر.
ويتابع :"وقّعنا العقد قبل أربعة أيام والشركة بدأت بإنزال معداتها وستتخلص المنطقة من معضلة مياه المطر التي تُغرق المنطقة والمنازل".
كما تمكنت البلدية في الشهور الماضية من تطوير منطقة المصدّر بتمويل من صندوق إقراض البلديات بكلفة 200 ألف $، واختتمت العمل في رصف الشوارع وتأسيس بنية تحتية.
صيف أفضل
يبتسم أبو شمالة واثقًا قبل الولوج في الحديث عن آخر جهود البلدية في مجال حفر الآبار وتأمين المياه للمواطنين، واصفا الصيف المقبل بأنه سيكون "بردا وسلاما".
وقال :"إن البلدية حفرت بئرا (شهداء الجزائر) بتبرعٍ من أهل الخير في الجزائر بقيمة 110 ألف$، وسيفتتح خلال أسبوعين ويضخ المياه لمنطقة وسط البريج وشرقها".
وأضاف أبو شمالة :"حفرنا أيضا بئر اليمن السعيد بقيمة 15 ألف$ (..)، وخلال 10 أيام سيتصل بشبكة مياه البريج ليحسن من خدمة المياه ككل".
كما أنهت البلدية المرحلة الأولى من حفر بئر "متنزه البريج" المموَّل من الندوة العالمية للشباب بقيمة 25 ألف $ ما سيحسن خدمة المياه عموماً في الصيف.
وحول المياه المحلّاة والمفلترة، أكد أبو شمالة أن البلدية لديها مشروع تحلية كان قائما ويضخ المياه فعلًا قبل 3 سنوات، لكنه توقف قبل 10 شهور بسب عطل في أجهزة المحطة.
وتابع :"كنا نخلط المياه بمياه مكروت المعروفة بعذوبتها، والآن تعمل مصلحة المياه على إعادة إصلاح الخلل وتأهيل المحطة من جديد".
الطرق
ومن أهم المشاريع المدرجة على طاولة التنفيذ، مشروع إعادة تأهيل منطقة "التل الأخضر" المعروف محليّا بـ "قوز أبو خضيري"، وقد عانت لسنوات طويلة من نقص الخدمات.
عن ذلك أضاف: "هناك مخصص مالي للمنطقة في المشروع القطري بقيمة 100 ألف $ وكذلك منطقة أبو سعود لها شبكة صرف صحي ومثلها منطقة آل أبو سعيد ونحاول تجاوز مشكلة تباين منسوب الأرض حتى يلائم الشبكات" .
وتعتمد بلدية البريج مؤخّرًا في تمويل ودعم مشاريعها على كلٍ من صندوق إقراض البلديات والمنحة القطرية و ومصلحة مياه بلديات الساحل ومؤسسات أخرى.
مشاكل ومعيقات
منذ أسابيع يتداولون في بلدية البريج للوصول إلى خطة يتجاوزون خلالها مشكلة البلدية في تحصيل مستحقاتها وتحسين علاقة المواطن بها.
وأكد أبو شمالة أن شُحَّ الموارد وضعف التعاون المتبادل بين البلدية والمواطن انعكس على كمية التحصيلات ونظافة المخيم بشكل عام.
ويضيف :"قليلون من يدفعون الفاتورة ولا تزيد نسبتهم عن 15% من المستفيدين ونحن في هذه المسألة, الأقل على مستوى المحافظة, لكننا وضعنا خطة لحل تلك المشاكل وتوعية المواطن بأهمية العلاقة المتبادلة، وسنشرع في تطبيقها قريبًا".
وشدد على أن أهم فكرة تعزّز علاقة البلدية بالمواطن هي فهم الأخير لدور الأول.
ويبدي أبو شمالة تخوّفًا من تكرار العدوان على قطاع غزة، حيث تفتقر بلديته لوجود آليات تساعد المتضررين في إسعافهم وإنقاذهم من الدمار حال تعرّض المخيم للقصف.
إيران وتركيا
وشارك أنيس أبو شمالة قبل أسابيع، في جولة لإيران وتركيا ضمّت عشرة رؤساء بلديات، زاروا خلالها عدة مؤسسات بلدية وتنموية في طهران واسطنبول.
وأضاف: "زرنا طهران لحضور مؤتمر المدن المتحدة لدول غرب آسيا والشرق الأوسط فنحن عضوٌ جديد، وكذلك شاركنا في انتخاب مجلس جديد وقد كان لنا عضوٌ منتخب من فلسطين هو المهندس رفيق مكي".
وأشار أبو شمالة إلى أن تلك المنظمة تُعنى بالبلديات عبر إعداد الكوادر ومواجهة الكوارث والنظافة والصرف الصحي وحل مشاكل البلدية، مضيفًا أنها منظمة دولية موزعة على معظم قارات العالم.
وتُقدّم المنظمة استشارات وتسعى لعمل توأمة وتبادل الخبرات بين بلديات مختلف المدن وقد حدث ذلك مؤخّرًا مع بلديات في قطاع غزة.
وتوقّع أبو شمالة أن تحصل بلديته على توأمة قريبة مع بلديات خارج الوطن، لافتا إلى أنه تعرّف على آليات العمل في بلديات اسطنبول وكذلك على طرق جديدة ومشاريع في المجال البلدي.
وتابع: "هناك فجوة كبيرة بين تجربتنا واسطنبول التي تملك خمسًا وعشرين شركة ربحية، وهناك فرق كبير في تعاون المواطن وعلاقاتها حيث تبلغ موازنتها ما يقرب من 13 مليار$".
وكان أمين عام المنظمة سالفة الذكر، قد أخبر رؤساء بلديات غزة أن منظمته خصّصت لهم حصة من المشاريع, لكن سفير فلسطين في تركيا تدخّل وسحب الدعم نحو بلديات أخرى بالضفة.