غزة - رائد أبو جراد"الرسالة نت"
تعد المكتبة العامة التابعة لبلدية غزة الفريدة من نوعها في قطاع غزة المحاصر للعام الثالث على التوالي إلى جانب المكتبات المركزية في الجامعات الغزية، من جانب الخدمات العديدة التي تقدمها لكافة شرائح المجتمع كخدمات القراءة والبحث الالكتروني وتقديم دورات في اللغات الأجنبية، وقسم الأطفال، وأقسام الدوريات والمراجع.
ورغم ضعف إقبال الزوار على المكتبة إلا أنها تمتلك موسوعة كبيرة من الكتب والدوريات القيمة، والمقتنيات العلمية والخدمات العديدة كالإعارة والإرشاد وعمل الأبحاث.
بسبب انشغالهم
ويقول الشاب جاد الله مهاني 22عاماً أحد زوار المكتبة:" توجد كتب غنية وقيمة فيها، لكن الناس لا تنظر لهذه القيمة بسبب انشغالهم في أعمالهم المختلفة"، مؤكداً أن سبب زيارته للمكتبة رغبته الشديدة في الحصول على دورة في اللغة الألمانية في معهد اللغات فيها الذي يشهد إقبالاً كبيراً يفعل نشاطها.
ويشاركه الرأي زميله عمرو الشيخ خليل وهو طالب في جامعة الأزهر قائلاً:" أنا استغل وقت فراغي دائماً بالبحث في الكتب والمطالعة"، مرجعاً سبب ضعف الإقبال على مكتبات القطاع للوضع السياسي والأوضاع الاقتصادية الصعبة وبحث المواطنين عن لقمة العيش وعن ضروريات الحياة أكثر من القراءة.
وأشار الشيخ خليل إلى أن مكان المكتبة وسط حي سكني قد يكون له تأثيره في ضعف الإقبال، مقترحاً إيجاد مكان لها وسط تجمع لطلاب الجامعات حتى يشهد إقبالاً أكبر على المطالعة والبحث العلمي.
أما المواطن الستيني محمد عيسى الذي أخذ يقلب أوراق إحدى الكتب العلمية بين يديه قائلاً:"هذه المكتبة صغيرة لكنها تحتوي على كتب قيمة مختلفة ومتنوعة المواضيع"، مؤكداً على أن دلائل الأمم الراقية تعود للقراءة والمطالعة والنشر والفلسفة.
وأوضح أن المجتمعات الغربية تقيس الشخص بمقدار قراءته والأبحاث العلمية التي يقدمها، مضيفاً:" أي كتاب يقرأ يفتح نافذة جديدة على التفكر والتعلم والإبداع وطرق التفكير، وللأسف عملية أجراء الأبحاث العلمية لدينا لا يوجد فيها تعويد للطلبة على الاعتماد على الكتب والمراجع الهامة في عمل تلك الأبحاث.
من جانبه، أكد الموظف في مكتبة البلدية العامة منير شعث على أن السبب الرئيسي لضعف الإقبال يتمثل في حالة الحصار المفروض على قطاع غزة والذي أدى لعدم وصول الكتب الحديثة والدوريات التي تمثل روافد للبحث العلمي بشكل متواصل.
وتابع قوله: "الحالة الاقتصادية غطت الطريق وأرهقت المواطن الغزي الذي أصبح جل تفكيره في البحث عن لقمة العيش دون النظر للقراءة أو حتى مطالعة الصحف إلا للبحث عن إعلانات تخصه".
وأوضح أن الإقبال اليومي علي مكتبة بلدية غزة العامة متوسط على الرغم من وجود مزايا عديدة في المكتبة، مستطرداً:" المشكلة أصبحت في القارئ الذي أصبح يبحث عما يريد عبر الانترنت بكل سهولة".
ولفت إلى أن الأعوام السابقة شهدت إقبالاً كبيراً على القراءة وإعداد الأبحاث العلمية، لكنه ضعف تدريجياً بسبب سيطرة الحالة المادية والوضع الاقتصادي الصعب علي المواطن الغزي في هذه الأيام، مبيناً أن الشكل الثقافي الحالي تغير عما كان عليه في السابق.
وأضاف:" تتميز المكتبة بأنها عامة ومفتوحة لجميع شرائح المجتمع وباب الاستعارة فيها مفتوح أيضاً، كما أنها تمتلك قسماً خاصاً بالأطفال وأقسام مختلفة في الدوريات والمطالعة الالكترونية".
بدوره أرجع مدير المكتبة العامة م. عبد الرحمن أبو شنب ضعف الإقبال عليها للضغط النفسي الذي يعاني منه المواطنون جراء الوضع الاقتصادي والحصار المفروض على القطاع والذي أثر سلباً على إقبال المواطنين على المطالعة والقراءة.
اهتمام وإقبال
وبين أن التطور التكنولوجي أسهم في الاعتماد على الانترنت والخدمات الالكترونية أكثر من البحث في المراجع والكتب، مؤكداً على أن الانترنت أخذ جزءا لا بأس به من طلبة الجامعات مع بعدهم عن المطالعة والبحث في الكتب القيمة.
وأضاف حديثه لـ"الرسالة نت":" إضافة لخدمات القراءة والمطالعة التي نقدمها، يوجد في من أكبر شرائح المجتمع اهتماماً وإقبالاً على المكتبات بهدف عمل الأبحاث العلمية".المكتبة مراكز تعطي دورات في اللغات الأجنبية، وتم افتتاح ملتقي الحوار الألماني ونبذل تعاون مع عدة مؤسسات ثقافية وتعليمية"، موضحاً أن مكتبة بلدية غزة تخدم كافة أطياف وشرائح المجتمع في كافة مناطق القطاع.
ولفت إلى أن المكتبة تقدم العديد من الخدمات لأهداف عدة منها المساهمة في التنمية الثقافية والاجتماعية والتربوية للمجتمع الفلسطيني، والتشجيع على القراءة والمطالعة والبحث والمساهمة في الحفاظ على التراث الفكري والثقافي للمجتمع الفلسطيني، وتنظيم البرامج الثقافية المتنوعة والندوات والمحاضرات والمعارض فنية.
وأكد أبو شنب على وجود تصور لديهم لعمل مكتبة الكترونية بالتعاون مع المؤسسات الأخرى، مشيراً إلى أن المكتبة تحتاج لدعم مادي كبير لتنفيذ المزيد من الأنشطة التي تقدمها لشرائح المجتمع المختلفة.
ومضى بالقول:" في كل عام نحاول التطور والبحث عن النواقص، ونحن مستمرون في عقد دورات وتقديم خدمات متنوعة للارتقاء بعملية المطالعة والبحث العلمي، ونبحث عن مشكلات الزوار والقراء ونتقبلها ونحاول الرد عليها".
جدير بالذكر أن مكتبة بلدية غزة العامة تم افتتاحها في مدينة غزة عام 1997، وقدمت المكتبة خلال بداية تأسيسها عدة خدمات عبر عدد من الأقسام، ويبلـغ مجموع مقتنيات المكتبة ما يقارب العشرة آلاف مادة باللغات الثـلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى اشتمالها على المواد الورقية من كتب ودوريات ومـواد غير ورقية كالمواد السمعية والبصرية كأشرطة الفيديو ومواد إلكترونية كالأقراص المدمجة.