قائمة الموقع

حمدان: تصريحات عباس لا تليق برئيس فلسطين

2013-05-29T15:56:23+03:00
القيادي في حركة حماس أسامة حمدان
غزة - لميس الهمص

اعتبر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مؤتمر دافوس غير لائقة ولا تعبر عن الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنها تأتي استجداء لأمريكا و(إسرائيل) من أجل استئناف المفاوضات.

حمدان الذي لا يزال يحمل ملف العلاقات الدولية في حركة حماس بعد الانتخابات الداخلية للحركة أكد أن عباس أمامه فرصة تاريخية لتحقيق المصالحة والعودة إلى خيار الشعب في الانضمام إلى برنامج التحرير، منوها إلى أن حركته فوجئت بقرار "أبو مازن" تشكيل حكومة جديدة في الضفة، ومبينا أن ذلك لا يخدم المصالحة في أي حال.

وذكر أن جولات جون كيري في المنطقة لن تأتي بجديد للقضية الفلسطينية، موضحا أن هدفها الأول والأخير حماية الكيان الصهيوني، "والحصول على مزيد من التنازلات من السلطة وبعض القيادات العربية".

"

المصالحة لا تعني قبول برنامج "أبو مازن" السياسي

"

وكان رئيس السلطة قد صرح بأن أجهزته الأمنية أعادت خلال العام الماضي 96 (إسرائيليا) دخلوا مدن الضفة الغربية عن طريق الخطأ، وأن المدة المقبلة ستكون خالية من المقاومة متناسيا ما تقترفه (إسرائيل) من جرائم بحق شعبه.

لا تليق برئيس

ووصف حمدان  في حوار خاص لـ " الرسالة نت " تصريحات "أبو مازن" بالمؤسفة، معتبرا أنها لا تليق بشخص فلسطيني، "فكيف برئيس السلطة؟"، مشيرا إلى أن عباس يظن أن تصريحاته ستجعل قادة الاحتلال وأمريكا يعطفون عليه بعودة المفاوضات.

وأشار إلى أن حدود المعادلة السياسية باتت واضحة، "فعباس حصل على معظم ما يمكن أن تقدمه أمريكا و(إسرائيل) خاصة في ظل أنه لا وجود لأي أفق سياسي"، موضحا أن خطاب رئيس السلطة يسيء إليه عند الأمريكيين والإسرائيليين لأنه يظهره خانعا، معلقا: "سيقولون لماذا نقدم إليه أي شيء وهو يتنازل دون ثمن؟".

"

تأجيل حكومة الوحدة رغبة فتحاوية.. وفوجئنا بقرار رام الله تشكيل حكومة

"

وتعقيبا على تصريحات "أبو مازن" التي أظهر فيها اختلاف برنامج فتح عن حماس، قال حمدان: "كلنا نعلم أن برنامج عباس هو التسوية، وحماس هو التحرير، لكن عندما خضنا جولات المصالحة صرحنا بأن الوحدة لا تعني نزول حماس عند البرنامج السياسي الذي يحمله أبو مازن".

وتابع: "إذا كان رئيس السلطة لا يريد أن يتبنى برنامج التحرير فهذا شأنه، ولكن المصالحة ضرورة، ولا تأتي بفرض برنامج التسوية، بل بالقبول والرضا بما يختاره الشعب ويقرره"، معتقدا أن الشعب الفلسطيني يحمل صفة المقاومة منذ قرابة قرن، "وكان ينبذ كل من ينحرف عن تلك البوصلة".

وحول ما إذا كانت حركة حماس ترى أن عباس يستخدم التقارب من حماس والمصالحة كفزاعة لتنشيط المفاوضات، أشار حمدان إلى أن تلك اللعبة مكشوفة ولا تنطلي على خصوم "أبو مازن"، "فهم يدركون بتعاملهم معه أن مثل تلك التصرفات لا يمكن أن تكون سوى محاولات بائسة".

وأكد القيادي في حماس أن "أبو مازن" لديه فرصة تاريخية لإنجاز المصالحة والعودة إلى مشروع الشعب الأصيل وهو تحرير فلسطين، منوها إلى أنه -عباس- إذا اختار المضي في برنامج التسوية الذي لم يعد على فلسطين إلا بالكوارث فإن التاريخ سيكتب ذلك ولن يذكره بالخير.

تعطيل التنفيذ

وحول نظرة حمدان إلى جولة الحوارات الأخيرة في القاهرة خاصة أنها ناقشت قضايا اتفق عليها دون تطبيق فعلي على الأرض، قال: "اللقاء الأخير كان إجرائيا، ومن الطبيعي أن تناقش أفكار اتفق عليها مع الحديث عن آليات للتنفيذ".

أما عن سبب وقف تنفيذ أي من القضايا التي اتفق عليها حتى اللحظة، فأوضح أن لقاء القاهرة الأخير كان جيدا، "وجرى الاتفاق خلاله على جملة من القضايا وآليات لتنفيذها، ولكن عندما يحصل خلل فهذا يعني أن هناك من يعطل التنفيذ".

"

جولات كيري تأتي في سياق حماية الكيان الصهيوني

"

وفيما يتعلق بالحكومة المنوي تشكيلها في رام الله، بين أنهم فوجئوا بالقرار، "خاصة أن رغبة تأجيل تشكيل حكومة التوافق ثلاثة أشهر كانت فتحاوية"، مبينا أن حماس احترمت رغبة فتح، "لكن المعطيات على الأرض لا تشير إلى استعداد الأخيرة لتشكيل حكومة الكفاءات".

واعتبر مسؤول العلاقات الخارجية بحماس، أن الأولى بعباس كان البدء في تشكيل حكومة الوحدة بدلا من الحكومة الجديدة، "لأن الفصيلين توافقا على قائمة من الأسماء لتلك الحكومة".

ووفق حمدان فإن التقدم في المصالحة منوط بسلوك الرئيس عباس على الأرض، معتقدا أن التهرب من تشكيل حكومة الوفاق لا يصب في مصلحة إنهاء الانقسام.

وحول نتيجة لقاء المنظمة الأخير في عمان، ذكر حمدان أن اللقاء كان تقنيا لبحث عدد من النقاط العالقة في قانون انتخابات المجلس الوطني واتخاذ توصيات بشأنها، مبينا أن تلك التوصيات لن تشكل فارقا كبيرا، "لأن المهم سيتحدد خلال اجتماع مرجعية منظمة التحرير التي شكلت من الأمناء العامين للفصائل وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، وعندئذ سيكون الحديث عما توصلت إليه المرجعية من اتفاقات".

لا جدوى منها

وتعليقا على جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة وما ستحمله من نتائج، رأى مسؤول العلاقات الدولية في حماس أن كيري لا يحمل فكرة أو مشروعا، "بل يجري مجموعة من الاتصالات لتحريك الأوضاع"، مبينا أن الفلسفة الأمريكية تكمن في الضغط على الجانب الفلسطيني والعربي لتقديم مزيد من التنازلات التي تغري (إسرائيل) للعودة إلى المفاوضات.

"

ليس هناك حرج من علاقتنا بحزب الله وإيران فهي على أساس دعم القضية

"

وأكد أن سياسة أمريكا أثبتت فشلها، "فـ(إسرائيل) تحصل على التنازلات في كل مرة ثم تتوقف عن الإجابة عن سؤال متعلق بماهية حقوق شعبنا"، موضحا أنه لن تكون هناك استجابة لشرط "أبو مازن" بوقف الاستيطان الذي يتصاعد أسبوعيا بما يوصل رسالة مفادها أن الاحتلال ماض في الاستيلاء على القدس وتهويدها.

ودعا حمدان السلطة إلى الوقوف وقفة جادة وبحث ما جلبته المفاوضات بعد عشرين عاما من أوسلو، "لذلك فإن انتظار نتائج جولة كيري لن تجدي نفعا".

ووفق قوله فإن جولات كيري تأتي في سياق أولوية حماية الكيان وذلك بإظهار أن عملية التسوية لا تزال جارية وأنه لا يوجد مبرر لمواجهة الكيان لأن المفاوضات تحتاج مزيدا من الوقت، "وفي النتيجة التأثير على المعادلات السياسية في المنطقة التي لا تزال تتشكل في ظل الربيع العربي".

علاقات غير محرجة

وعلق القيادي في حماس على بروز البعد الطائفي في الصراع الدائر في المنطقة خصوصا سوريا وتأثيره على القضية الفلسطينية، فتحدث عن وجود آثار سياسية لكل ما يجري في المنطقة، موضحا أن الفلسطينيين على مدار تاريخهم لم يكونوا طائفيين ولا مذهبيين، "فهم ينسجمون مع أمتهم لأن قضيتهم جامعة للأمة".

ويعتقد حمدان أن هناك محاولات لإحداث فتنة في الأمة بتحريض من خارجها، "كما إن هناك بعض من ينتمون إلى الأمة يشاركون في إحداث تلك الفتنة"، منوها إلى أن الفتنة الطائفية في حال حدثت فإنها لن تبقي أحدا.

ونفى وجود حرج من علاقتهم بحزب الله وإيران "لأنها تقوم على أساس تحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال"، مضيفا: "إذا حصل تباين في أحد المواقف فهذا لا يحرجنا لأن أصل علاقتنا بهم القضية الفلسطينية، كما إننا نعبر عن أي تباين في المواقف بوضوح".

ويكمل: "الخيارات التي يأخذها كل طرف اتجاه سوريا ستترك أثرها عليه، وعلى موقف الأمة اتجاهه"، مبينا أن حركته أخذت قرارا واضحا بأن سوريا دعمت حماس ووقفت بجانبها وقدمت للقضية الكثير، "لكننا لا يمكن أن نقف ضد إرادة شعب يريد حريته وكرامته والتداول السلمي للسلطة"، موضحا أنهم يقدمون النصيحة إلى حلفائهم، "لكن كل جهة تأخذ ما يناسبها من قرارات".

واعتبر القيادي أن بعض الملاحقات التي تحدث لأفراد من حماس في سوريا نتيجة انزعاج السلطات من مواقف الحركة لا يعني تورطها في الشأن الداخلي السوري، موضحا أن تلك الاعتداءات لا تذكر مقارنة مع ما يتعرض له الشعب السوري.

 محاولات توريط حماس

أما عن جهوزية حركته لأي طارئ يحدث في الجبهة الداخلية في لبنان خاصة في ظل تزعزع الأوضاع، بين حمدان أن هناك بعض الجهات تحاول توريط الفلسطينيين في الأحداث الداخلية، "لكن هناك إجماعا فلسطينيا على رفض التورط في أي حدث داخلي عربي".

وأكد أن الموقف الفلسطيني بات واضحا للحكومة والقوى اللبنانية كافة، منوها إلى أن مصلحة القضية الفلسطينية تقضي بأن يكون الوضع مستقرا في لبنان، ومعربا عن استعداهم للتعامل مع أسوأ الظروف.

حول تعقيبه على الأحداث المصرية ومحاولات الزج بحماس فيها، قال: "هناك محاولات لأطراف خارجية تتورط معها بعض الأطراف الداخلية للتحريض ضد المقاومة"، موضحا أن الشعب المصري قريب من الفلسطينيين خاصة أن حركته كانت عونا لمصر في مواجهة ما تتعرض له، ومؤكدا أن القوى الأمنية مع جهاز المخابرات تعلم أنه لا علاقة لحماس بما يدور في الساحة المصرية.

أما عن علاقاتهم مع الأحزاب المصرية، فقال: "لا نحصر علاقاتنا مع طرف مصري دون آخر، فلدينا علاقات مع عدة أطراف".

 تطور في العلاقات

وفي السياق، أكد مسؤول العلاقات الدولية أنه بات هناك إدراك دولي لمكانة حماس ودورها على صعيد القضية، "وفهم أكبر لعواقب ما فعلته قوى دولية حين لم تقر بنتائج الانتخابات والتعامل معها"، مذكرا أن عددا من المسؤولين الأوروبيين أكدوا في عدة مناسبات أنهم سيتعاملون بإيجابية مع نتائج الانتخابات المقبلة ولن يكرروا خطأ عام 2006م.

وقال: "بغض النظر عما تشهده علاقتنا من تطور مع عدة أطراف في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، فإن هناك قاعدة تحكمنا في تلك العلاقات وهي موقف الجهات من القضية والحقوق الفلسطينية ودعمها"، موضحا أن هناك اتساعا لدائرة التفهم لتلك الحقوق، "وتحقيق المصالحة سيساعد على ذلك أكثر".

حمدان أكد في نهاية حديثه أن العامين المقلبين سيشهدان تطورا واضحا في علاقات حماس المعلنة على المستويين العربي والدولي.

اخبار ذات صلة