قائمة الموقع

اللاجئ "الأشقر".. عاشق بربرة وخادمها !

2013-05-14T16:50:49+03:00
اللاجئ الفلسطيني سعيد عيد الأشقر
غزة – الرسالة نت - محمد أبو حية

أخذ اللاجئ الفلسطيني سعيد عيد الأشقر (57 عاما) على عاتقه توثيق تاريخ القرى والبلدات الفلسطينية التي احتلتها  (إسرائيل) عام 1948, بطرق نوعية.

أصدر الأشقر بداية الطريق كتابا بعنوان "بربرة.. تاريخ تراث وعائلات" ليكون باكورة مشاريعه الرامية إلى حفظ هوية فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها.

وقال لـ"الرسالة نت" في الذكرى الخامسة والستين للنكبة الفلسطينية, إنه وضع اللبنة الأولى للكتاب عندما كان معتقلًا في سجن النقب الصحراوي عام 1990, وفق روايات أبيه وجده.

ويعيش اللاجئ الأشقر في حي تل الزعتر شمال قطاع غزة, وهو حاصل على دبلوم الرسم المعماري من المركز المهني للعلوم الهندسية بعمان عام 1977.

ولادة الكتاب

ورأى كتاب "بربرة.. تاريخ تراث وعائلات" النور عام 2005 بعد أن أضاف عليه الأشقر روايات جديدة ومفصّلة من كبار السن الذين تعود جذورهم للبلدة كما نقّحه أصحاب العلم في تاريخ فلسطين.

ويتحدث الكتاب عن موقع بلدة "بربرة" وتاريخها النضالي وعائلاتها وتقاليدها وجرى توزيعه على المدارس والجامعات والمؤسسات التي تهتم بالقضية الفلسطينية؛ ليكون مرجعًا لهم.

دفع حب الوطن والانتماء إليه، صاحب البشرة الحنطية إلى مواصلة مسيرة توثيق تاريخ القرى الفلسطينية كافة, وابتكر طرقًا جديدةً؛ لإيصال رسالته للأجيال الصاعدة كي لا تنسى.

ونجح اللاجئ الأشقر في رسم خارطة بلدة "بربرة" وبيوتها وسوقها ومسجدها وشوارعها, بعد أن عرضها على كبار السن.

وتبلغ مساحة بربرة أربعة وعشرين ألف دونم, وعاشت فيها خمس عشرة عائلة فلسطينية مكونة من 2800 نسمة, واشتهرت على مر التاريخ بزراعة العنب الذي تغنى به الشعراء.

كان الأشقر يتحقق من المعلومات التي يستقيها من أهالي بربرة المسنين عبر تمريرها على خمسة عشر شخصًا آخرين؛ للوصول إلى المعلومة الحقيقية وتلافي الأخطاء.

ويكلّف جمع المعلومات عن البلدة ورسم الخريطة على جهاز الحاسوب لدى مختصين وطباعتها نحو خمسة آلاف دولار أمريكي. حسب الأشقر.

لا تراجع

حمل الرجل الخارطة الأولى وتوجه بها إلى قسم التاريخ الشفوي بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة, فوجد ترحيبًا كبيرًا بالعمل، لكنه لم يحصل على الدعم اللازم لرسم المزيد.

ورسم الأشقر خلال الأعوام الماضية خرائط لإحدى عشرة قرية فلسطينية لاقت إعجابا كبيرا, ويعكف حاليًا على رسم خرائط لنحو خمس وخمسين بلدة بتمويل ضعيف يجعله يسير بخطى سلحفاء.

وأوضح أن رسم خرائط 55 بلدة يحتاج ما يقرب من مائتين وخمسين ألف دولار أمريكي, وهو مبلغ يصعب عليه تغطيته بمجهوده فقط، لكنه يصر على المضي قُدمًا.

بدأ الأشقر قبل أيام برسم بلدتي "المجدل" و"المسمية الكبيرة", مشيرًا إلى أنه يقضي ما يزيد عن ثماني ساعات يوميًا خارج المنزل؛ للبحث عن المعلومات في سبيل إنجاز الخرائط.

وقال إنه يتنقل حاليًا بين محافظات القطاع لرصد روايات كبار السن في البلدتين وتوثيقها سريعًا خشية وفاتهم خاصة الذين يتقدمون في السن. حسب تعبيره.

دعم المشروع

ويحتاج الأشقر لكاميرا فيديو ومسجل صوت, وحاسوب خاص برسم الخرائط, وفريق عمل لديه خبرة لإنجاز المشروع بخطوات أسرع وجودة أعلى.

وانتهى قبل أيام من رسم خارطة بلدة "الجورة" بدعم من بعض العائلات التي تعود جذورها للبلدة, لافتا إلى أن مسنَّيْن ممن قابلهم لإعداد الخارطة وافتهم المنية.

ويأمل الأشقر أن يحصل على دعم مالي لرصد الروايات الخاصة بالبلدات الفلسطينية كافة؛ لترسّخها في أذهان الأجيال المقبلة, في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال لمسح ذاكرة الفلسطينيين.

وأكد أن "إسرائيل" لاتزال تراهن على موت الكبار لينسى الصغار, مشددًا على ضرورة مقارعة الاحتلال بالعلم وغرس ثقافة العودة وحب الوطن في نفوس الأطفال.

أشجار العائلات

ويعمل "خادم بربرة" كما يحب أن يطلق عليه أيضا على رسم أشجار العائلات التي يحب أفرادها التعرف على جذورهم ونسبهم.

وقال الأشقر :"إن بعض العائلات في القطاع تزوره وتطلب منه رسم شجرة خاصة بهم، وتبدي استعدادها لدفع التكاليف اللازمة".

وأبدى الرجل استعداده لتوفير أرشيف لكل عائلة فلسطينية في حال وجد تعاونًا, مشيرًا إلى أنه أعد أرشيفا لعائلته منذ عام 1775 حتى العام الحالي 2013.

وأوضح أن الأرشيف يحمل اسم كل شخص واسم زوجته وأولاده وبناته والعائلات التي تزوجن فيها, كما يحدثه بشكل دوري ليكون مرجعًا للعائلة.

اخبار ذات صلة