تشهد مصر تجمعات معارضة للرئيس محمد مرسي وأخرى مؤيدة له عشية الذكرى الأولى لتوليه الرئاسة، وسط أجواء من التوتر الشديد والترقب، بينما دعت حملة "تمرد" التي تدعو لسحب الثقة من مرسي، المصريين إلى التظاهر والاعتصام والعصيان المدني اعتبارا من الأحد.
فقد تجمع مناصرو الرئيس المصري في محيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، رفضاً لدعوات تطالب بتنحيه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
في المقابل، توافد أنصار المعارضة إلى ميدان التحرير وسط القاهرة للاعتصام فيه تمهيدا للمظاهرات، وأفاد مراسل الجزيرة محمود حسين بأن المعتصمين يرددون شعارات تطالب بسقوط مرسي.
وقال مدير مكتب الجزيرة عبد الفتاح فايد إن الاستعدادات للمظاهرات من الجانبين بلغت ذروتها، والكل يرفع شعار "لا تراجع لا استسلام"، ولم يعد هناك أي مجال للإنصات لدعوات التهدئة والحوار التي قدمتها قوى سياسية ومؤسسات دينية.
وأضاف المراسل أن هناك مخاوف كبيرة من حدوث التحام بين الحشود التي وصفت بالمليونية نظرا لقرب موقعي تجمعهما في القاهرة.
سحب الثقة
وقد دعت حملة "تمرد" من وصفتهم بملايين المصريين الذين قالت إنهم وقعوا على وثيقة تدعو لسحب الثقة من مرسي، إلى التظاهر والاعتصام والعصيان المدني اعتبارا من الأحد.
وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر في مؤتمر صحفي بمقر نقابة الصحفيين المصرية إن الحملة "جمعت 22 مليونا و134 ألفا و465 توقيعا على مطلب سحب الثقة من الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة".
كما دعا رئيس حزب الدستور ومنسق جبهة الإنقاذ المعارضة محمد البرادعي إلى الخروج في مظاهرات الأحد "لاستعادة الثورة" وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة والمطالبة بدستور جديد. وقال إن "الدولة تتآكل وتنهار.. نريد من الرئيس محمد مرسي أن يستجيب لما يقوله الشعب.. بدستور ومصالحة وطنية، ولابد أن نعيش معا".
كما عبر رئيس التيار الشعبي حمدين صباحي عن إدانته للعنف، لكنه قال إن طوفان الشعب المصري لن يستطيع أي طاغية أن يوقفه. وأضاف أن "السلمية سلاحنا.. ندين كل أشكال العنف التي وقعت أمس، وكل هجوم على مقرات الإخوان أو حزبهم، فنحن لا نحارب حجرًا، وإنما سياسات مستبدة وفشلا عن الوفاء باحتياجات الناس".
في المقابل دعا تحالف القوى الإسلامية المصريين إلى المشاركة في مظاهرة حاشدة الأحد تحت عنوان "دعم الشرعية ونبذ العنف" في محيط مسجد رابعة العدوية.
من جهته ناشد رئيس حزب الوطن السلفي عماد عبد الغفور جميع الأحزاب والقوى السياسية العودة إلى الحوار، واعتبر أن من يرفض الحوار يرتكب خطيئة في حق الوطن، مطالبا الجميع بتجنب العنف في المظاهرات.
كما دعا شيخ الأزهر جميع الفصائل السياسية ورموز العمل الوطني إلى "حوار عاجل لإنقاذ مصر"، وقال إن ما حدث من أعمال قتل وعنف وحرق مستنكر ومستهجن.
وفى الوقت نفسه، أكدت دار الإفتاء المصرية أن حمل السلاح في المظاهرات السلمية أيا كان نوعه "حرام شرعا ويوقع حامله في إثم عظيم". كما استنكرت الاعتداء على المساجد والمنازل والممتلكات العامة والخاصة في اليومين السابقين.
خارجيا أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه إزاء ما يجري في مصر, ودعا نظيره مرسي إلى حوار بناء أكثر مع المعارضة. ودعا كافة الأطراف إلى عدم التورط في العنف, والشرطة والجيش إلى التحلي بضبط النفس الملائم حسب تعبيره.
كما دعت الإمارات العربية المتحدة مواطنيها إلى عدم السفر إلى مصر إلا في حالات الضرورة القصوى.
تعزيز أمني
وقد عزز الجيش انتشاره في شتى أنحاء البلاد في ظل أجواء من التوتر الشديد تحسبا لحدوث مواجهات بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه، بعد صدامات عنيفة في الأيام الأخيرة أسفرت عن سقوط سبعة قتلى.
وقد لوحظ وجود نقاط أقامها أنصار مرسي حول تجمعاتهم الحاشدة على نحو يعيد إلى الأذهان السلاسل البشرية التي تولت حماية المحتجين أثناء الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2011.
على صعيد متصل أعلن عدد من أعضاء مجلس الشورى المنتمين إلى التيار المدني استقالاتهم من المجلس دعما للمظاهرات المعارضة للرئيس مرسي.
من جهة أخرى قال مصدر قضائي في مكتب النائب العام إن النيابة بدأت تحقيقات موسعة في جميع البلاغات التي تتهم شخصيات عامة وسياسية بالتحريض على قلب نظام الحكم.
الجزيرة نت