قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حماس وحزب الله والشَرك السوري

ابراهيم المدهون
ابراهيم المدهون

بقلم: إبراهيم المدهون

يوما بعد يوم تتحول الثورة السورية وما يحدث في الشام لشَرك كبير. يستقطب الأطراف العربية والإسلامية للدخول في حالة استنزاف لها أول وليس لها آخر، فنحن أمام مشهد معقد لا تشاهد فيه إلا لغة الموت والقتل والدمار وانتهاك الاعراض، فبتنا في حيرة من أمرنا وعجز يشل أطرافنا، ولا ندري ماذا نفعل وإلى أين تسير الامور.

وأقسى ما في هذه اللوحة السريالية أنها مجهولة النتائج غير مفهومة التفاصيل، فتتدفق علينا يوميا عشرات الصور البشعة مما تقشعر لها الأبدان من قتل وإعدامات وانتهاك للحرمات وقصف للمدن، مع تفاصيل تدمي النفوس من غير رؤية واضحة ولا طريقة مفهومة لإنهاء كل هذا.

ما زاد الطين بلة التدخل السافر لحزب الله اللبناني والاستوحاش الايراني، وكأن سورية القلعة الاخيرة في مشروعهم التوسعي، وأن أي تفاهمات خارج بسط السطوة الطائفية لن تجدي نفعا، على اعتبار أن المعركة الاخيرة التي ستتحطم على صخرتها آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم.

هذا الامر ليس دقيقا فالثورة بدأت سلمية واستمرت سلمية حتى وقعت القوى بالمحظور، فتحولت لمعركة تمارس فيها (إسرائيل) لعبتها المفضلة باستنزاف الجميع، مع تشجيع امريكي خبيث وإمساك بأطراف اللعبة لكي يبقى الحال على ما هو عليه من غير منتصر ومنهزم، وكان باستطاعة حزب الله وإيران المحافظة على علاقتهما الحسنة بالشعب السوري وضمان بعض علاقتها ومصالحها أيا كانت نتائج ثورته.

أخطأ حزب الله وأمينه العام السيد نصر الله حينما قرأ الخريطة، فانحاز بالكامل للنظام المستبد، مما عزز البعد الطائفي للحزب على حساب القومي وتجاهل شرفه التاريخي ومكانته الكبيرة في نفوس السوريين. وكان يمكن ان يحافظ على علاقة جيدة مع الشعب السوري والعربي، إلا انه وقع في فخ الطائفية وتم الدخول في معمعة التعقيدات المذهبية والحروب الدينية التي لن تجديه نفعا، واعتقد ان نتائج هذا القرار مصيري وسلبي على وجود ومستقبل حزب الله اللبناني.

أحسنت حركة حماس صنعا أنها اتخذت موقفا متوازنا من أحداث سورية، وقامت بالانحياز للشعب السوري من غير تتورط بعداء أي من الأطراف، وما زال خطابها ومواقفها متوازنة بعيدة عن بؤرة الصراع، وهي بذلك تحافظ على القضية الفلسطينية نقية غير ملوثة، بعدما توغلت أطراف عديدة بمستنقع الدم السوري.

يصب ما يحدث في سوريا في صالح (إسرائيل) وأمريكا فهما الأكثر استفادة، وفي المقابل المتضرر الأول الشعبان السوري والفلسطيني، وطالما استمر الصراع فستحصد (إسرائيل) المزيد من الجوائز والمكاسب، فكل يوم يمر يتم توريطنا اكثر في هذا الوحل وإغراقنا في مستنقع الحروب الطائفية التي تأكل الاخضر واليابس.

البث المباشر