تنوعت الأخبار السياسية التي لها علاقة بالشرق الأوسط في الصحافة البريطانية، فقد أشارت إحداها إلى انتقاد حاد وجهه مسؤول "إسرائيلي" إلى بريطانيا بشأن تلميحات معادية للسامية.
وتحدثت أخرى عن تقرير أممي يكشف انتهاكات إيرانية للعقوبات المفروضة عليها بالتحايل عليها من خلال شركات أجنبية كواجهات، وصحيفة ثالثة تحدثت عن ضغط أميركي على أوروبا لتعديل حظر الأسلحة لثوار سوريا.
وأوردت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا حصريا نقل هجوما لمسؤول حكومي إسرائيلي كبير على مواقف بريطانية نحو بلده وصفها بأنها "معادية للسامية بطريقة مستترة".
وفي تعليقات صريحة قبيل زيارة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لإسرائيل، عبّر وزير الشؤون الاستخبارية والاستراتيجية "الإسرائيلي" يوفال شتاينيتس، وهو صديق حميم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن مخاوف بشأن أحقاد بريطانية نحو بلاده.
وأشار شتاينيتس إلى وجود تنافر متزايد في شكل تغطية إعلامية عدائية و"تحريض" وحملات مقاطعة، وألمح إلى أن هذا التوجه غير الودي قد ينعكس في السياسة البريطانية الرسمية.
وأطلق أيضا تحذيرا مبطنا لهيغ والزعماء الغربيين الآخرين ضد توبيخ "إسرائيل" رسميا بشأن بناء المستوطنات اليهودية في الضفة المحتلة، التي أدانها وزير الخارجية البريطاني مرارا وتكرارا.
وبسؤاله عما إذا كانت بريطانيا ما زالت "صديقة إسرائيل" أجاب شتاينيتس "يصعب القول.
وتقليديا كانت علاقاتنا جيدة مع بريطانيا وحاليا بيننا تعاون استخباري ناجح جدا.
لكننا متخوفون بشأن العلاقات، بشأن ما نعتبره بعض العداوات وبعض التحريض في بريطانيا، في الإعلام، من قبل منظمات غير حكومية ضد "إسرائيل".
وأشار شتاينيتس إلى الحملات التي تدعو لمقاطعة المنتجات والأكاديميين والجامعات الإسرائيلية، وعبر عن خيبة أمله من مقاطعة بعض الأساتذة البريطانيين "لإسرائيل"، وقال إنه لم يسمع عن مقاطعتهم لدول شرق أوسطية أخرى، أو ما إذا كانت لديهم تحفظات على غزو أميركا للعراق. وقال إن بعض الإسرائيليين يشعرون بأن هناك نوعا من ازدواجية المعايير.
وأضاف شتاينيتس أن الفهم البريطاني لإسرائيل أكثر سلبية من فهم الدول الغربية والأوروبية الأخرى، وعقد مقارنة مع العاطفة الشعبية في أميركا وكندا وأستراليا موضحا أنه رغم التحدث بنفس اللغة والثقافات المتشابهة فإن استطلاعات الرأي في هذه البلدان تدعم إسرائيل بترحيب حار، لكن الأمر في بريطانيا أقل بكثير.
العقوبات الإيرانية
وفي سياق آخر أشارت ديلي تلغراف أيضا إلى تقرير أممي كشف أن إيران تتحايل على العقوبات المفروضة عليها باستخدام شركات أجنبية عملاقة كواجهات.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركات سويسرية عملاقة مثل غلينكور قد زودت شركة إيرانية بآلاف الأطنان من الأمونيا لبرنامج إيران النووي، وهو الادعاء الذي أكدت غلينكور صحته.
وبعد ذلك أقرت شركة أخرى هي ترافيغورا بأنها تعاملت أيضا مع نفس الشركة الإيرانية.
ومن جانبها قالت السلطات السويسرية وقتها إنها لم تقف على دليل عن خروقات لعقوبات أممية أو سويسرية من قبل غلينكور، لكن خبراء الأمم المتحدة، الذين يراقبون إذعان إيران لنظام العقوبات، أثاروا احتمال أن صفقات المقايضة كانت وسيلة للتهكم من القيود على التجارة مع إيران.
وأشار التقرير السنوي للخبراء الأمميين إلى أنهم وجدوا دليلا على أن طهران كانت تحاول بانتظام الاستهزاء بالعقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه القوى الغربية وحلفاؤها في أنه يهدف إلى إنتاج أسلحة لكن الإيرانيين يقولون إنه لتوليد الطاقة الكهربائية السلمية.
وعلى صعيد آخر ذكرت صحيفة غارديان أن الولايات المتحدة تضغط على أوروبا لتعديل حظر الأسلحة لثوار سوريا، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يسعي لدعم من أجل التحرك الذي تقوده بريطانيا كوسيلة للضغط على بشار الأسد للدخول في مفاوضات سلام.
وأشارت الصحيفة إلى ما تناقلته مصادر دبلوماسية أمس بأن بريطانيا حظيت الآن بتأييد فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في حين ما زالت ألمانيا محايدة، أما النمسا وفنلندا والسويد والتشيك فما زالت معارضة.
الجزيرة نت