يضطر أغلب لاعبي أندية قطاع غزة للجلوس في البيت والابتعاد عن التدريبات, كخطوة أولى للضغط على الإدارة لأجل الحصول على مستحقاتهم المالية.
وكحال الجميع, أصبح اللاعب يصب جل تركيزه وإخلاصه داخل المستطيل الأخضر, مقابل حصوله في آخر الشهر على الراتب المالي الذي اتفق عليه مع النادي, لكن ما إن يدب الخلاف بينهما حتى تلوح في الأفق مشكلات كبيرة يكون الطرف الفائز فيها غالبا اللاعب.
"الرسالة نت" تابع حالات خلافات اللاعبين مع أنديتهم فيما يتعلق بالأمور المادية, وأعد التقرير التالي.
مستحقات متراكمة
ويروي محمد الأشرم لاعب نادي المشتل أن زملاءه لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية منذ عدة شهور, وبالتالي انعكس سلبا على أدائهم في لقاءات دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم, حيث يقبع الفريق في المركز الثاني عشر والأخير برصيد 11 نقطة.
وأكد الأشرم أن مسألة حصول اللاعب على مستحقاته المالية أمرا ضروريا, لأنه يشعره بالاهتمام والانتماء للنادي, كما يحفزه على تقديم الأفضل في المباريات.
وأشار إلى أن ناديه قسم اللاعبين إلى ثلاث فئات, الأولى تتقاضى 500 شيكلا وهو منهم, والثانية تتقاضى 200 شيكلا, وأخرى على بند المكافآت المغيبة منذ فترة بعد تراجع النتائج في الدوري, ما سبب شرخا كبيرا في علاقتهم مع الإدارة, الأمر الذي جعل بعض زملائه يمتنعون عن حضور التدريبات لعدم إحساسهم بالأهمية داخل ناديهم.
أما محمد القاضي لاعب نادي خدمات رفح, فيؤكد أن راتبه الشهري له تأثير كبير على أدائه داخل الملعب, معربا عن سعادته الكبيرة بوجوده داخل جدران الأخضر الرفحي.
وأوضح القاضي أنه يتقاضى 700 شيكلا شهريا بانتظام, وهذا كفيل بإظهار ولائه للفريق في مباريات الدوري, دون إخفاء حزنه بوجود انحياز نحو عدد من اللاعبين في الفريق.
وفي ختام حديثه نوه لاعب خدمات رفح إلى أن ظروفه القهرية وراء ابتعاده عن تدريبات الفريق في الفترة الماضية, وليس بسبب المال كما يظن البعض.
فروقات فردية
بدوره عدّ غسان بلعاوي المحلل الرياضي ومدرب نادي أهلي غزة الفروقات الفردية بين اللاعبين عاملا رئيسيا بوجود اختلاف برواتبهم, الأمر الذي قد لا يفهمه البعض ويتسبب بابتعاده عن التدريبات دون مبرر واضح.
ويقول بلعاوي: "معايير تحديد رواتب اللاعبين تخضع لعدة اعتبارات, أهمها التزامهم بالتدريبات ومدى عطائهم في المباريات, بالإضافة إلى تقسيم الفريق لعدة مستويات مثل أ - ب – ج, وهذا حسب قناعة المدرب بإمكانياته وحاجة النادي لخدماته".
واستذكر مدرب الأهلي أثناء حديثه فترة احترافه مع الفيصلي, مؤكدا أنه كان يحصل على أعلى الرواتب بين زملائه, كونه أحد لاعبي التعزيز.
ويبقى الراتب الشهري المعيل الرئيسي للاعب يحلم بتكوين حياته في مقتبل عمره, خلال الظروف الصعبة التي يعشيها أبناء الشعب الفلسطيني, فمتى ستتطبق معايير الاحتراف في قطاع, لأجل إخراج النجوم من النفق المظلم ومساعدتهم ماديا؟.