يرقد الشاب الفلسطيني جاسر محمد أبو دقة منذ 19 عاما على سرير طبي جراء إصابته بشلل رباعي خلال مطاردته من قبل الاحتلال (الاسرائيلي) عام 1994 عقب اشتباك مسلح خاضه مع الاحتلال بالانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وقال أبو دقة في حديث لـ"الرسالة نت" إن الاحتلال طارده بعد أن اشتبك مع القوات (الاسرائيلية) في خانيونس فهرب بسيارة كانت معدة لتنفيذ العملية إلا أنه اصطدم بجدار اسمنتي وأصيب بجراح خطرة.
نقل أبو دقة إلى المستشفيات (الاسرائيلية) لتلقي العلاج وعندما تأكد الاحتلال من إصابته بالشلل الكامل مدى الحياة قرر الافراج عنه وإرساله إلى غزة لاستكمال علاجه.
تلقى العلاج في مستشفيات القطاع لعامين, وخرج على كرسي متحرك لينتهي مشوار مقارعة الاحتلال الذي شرع به وهو في الثامنة عشر من عمره.
بعد 5 أعوام علم ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الراحل بقضية الجريح أبو دقة فأرسل له كرسي متحرك يعمل بلوحة الكترونية يتحكم بها بحركة رأسه.
ساعد الكرسي أبو دقة على الحركة والإندماج في المجتمع والتواصل مع أصدقائه إلا أنه تعطل منذ عام 2009 ما يزيد معاناة الشاب الجريح.
طرق أبواب المؤسسات الرسمية في غزة لتوفير كرسي كهربائي يعينه على التنقل من مكان لآخر فلم يجد أي استجابة حتى اللحظة.
يسعى أبو دقة للخروج من الحالة النفسية الصعبة التي يشعر بها, وبدأ يفكر في اقتناء حاسوب ووصله بالشبكة العنكبوتية ليتواصل مع العالم الخارجي.
وفي أحد الأيام أهدى له صديقه عامر أبو حية برنامجا الكترونيا خاصا بالمعاقين يساعده على تصفح الإنترنت دون استخدام اليدين.
ساعده البرنامج على الخروج من العزلة مما زاد نشاطه في الحياة وبدأ يتحرك في العالم كله عبر الإنترنت كما يقول.
ويستطيع من خلال البرنامج أيضا ممارسة الألعاب الإلكترونية كافة, وتصفح الكتب العلمية والثقافية والمواقع المختلفة.
وعن فكرة البرنامج قال صديقه عامر: "إن هذا البرنامج يترجم حركة الرأس عن طريق كاميرا موجهة تجاه الشخص".
وأضاف أن مؤشر الحاسوب يتحرك حسب حركات الرأس لليمين واليسار والأعلى والأسفل بالإضافة إلى أنه يمكنه من الكتابة.
وعن آلية الكتابة تابع عامر: "البرنامج مزود بلوحة مفاتيح تظهر على شاشة سطح المكتب ويختار الشخص الأحرف التي يود كتابتها عن طريق مؤشر الحاسوب بسهولة".
يحتوي البرنامج على إعدادات تتحكم في سرعة مؤشر الحاسوب بحيث تتناسب مع مدى إتقان الشخص له, وتحديد عدد الثواني التي يحتاجها لتثبيت رأسه من أجل فتح الملفات أو روابط المواقع الإلكترونية.
يضطر أبو دقة لقضاء أغلب وقته أمام شاشة الحاسوب, بعد أن تعطل الكرسي المتحرك الذي كان يساعده في قضاء حاجته, متمنيا أن توفر له المؤسسات الخيرية كرسيا كهربائيا جديدا يساعده على الاندماج في المجتمع.