مدوّرا "مسبحته" بين أصابعه وماداً عنقه معقباً بكلمات التحفيز تنقل د.أسامة المزيني وزير التربية والتعليم في غزة بين صفوف طلبة الامتحانات في وسط القطاع.
تحية وسلام وتحفيز وسؤال عن صعوبات، ذلك هو ملخّص عباراته التي كررها في ست مدارس زارها صباح اليوم في مدينة الزهراء ومدينة دير البلح ومخيمي البريج والنصيرات .
وكان المزيني قد طاف صباح اليوم برفقة كبار المسئولين من وزارته على لجان الامتحانات والتقى الطلاب لمعرفة انطباعهم ومشاكلهم طوال 3 أيام مضت .
أجواء مريحة
في حجرة الامتحانات لطلبة الفرع العلمي من الطابق الثاني بمدرسة صبرا وشاتيلا في مدينة الزهراء رفع المزيني كفه راداً السلام ومؤكداً أنه لا يطمع في كثير من الوقت .
وأضاف مخاطباً الطلاب "لا أريد من وقتكم الكثير , أنقل لكم تحية رئيس الوزراء إسماعيل هنية، واليوم تأتيكم الوزارة بقادتها كافة للاطمئنان عليكم ونتمنى لكم النجاح" .
ويقصد المزيني بقادة الوزارة كلاً من مدير تعليم الوسطى علي أبو حسب الله ووكيل الوزارة للتعليم العالي د.محمود الجعبري، ووكيلها المساعد للشئون الإدارية والمالية د.أنور البرعاوي، وآخرين اصطفوا لجواره .
ووصف الأسئلة في امتحان التربية الإسلامية واللغة العربية الورقة الأولى بأنها كانت سهلة مضيفاً: "كلما درست أكثر حصلت علامات أكثر..".
ومال المزيني على طالب تعرّقت كفه من قبضة القلم سائلاً: "كيف الامتحان؟" , الطالب الذي تفاجأ من سؤاله أجاب أن الامتحانات حتى الآن تسير بشكل متوقع.
ولوّح المزيني بكفه مؤملاً في نهاية جولته الصفية بالقول:" ثقتنا بكم كبيرة يا طلاب القسم العلمي".
أما تيسير الباز رئيس لجنة التصحيح في جنوب القطاع فقال في اتصال مع "الرسالة نت"، إن الورقة الثانية من امتحان اللغة العربية ضمت أسئلة من المنهاج باستثناء بعض النقاط لمراعاة الفروق الفردية.
وأضاف: "تضم الورقة الثانية ما نسميه الكتاب الثاني وهو البلاغة والتعبير والنحو والعروض وحسب ما وردنا أن الامتحان كان سهل ومريح للجميع دون مشاكل".
الجامعات بانتظاركم
وعلى طريقة من يريد أن يقول شيئاً مهم , فرك د.محمود الجعبري كفيه بعد أن دعاه د.المزيني ليأخذ دوره في الصف المجاور.
وخاطب الطلاب قائلاً: "جئنا للاطمئنان عليكم نحن وكامل طاقم المديرية ونقول لكم أن الجامعات كلها والتخصصات بانتظاركم ".
وقاطع المزيني الجعبري سائلاً عن ورقة اللغة العربية السابقة وامتحان التربية الإسلامية الأول قبل أن تسري همهمة بين الطلاب ملخّصها راض عما جرى.
بدوره، د.أنور البرعاوي وكيل الوزارة للشئون المالية والإدارية فقد طمع في إلقاء جملتين مختارتين عندما قال: "أتمنى لكم التوفيق والتفوق, الوزير حرص على أن يكون لجانب مجاميع الطلاب" .
وتمنى البرعاوي أن تكون أسماء طلبة مدرسة صبرا وشاتيلا بين أوائل طلبة الثانوية العامة حال خروج النتائج .
صعبة ومتوسطة
ولم تكن الصورة مكررة في مدرسة شهداء المغازي الثانوية للبنات إذ وصفت إحدى الطالبات من فوق مقعد الامتحان الوضع اليوم بأنه صعب.
وأجابت الطالبة عقب سؤال الوزير المزيني الاعتيادي عن المستوى اليوم بالقول: "الامتحان مش سهل وهناك أسئلة صعبة" .
وتجرأت زميلتها الجالسة في المقعد الثالث من الجهة المجاورة لمعارضتها بالقول: "إن الأسئلة في مستوى معظم الطلاب" .
أما د.المزيني فقد حاول حسم القضية بالتأكيد أن الأسئلة مباشرة من المنهاج وأن مستوى الراحة مرتبط بمستوى الدراسة.
وأضاف "بمقدار تقصيركم ستشعرون بالصعوبة , استغلوا الأيام الفاصلة بين الامتحانات للدراسة".
وأغرى تنوع الآراء كلاً من الجعبري والبرعاوي للانطلاق في فريقين منفصلين نحو طالبات أخريات لم يتحدثن صراحةً بل كتمن آرائهن.
وحصل البرعاوي على آراء متباينة من بعض الطالبات اللواتي كسرن حاجز الصمت بآراء متباينة عن امتحان اللغة العربية الورقة الثانية بأنها الأكثر أهمية منذ بدء الامتحانات.
وقال الجعبري إن معظم الأسئلة تشابه كثيراً أسئلة السنوات السابقة، أسئلة مباشرة من داخل المنهاج.
محافظة الأوائل
ولم تكد عربة د.المزيني تدلف إلى مدرسة "رودلف فلتر" في دير البلح حيث تقع لجنتان للامتحانات في المدرسة لطالبات التوجيهي حتى سرت حركة نشطة في باحة المدرسة .
ناظرة المدرسة هرعت لمقدمة الرواق الشمالي للمدرسة لاستقبال الضيوف في ذات الوقت الذي لوحت فيه لإحداهن كي تسرع بقهوة الضيافة.
وكرر الوزير المزيني السؤال لطالبات التوجيهي في اللجنتين قبل أن يدعو سعيد نصار رئيس بلدية دير البلح للإدلاء بدلوه.
وقال نصار، وزارة التعليم بذلت ما في وسعها ووضعت كامل إمكاناتها وطواقهما من اجل إنجاح امتحانات الثانوية.
وخاطب طالبات مدرسة "رودلف فلتر" الجالسات على مقاعد الدرس متمنياً أن تحصل المحافظة على نسبة من أوائل الثانوية العامة كما في كل سنة .
وبدت معظم طالبات الفصول منشغلات في تعبئة أوراق الإجابة بالحل إذ أن الساعة الأولى مضت ولم يبق إلا مثلها.
واكتفت الطالبات بالردود الإيجابية المقتضبة وهزّ الرؤوس معربات في معظم الأحوال عن مستوى الأسئلة.
ويوماً بعد يوم يقترب طلاب الثانوية العامة من إنهاء مرحلة مهمة في حياتهم تعد بوابةً نحو التخصص الجامعي ومهنة المستقبل.
