دعا النائب المقدسي محمد أبو طير، المشاركين من مختلف أنحاء العالم في مسيرة القدس العالمية، إلى تشكيل جيش للزحف نحو المدينة المقدسة، في الذكرى السادسة والأربعين لاحتلال المسجد الأقصى.
وقال أبو طير في حديث مع "الرسالة نت"، "إن تفاعل الجماهير مع مسيرة القدس وحده لا يكفي؛ لأنه يبقى في إطار الرمزية، وعلى المشاركين كسر الحواجز المفروضة على الأقصى وتحريره من الاحتلال".
وأضاف :"إن تحرير الأقصى لا يمكن أن يتصوره إلا من آمن بقضية فلسطين والقدس"، واصفًا (إسرائيل) بالمرض الذي تعاني منه المدينة المقدسة، وعلاجها يتمثل بالقوة. وفق رأيه.
وأكد أبو طير أن المسجد الأقصى لا زال ينزف، جراء استمرار الاحتلال شن حرب التهويد والتهجير بحقه.
ووضعت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء (الإسرائيلية) بالقدس، منهجية لتنفيذ أوامر هدم، ورسم معايير لتنفيذها، بعد التماس قدمته جمعيات يهودية متطرفة للمحكمة المركزية، تطالب فيه بتنفيذ اوامر هدم 450 منزلاً.
أبو طير والابعاد
ووصف النائب المقدسي أن حياة الابعاد عن مدينة القدس المحتلة، بـ "العيش داخل قبر"، مؤكدًا أن النواب لن يسكتوا على "إجرام الاحتلال (الاسرائيلي) بحق المقدسيين وإبعادهم".
وشدد أبو طير على أن مدينة القدس بكل زواياها لا تزال حاضرة في ذهنه رغم الابعاد، قائلًا: "لن يغيب الأقصى عن بالي للحظة واحدة"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى مقالة كتبها بعنوان "سنعود ولو بعد حين".
وأبعدت قوات الاحتلال (الاسرائيلي) النائب المقدسي أبو طير عن منزله بمدينة القدس المحتلة، في العشرون من أيار/مايو عام 2010.
وأفاد أبو طير النائب في المجلس التشريعي عن كتلة حماس البرلمانية (التغيير والاصلاح)، أن قوات الاحتلال استدعته لمركز "المسكوبية" بعد ساعات من الافراج عنه، وفاجأته بقرار الابعاد.
ابن القدس
وأعرب النائب المقدسي المبعد عن ثقته في العودة إلى المدينة المقدسة، مؤكداً أنه "يؤمن بعقيدة راسخة في قلبه بالرجوع إلة منزله في القدس".
يذكر أن الشيخ أبو طير متزوج، ويعيش في بلدة أم طوبا جنوب القدس، وأمضى ما يقرب من ثلاثين عاما داخل سجون الإحتلال (الاسرائيلي)، ويعتبر من أبرز قادة الحركة الأسيرة أثناء فترة اعتقاله.
وفيما يتعلق بمكانة القدس بالنسبة لأبو طير، قال إنها بمنزلة "إكسير الحياة"، مشددًا أنها شيء ثابت ضمن مشروعه الوطني. مشيرًا إلى أنه من خريجي المسجد الأقصى الذي وصفه بـ "المدرسة الشرعية".
ويضيف أبو طير: "كل وقت يمر عليّ سواء داخل القدس أو خارجها أعتبره بمنزلة يوم ذكرى عالمي (..)، وفي كل حين يزداد أملي للعودة إلى المدينة المقدسة".
دور المبعدين
وذكر أبو طير -الوحيد خارج السجن من النواب المبعدين- أنه سيخرج للناس، ويوجه رسالته الأولى للمرابطين بالمسجد الأقصى الذين وصفهم بـ "الدرع الواقي"، مثمناً صمودهم أمام الاحتلال.
وأكد أبو طير أنه لا يوجد مصوغ قانوني لابعاد النواب عن المدينة المقدسة، موضحا أن محكمة الاحتلال أعطتهم تصريحا سنويا للعودة إليها، مشيرا إلى أن القرار غير مأخوذ به, دون رقيب.
وفي نهاية حديثه، أوضح أبو طير أن الاحتلال لن يدوم على أرض فلسطين، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستكون للقضية الفلسطينية، وأن الخارطة الإسلامية ستتغير بالمنطقة، خلال ثلاثة سنوات، لصالح الدعوة والمشروع الإسلامي.
ومن الجدير ذكره، أن الاحتلال أبعد عددًا من النواب منهم النائب أحمد عطون، ومحمد طوطح، ووزير القدس السابق خالد أبو عرفة، وهما في الاعتقال منذ العام الماضي، إضافة للنائب محمد أبو طير.