واصلت الجماهير المؤيدة والمعارضة للرئيس المصري محمد مرسي حشودها بميادين القاهرة وعدد من المحافظات مع اشتباكات محدودة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة العشرات، وفي الوقت الذي قالت فيه الرئاسة المصرية إن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية، دعت جبهة الإنقاذ المعارضة المصريين للبقاء في الميادين لحين رحيل النظام.
فقد قتل شخص وأصيب 30 آخرون في صدامات بين أنصار ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي في مدينة بني سويف جنوب القاهرة أمام مقر حزب الحرية والعدالة في المدينة. كما قتل شخص آخر بمحافظة أسيوط جنوبي مصر.
وقال وزير الصحة المصري محمد مصطفى حامد إن إجمالي حالات الإصابات خلال أحداث اليوم الأحد بلغت 174 حالة في سبع محافظات من بينها القاهرة والإسكندرية.
من جانبها دعت جبهة الإنقاذ الوطني مساء الأحد المصريين إلى "البقاء في الميادين" حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة.
وقالت الجبهة في بيان بعنوان "بيان الثورة رقم 1" إن "الجماهير صدقت بنزولها إلى الشوارع الأحد على "سقوط نظام محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين".
وأضاف البيان أن "الشعب المصري مستمر في استكمال ثورته، وسوف يفرض إرادته التي وضحت بجلاء في جميع ميادين تحرير مصر".
وتابع البيان أن "جبهة الإنقاذ على ثقة بأن الشعب المصري سيحمي ثورته حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة، وتهيب بجميع القوى الثورية وجميع المواطنين أن يستمروا في البقاء السلمي في جميع ميادين وشوارع وقرى ونجوع البلاد والامتناع عن التعامل مع الحكومة الإخوانية الساقطة حتى سقوط آخر معاقل هذا التنظيم المستبد".
حشود متبادلة
وكان الآلاف من أنصار المعارضة المصرية قد احتشدوا في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية في القاهرة إضافة إلى عدة مدن ومحافظات أخرى، مطالبين برحيل الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
في المقابل احتشد أنصار الرئيس في محيط مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر، حيث أبدوا تأييدهم لاستكمال الرئيس لفترته الرئاسية، ورفضوا الدعوة للانتخابات المبكرة.
من جهة أخرى أجرى الرئيس مرسي عددا من الاتصالات شملت رئيس الوزراء هشام قنديل ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى مدير المخابرات العامة ووزير الداخلية ووزير الدولة للتنمية المحلية.
وقد أصدرت الرئاسة المصرية بيانا دعت فيه إلى الحفاظ على دماء المواطنين وعلى سلمية المظاهرات ونبذ العنف.
في غضون ذلك انتشر الجيش المصري في مناطق حيوية عدة، وشوهدت مروحيات تابعة له تحلق في سماء مدينة الإسكندرية.
حرق مقار
من جانبها قالت جماعة الإخوان المسلمين إن مقرها الرئيسي في القاهرة تعرض للهجوم على أيدي عشرات المحتجين المناهضين للحكومة الذين أطلقوا بنادق الخرطوش وألقوا قنابل حارقة وحجارة على المبنى.
وفي وقت سابق الأحد أفاد مراسل الجزيرة في القاهرة بأن محتجين أضرموا النار في ثلاثة مقرات لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بمحافظات الشرقية والغربية والدقهلية.
ويأتي ذلك بعد ساعات من إضرام مجهولين النار في مقرين لحزب الحرية والعدالة في بني سويف، بعد مناوشات بالأسلحة مع القائمين على حماية المقرين.
وقد قالت جماعة الإخوان إن ثمانية مقار لها ولحزبها هوجمت يوم الجمعة في مدن مختلفة منها المقر الرئيسي للجماعة في محافظة الإسكندرية.
دعوة للوحدة
من جانبه دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي المصريين إلى الحوار لحل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
وأعرب القرضاوي في كلمة له بثتها قناة الجزيرة الفضائية عن أسفه لانقسام شعب مصر. وقال إن ما يحدث الآن يتعارض مع ما حدث خلال ثورة 25 يناير عندما كان المصريون متحدين في مظاهراتهم ضد النظام السابق. واتهم القرضاوي ما أسماهم ببلطجية النظام السابق بالوقيعة بين المصريين.
وتساءل القرضاوي "إذا صبرنا على نظام مبارك 30 عاما وصبرنا قبله 30 عاما أيضا على الظالمين، فلماذا لا نصبر على مرسي عاما"، مشددا على أن مرسي لا يحق له أن يفضل فصيلًا على آخر أو أن يتعاون مع فصيل دون آخر.
الرسالة نت