قال ناشطون إن حي القابون بدمشق تعرض خلال الليل لقصف صاروخي مكثف من قبل قوات النظام، كما تعرضت مدينة درعا لقصف استهدف حي طريق السد بأكثر من عشرين صاروخا، وذلك بعد يوم سقط فيه عشرات القتلى وشهد مظاهرات رغم تواصل المواجهات والمعارك.
وأوضح ناشطون أن حي القابون تعرض خلال الليل لقصف صاروخي مكثف من قبل قوات النظام، مما أدى لحركة نزوح واسعة بين الأهالي، وكان ناشطون قد أفادوا بتعرض الحي لحملة عسكرية في محاولة لاقتحامه من محاور عدة.
وأصبح الوضع في حيي القابون وبرزة في دمشق يثير مخاوف كبيرة، حيث جددت القوات النظامية لليوم الرابع على التوالي قصفهما، فيما قال المجلس الوطني السوري إن حياة أربعين ألف سوري من سكان الحيين في خطر بسبب استمرار الحصار الذي تفرضه قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني.
ودارت اشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في بيت سحم وداريا بريف دمشق، التي شهدت قصفا مدفعيا متقطعا من الدبابات التي تحيط بالمدينة من جهة جديدة صيدنايا.
كما أفاد ناشطون أن أكثر من عشرين صاروخا قصف بها حي طريق السد بمدينة درعا بعد منتصف الليل، دون أن تكون هناك تفاصيل إضافية.
من جهة أخرى، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الجمعة سقوط 94 قتيلا في محافظات سورية مختلفة، معظمهم في دمشق وريفها وحماة ودير الزور.
وقالت إن من بين القتلى تسعة أطفال وأربع سيدات وأربعة قضوا تحت التعذيب أحدهم طفل و41 من الجيش الحر، في حين قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عدد القتلى يوم الجمعة كان 85 شخصا.
وذكرت شبكة شام أن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة أصاب معظم بلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما ذكرت وقوع قصف للطيران الحربي بالقنابل العنقودية على بلدة الجفرة بريف حلب أسفر عن استشهاد امرأة وسقوط عدة جرحى.
مظاهرات
ورغم تواصل أعمال العنف والمواجهات المسلحة خرجت مظاهرات في مدن سورية عدة ضمن ما أطلق عليها الناشطون جمعة "نصرة الشام بالأفعال لا بالأقوال". ففي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في مدن وبلدات بنش وكفرنبل وحاس وجبل الزاوية، رفع المتظاهرون خلالها شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام، كما طالب المتظاهرون بدعم الجيش السوري الحر.
وفي ريف إدلب، قالت كتائب المعارضة إنها حققت تقدما بعدد من المواقع التابعة للنظام، وقال ناشطون إن عددا من الكتائب والألوية تخوض معركة أطلق عليها "معركة الفتح المبين" للسيطرة على طريق أريحا اللاذقية، وأضافوا أن الجيش الحر سيطر على حاجز الكهرباء على هذا الطريق، ودمر آليات لجيش النظام.
في غضون ذلك، أفاد ناشطون سوريون لوكالة الأنباء الألمانية بأن الجيش الحر أسقط مساء أمس طائرة حربية لقوات النظام بمحافظة حماة وسط البلاد.
أما بمحافظة حمص، فقالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت بالمدفعية وقذائف الهاون قرى تل الشور والربيعة وحديدة العاصي إلى جانب استهداف بعض البساتين بمدينة تدمر. كما هاجم "الحر" حواجز لقوات النظام على أطراف مدينة الرستن بريف حمص الشمالي.
وأفادت شبكة شام بسقوط صاروخ سكود قرب مدينة الطبقة في الرقة، وتجددت الاشتباكات بأحياء في دير الزور شرقي البلاد.
سجن حلب
على صعيد آخر، حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من تدهور الوضع الصحي والإنساني في سجن حلب المركزي بسبب النقص الشديد من الأدوية والمواد الغذائية.
وفي بيان أصدره أمس، تحدث المرصد مؤكدا وفاة ثلاثة سجناء الثلاثاء بعد إصابتهم بمرض السل وعدم وجود أدوية لمعالجتهم، وأشار إلى انتشار كبير للجرب بين السجناء والسجانين، وقلة الطعام الذي تلقيه طائرات النظام على السجن المحاصر من قبل الكتائب المقاتلة.
وأشار المرصد إلى أن حوالي مائة سجين توفوا منذ أبريل/نيسان الماضي نتيجة "القصف ونقص الدواء والطعام والإعدام".
في المقابل، نفت السلطات السورية هذه المعلومات، وأكدت توفر جميع أنواع الأدوية "بشكل كاف" في مبنى السجن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول لم تسمه تأكيده أن "جميع ما يتم تداوله من بعض وسائل الإعلام حول نقص الأدوية عار عن الصحة جملة وتفصيلا"، معتبرا أن ذلك "يندرج ضمن الحملة الإعلامية المسعورة ضد سوريا وشعبها".
الجزيرة نت