احذروا الحمى الشوكية في ظل تكرار حالات إصابات الأطفال التي تصل للمستشفيات خلال الأسبوع الأخير، ما يستدعي من الأمهات رفع درجة الجهوزية والاستنفار لتفادي الفيروس أو العدوى.
ارتفاع درجات الحرارة والتشوش والغثيان وتيبس الرقبة وفقدان الرغبة في الطعام وطفح جلدي كلها مواصفات لهذا الوحش الذي يستهدف الدماغ.
الحمى تستغل البيئة الفيروسية والتجمعات، ولها مواسم تتكاثر فيها، وتضم أنواعا عديدة تتجاوز الإطار الصحي لتطال القطاع السياسي والمجتمعي.
أبرز أنواع الحمى الأخرى.. حمى الكذب والنفاق، وهي منتشرة هذه الأيام، وتجد بيئة خصبة، والأخطر أنها أصبحت معدية، وتستهدف عقول خلق الله.
لو حصلنا على عينة من النخاع الشوكي لبعض السياسيين والمثقفين لفحصها أخلاقيا ووطنيا ونضاليا، سنجد أنها تحتوي على تركيبة غريبة من العناصر التالية: تمويل- انقسام-أمريكي- معارض- سلطة- تقدمي- تحرري- تنويري- مادي- ثوري- حقوقي- انبطاحي- بصّيم- متعر- مع- ضد - برجوازي- مقاطع- احمر -اصفر- اخضر- ملون.
ويرافق هذه التركيبة المعقدة حالة من الاسهال الخطابي، ويصاب بعض هؤلاء المرضى بأعراض الانتهازية، ما يثير حالة من الغثيان لدى من يستمع لهم لكثرة الشعارات التي يرددونها، كما انهم ينشطون في ظل ارتفاع درجات حرارة الصراعات الداخلية.
الغريب ان لدى بعضهم شهية دائمة لابتلاع كل شيء، سواء أموال غربية او شرقية، أموال سلطوية او اهلية، ليس لديهم أي حمية لتفادي الاهانات او الانتقادات، نظريتهم" انا اعارض اذا انا موجود".
هذا النوع من الحمى يتطور مع دورة حياة الفيروس المسبب له وينتج عنه مرض الحقد السياسي، والغرور، والتلون السياسي، والخطير انه بدل عزل هؤلاء يجري التواصل معهم، ومشاركتهم في صنع القرار، ما يمنحهم فرصة لنشر الفيروس، وتصبح حمى الكذب والنفاق والانتهازية، متخفية في أشكال ثورية - نخب سياسية وثقافية، تبيعنا الوطنية، وحقوق الانسان، وحقوق المواطن، وتزاود بالشراكة السياسية.
وأمام هذه الحالة المرضية هناك من يستعين بهم ويستخدمهم مثل السلاح البيولوجي ضد خصومه، وهناك من يتصدى لهم لكنه يدفع ثمن إهماله وتقصيره لأنه تأخر في العلاج وقد أصيب ببعض تشوهات الحمى أو التهاب السياسة.