لم يتبق سوى أيام قليلة على زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لقطاع غزة، ومع اقترابها تزداد أحاديث الشارع الغزي عن النتائج المحتملة لهذه الزيارة خاصة على الصعيد الداخلي.
"الرسالة نت" استطلعت آراء الشارع الفلسطيني، والذي بدا متفائلا برفع الحصار "الإسرائيلي" نهائيا عن قطاع غزة، وفتح المعابر بشكل دائم، وليس انتهاءً بإنهاء الانقسام الفلسطيني إلى غير رجعة.
ويُعلِّق أهالي غزة آمالا كثيرة على زيارة أردوغان، والذي يعتبر من أكثر المناصرين للقضية الفلسطينية، والمناهضين لحصار القطاع.
رفع الحصار
المواطن أبو محمد دعا رئيس الوزراء التركي للعمل الجاد على فتح معابر غزة وخصوصا معبر رفح بشكل دائم، وتحسين مقومات الحياة في غزة عبر دعم المشاريع التنموية.
وقال لـ "الرسالة نت" :" نأمل منك ألا تنسى أسرى فلسطين، وفك الحصار عن غزة، وفتح مجال للتجارة مع القطاع، والعمل على إنهاء أزمة كهرباء غزة بشكل نهائي".
في حين طالب الشاب محمد عودة أردوغان بتنفيذ الوعد الذي قطعه على نفسه من قبل وهو فك حصار غزة بشكل نهائي. وقال :" أهلا وسهلا بك في قطاع غزة، وإن شاء الله تكون على قدر المسئولية، ونذكرك بوعدك الذي قطعته على نفسك من قبل برفع الحصار.
وأما أبو أحمد عزيز فيقول :" كلنا أمل بالله عز وجل ثم بسيادتكم بضرورة انهاء معاناة شعبنا وايجاد حل عادله لقضيته".
تفعيل المصالحة
من جهته دعا المواطن أبو عمر أردوغان بأن يساند القضية الفلسطينية خاصة أهالي القطاع بشكل أكبر.
ورأى أبو عمر وهو موظف حكومي بغزة أن زيارة أردوغان للقطاع تجعل المصالحة أقرب من قبل, لأنه سيعمل على تفعيل جهود المصالحة.
وأضاف :" باعتقادي أن المصالحة ستتجه نحو الطريق السليم بعد زيارة أردوغان أكثر من ذي قبل، لأنه سيضغط على حركتي فتح وحماس لإنجاح أهداف زيارته".
بدوره، وصف الطالب الجامعي أحمد توفيق زيارة اردوغان المرتقبة للقطاع بـ" بروتوكولية" لن تقدم ولن تؤخر في الشأن الفلسطيني الداخلي، معربا عن أمله في الوقت نفسه أن تثمر الزيارة عن أشياء ايجابية تخدم القضية الفلسطينية.
بينما يرى الشاب علاء حمدي، أن هذه الزيارة تعزز من الانقسام الفلسطيني، وتبعد تحقيقها، معتبراً أن زيارة أردوغان لغزة، ترجح كفتها على رام الله.
والتقى هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بأردوغان الأسبوع الماضي في انقرة لبحث الزيارة المرتقبة.
وأردوغان المدافع عن القضية الفلسطينية عموماً أعلن أنه يريد زيارة غزة هذا الصيف، وهي زيارة كانت مرتقبة أساساً في نهاية أيار/مايو، رغم طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأرجائها.
ومشروع هذه الزيارة أثار استياء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإحراجاً للولايات المتحدة التي جعلت من المصالحة التركية الإسرائيلية إحدى أولوياتها في إطار مساعيها لاستئناف عملية السلام المعطلة بين (إسرائيل) والفلسطينيين.
ويأتي مشروع الزيارة أيضاً فيما تحاول تركيا و(إسرائيل)، بطلب من الولايات المتحدة، إعادة علاقاتهما إلى طبيعتها بعدما تدهورت إثر الهجوم الإسرائيلي في 31 ايار/مايو 2010 على السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت تحاول مع أسطول إنساني دولي كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
ويرى مراقبون على الساحة الفلسطينية أن ملف الحصار يعد من أهم الملفات التي يرتجي الفلسطينيون من رئيس الوزراء التركي العمل على إغلاقها إلى غير رجعة، خصوصا أن هذا الملف يمثل تحدياً كبيراً للسياسة الصهيونية التي أرادت فرض عزلة سياسية دولية على القطاع، فضلا عن تجويع مواطنيه.
ويرنو الفلسطينيون إلى أن يصلح أردوغان ما افسده الانقسام بين قطبي الصراع على الساحة الفلسطينية (حركتي حماس وفتح)، ذلك بعدما أخفقت سلسلة حوارات رعتها مصر من قبل.
وأمام أمنيات الشعب الفلسطيني تسود حالة من القلق والترقب وسط الكيان الصهيوني الذي يتخوف من نجاح هذه الزيارة وتحقيق أهدافها.