تبرعت سامية أم محمود لجارتها بعبوة وقود من أجل تشغيل المولد الكهربائي مع انقطاع الكهرباء في ساعات المساء، وذلك لاستئناف ابن الجارة دراسته استعدادا لامتحانات الثانوية العامة المقررة في الخامس عشر من الشهر الحالي.
وعبرت المواطنة أم محمود عن استيائها جراء تبديل موعد انقطاع الكهرباء خلال الأسبوع الماضي بعد أن كانت قد جدولت وجاراتها أعمالهن المنزلية وفقا لجدول الانقطاع الذي طرأ عليه تغيير خلال الأيام الأخيرة من الشهر الماضي، وفق مواطنين.
وترى أم محمود وهي ربة منزل قاطنة في حي الشي رضوان شمال مدينة غزة أن تأثير التغيير الطارئ على الجدول لم يقتصر على الأعمال المنزلية من غسل وخبز فحسب، بل أصاب طلبة الثانوية العامة عموما والمتفوقين على وجه الخصوص بـ"التشتيت وقلة التركيز" نظرا إلى ارتفاع حرارة الطقس المصاحبة لانقطاع التيار.
ويتعين على ربات البيوت والمواطنين من أصحاب المهن ذات الارتباط الوثيق بالكهرباء التعامل وفقا لجدولها الذي يكون قطع التيار فيه ثماني ساعات يوميا على كل محافظات القطاع الخمسة، ولكن التذبذب الذي طرأ عليه أضر مصالح كثيرين منهم.
ويرجع مواطنون سبب تذبذب التيار بالتزامن مع دخول فصل الصيف إلى الحمل الزائد على شبكة الكهرباء وتشغيل أجهزة التكييف.
وأوصد أبو أحمد علي الذي يعمل "مكوجيا" (يكوي الملابس) باب محله ليوم كامل بفعل انقطاع التيار الكهربائي، مشيرا إلى أن ذلك جعله يفقد زبائنه يوما كاملا.
وأوضح الرجل (في الأربعين من عمره) أنه لا يمكن له أن يشغل محله بالمولد الكهربائي نظرا إلى الأحمال الكهربائية الكبيرة التي تتطلب مولدا ذا كفاءة عالية، "وهو غالي الثمن"، مشددا على ضرورة التزام شركة توزيع الكهرباء بالجدول المعد بانتظام.
وجاءت شكوى المواطنين في وقت أعلنت فيه شركة الكهرباء في غزة بدء تنفيذ حملة تسهيلات جديدة مطلع الشهر الحالي لكل المواطنين في قطاع غزة.
وأفاد عطاف الكفارنة نائب رئيس مجلس إدارة "الكهرباء" أن الشركة قررت بدء الحملة الجديدة في المدة ما بين الأول من حزيران حتى نهاية أغسطس، "وذلك وفقا للرؤى والسياسات الجديدة التي تهدف إلى خدمة المواطنين جميعا دون تمييز"، كما قال.
وأوضح الكفارنة في تصريح له وصل "الرسالة نت" نسخة عنه أن الحملة تشمل عمل اشتراكات جديدة بنظام التسديد الآلي والعداد مسبق الدفع، "بالإضافة إلى التحويل من السداد العادي إلى التسديد الآلي"، مشيرا إلى أن كل مواطن يستفيد من الحملة سيحصل على نسبة خصم 5-10% من قيمة فاتورته الشهرية لمدة عام كامل.
ودعا المواطنين إلى ضرورة الاستفادة من الحملة الجديدة والتسهيلات التي تقدمها، منوها إلى استمرار الإجراءات الإدارية المتعلقة بتجزئة الاشتراكات في هذه الحملة لخدمة أكبر عدد من المواطنين.
مسؤول العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء جمال الدردساوي أرجع بدوره تذبذب جدول قطع التيار إلى زيادة استهلاك المواطنين في الموسم المتعلق بارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح الدردساوي في سياق حديثه لـ"الرسالة نت" أن شركته تعمل بموجب كمية الطاقة المتوافرة، مشددا على ضرورة ترشيد المواطنين الاستهلاك "خصوصا على ضوء محدودية الطاقة".
ولفت إلى أن فصل الصيف يشهد ارتفاعا في حجم استهلاك الكهرباء نظرا إلى تشغيل أجهزة التكييف إضافة إلى "البرادات"، معتبرا أن استهلاك الطاقة يحتاج حكمة من المواطنين.
وعبر عن أمله في أن تترك الحملة الجديدة التي أطلقتها الشركة مطلع الشهر الحالي نتائج إيجابية "ولاسيما أنها تقوم على ترشيد الاستهلاك عبر تفكيك الاشتراكات الجماعية".
وكانت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة قد أعلنت الشهر الماضي عن أنها قد تتوقف عن العمل في المرحلة المقبلة لأن وزارة المالية في رام الله لم تدفع المستحقات المالية لشركة "سيمنز" المسؤولة عن أعمال الصيانة اللازمة لتشغيل المحطة، "وكي تتمكن المحطة من مضاعفة قدرتها الإنتاجية خلال الصيف وتشغيل مولداتها جميعا".
ويتعين على وزارة المالية في رام الله دفع مبلغ 9 ملايين دولار لـ"سيمنز" لإتمام تجهيزات الصيانة الدورية للمحطة.
واشتكى موظفو محطة التوليد من امتناع "رام الله" عن دفع المستحقات المالية الدورية حتى الشهرية التي تخصم من رواتب الموظفين الأمر الذي يحول دون برنامج الصيانة المتفق عليه مسبقا.