قائمة الموقع

ذوو الأسرى محبطون جراء توقف الصفقة

2010-02-16T17:00:00+02:00

غزة-مها شهوان- الرسالة نت

بخطوات ثقيلة اتخذت والدة الأسير رفيق عابد مكانا لها في مقر الصليب الأحمر بغزة خلال الاعتصام الأسبوعي لذوي الأسرى.

أم رفيق حالها حال العديد من ذوي الأسرى الذين يغريهم بصيص الأمل في الإفراج عن ذويهم لكن الأحداث السياسية التي تشهدها الساحة الفلسطينية تحول دون تمام أي صفقة يعلن عنها.

تقول والدة الأسير:"الصفقة الأخيرة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام أعادت الأمل إلي ولأبنائي الذين حرموا من زيارة أخيهم طيلة العشرة أعوام الماضية"، مشيرة إلى أن أهالي الأسرى كانوا قد وضعوا أمالهم على الصفقة  لكن مجريات الأحداث حالت دون انجازها مما حرم عائلات الأسرى من فرحة احتضانهم لأبنائهم من جديد.

"أخاف أن أموت قبل أن أرى ابني وافرح به كباقي إخوته" تلك العبارة التي بقيت ترددها والدة رفيق أثناء الحديث معها والدموع في عينيها، مضيفة: جهزت بيتا لابني كي أزوجه فور خروجه من السجن ،وكذلك إخوته جهزوا أنفسهم لاستقباله لكن فرحتنا لم تكتمل بتوقف الصفقة".

يا فرحة ما تمت

وعلى مقربة من أم  رفيق تجلس والدة الأسير عمر مسعود والمحكوم عليه بـ3 مؤبدات قضى منها 18 عاما خلف قضبان الاحتلال يتنقل من سجن لأخر.

رغم الحكم العالي الذي اتخذ بحق عمر إلا أن البسمة لم تفارق شفتي والدته طوال الوقت وهي تحتضن صورته لعرضها أمام وسائل الإعلام،وتقول :"منذ اسر ابني ونحن نسمع عن صفقات تبادل للأسرى ولم ننتظر يوما أن يدرج اسمه في إحدى الصفقات،لكن الحال تغير في الفترة الأخيرة وعشت أنا وأبنائي مع الأمل ننتظر عودة عمر لكن "يا فرحة ما تمت".

وبحسب أم عمر فان الأمل الذي عاشته جاء من خلال ابنها الذي كان مع كل مرة يتحدث إليها عبر الجوال يؤكد لها بأنه في الأيام المقبلة سيكون بين إخوته وان اللقاء اقترب ،مشيرة إلى انه أرسل حقيبة ملابسه وصور إخوته التي كان يحتفظ بها داخل زنزانته مع احد الأسرى التي تم الإفراج عنهم مؤخرا.

ولم تخف أم عمر حزنها رغم الابتسامة التي تعلو وجهها قائلة:"تفاءلت كثيرا لكن وقف الصفقة جعلني وأبنائي نشعر بالحزن بعدما كنت قد أهلت نفسي لاستقبال ابني"،واضعة الأمل في تحريك عجلة الأسرى في الأشبال الصغار.

العصافير

بينما أم إسماعيل جاد الله فقد جفت دموع الاشتياق في مقلتيها، فابنها الوحيد يقبع في زنازين الاحتلال ،و الصفقة الأخيرة كانت الأمل الوحيد الذي تشبثت بها أم إسماعيل وبناتها لرؤية ابنها.

أم إسماعيل ذكرت لـ"الرسالة" أنها كانت تتحدث مع ابنها عبر الجوال كل يوم قبل الإعلان عن توقف الصفقة ،لكن "العصافير" أوشوا به وبزملائه الذين كانوا أيضا يهاتفون ذويهم حتى تم مصادرة الجوال منهم.

وبصوت مخنوق تابعت والدة الأسير جاد الله:"نقل ابني من سجن نفحة إلى المجدل كما اخبرني ذوو الأسرى ،ومن وقتها لا اعرف عنه شيئا "،متمنية أن تعود الصفقة من جديد ليفرج عن جميع الأسرى وابنها الذي لطالما حلت بتزويجه.

الإجراءات التعسفية

والدة الأسيرة نبيل المصري قالت:"لم أكن متفائلة بالصفقة التي كان الجميع يتناولها وكأنها حديث الساعة ،لأنني اعلم أنها مثل سابقاتها التي كانت مجرد خبر تتناوله وسائل الإعلام"،مضيفة: أتوقع أن يطرق ابني الباب في أي وقت لان الأمل بالله كبير وليس بالصفقات .

وأشارت إلى أن ابنها وصف لها حال الأسرى بأنه مأساوي بعد توقف الصفقة حيث الإجراءات التعسفية والتفتيش المستمر ،موضحة أن الحديث عبر الجوال لم يكن مثل قبل مجرد دقيقة واحدة لا أكثر .

وطالبت والدة الأسير المصري جميع المسئولين وأصحاب الضمائر الحية بان يضعوا قضية الأسرى على رأس الأولويات حتى لا يضيع عمر الأسرى بين أربعة جدران حسب قولها.

زوبعة في فنجان

وفي ركن آخر من باحة الصليب الأحمر اتخذت زوجة الأسير ناهض الأقرع مكانا لها لترسل رسالتها عبر أثير إحدى الإذاعات الفلسطينية ،فهي لم تتواصل مع زوجها منذ أربعة سنوات إلا عبر الإذاعات،بالإضافة إلى أنها تطمئن عليه من خلال الأسرى المفرج عنهم.

وأوضحت زوجة الأسير بان أبناءها الثلاثة كانوا يتابعون موضوع الصفقة بشغف وشوق لرؤية والدهم ،مشيرة إلى أنها لم تكن تعطيهم الفرصة للتمادي في ذلك كي لا يعلقوا أملهم بحبال واهية لان الصفقة مجرد حديث لا يضيف شيئا .

ويبقى الحديث عن إنجاز صفقة الأسرى مجرد زوبعة في فنجان مرتهنة بالأحوال السياسية ،بينما حال أهالي الأسرى يبقى متشبثا بأي خبر يدور حول الصفقة ليتم الإفراج عن أبنائهم.

اخبار ذات صلة