تعترضنا كل يوم وكل ساعة مطبات تخرب "اكسات" حياتنا وتكسر "اسنبرسات " عقولنا لدرجة بتنا نقفز مع كل حدث ونضع أيدينا على فرامل قلوبنا حتى لا نصطدم بمطب جديد مفاجئ.
ليس وحدها الشوارع التي تجتاحها المطبات، بل إن كثيرا منها سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وحتى المطبات الزوجية باتت تحتاج لسائق ماهر يتجاوز تلك الخفية والفجائية.
إذا تمكن الرئيس المصري محمد مرسي تجاوز مطب 30/ 6 فإن ذلك سيمنحه ومؤيديه محليا وإقليما أملا بالسفر نحو الاستقرار بسلام، وسترتفع أسهمه في مواجهة باقي المطبات مع ضرورة الاهتمام بتغيير "الكوشوك" لتفادي الانحراف عن الطريق وتعديل المسار.
في شارع آخر يبدو أن المطبات التي وضعها الرئيس محمود عباس في طريق رامي الحمد لله جعلته "يصف ويطفي"، مبكرا لأن "البودي" ضعيف ولم يقو على مواجهتها، وعلى رأي المثل: "في أول غزواته كسر عصاته".
بشكل عام تواجه المنطقة مطبات صعبة.. الجميع طالع نازل، وهناك من يسقط نتيجة القفزات العالية، في حين يستفيد ميكانيكية و"بنشرجية" السياسة الدولية من الأعطال التي تسببها المطبات.
محليا.. ما أن نستبشر بافتتاح شارع جديد، الأسفلت فيه يلمع، حتى تبدأ عمليات زحف مرورية وعائلية، لإقامة مطبات بأشكال وأحجام مختلفة: مطب أسفلتي، مطب حجري، مطب حبل، مطب حديد، ثم يبدأ السائق لعبة "أتاري" لاختبار قدرته على حفظ أماكن وعدد المطبات، وتجاوزها دون إصابات في السيارة، ودون أن تجهض سيدة حامل في السيارة نتيجة اصطدام السيارة بمطب فجائي، ومن ثم تظهر على الشاشة عبارة: " GAME OVER"
المطبات أيضا شكل من أشكال التعبير عن السيادة والصلاحيات، هناك مطبات للعائلات، وللبلدية، وللأشغال، وللمرور، وللمواصلات.
ورغم أن المصلحة المرورية والتصدي لحوادث الطرق تقتضي وجود مطبات، لكن لا يستطيع أي خبير مروري أو سائق يقود على طريق الساحل المحاذي لمخيم الشاطئ أن يستوعب عدد المطبات وارتفاعها، بحيث تضطر السيارة ان تحضن بعضها وتقبيلها مجبرة، فيما لا تتجاوز سرعة السيارة الغيار الاول.
الظاهرة تستحق ان يجتهد تجار ووكلاء السيارات لتحديد مواصفات خاصة لما تستورده غزة بشروط المطبات مثل: ان تكون "اوتوماتيك"، ويكفي 3 غيارات أقصى سرعة مقابل تخفيض سعرها.
طبعا معظم المطبات لا تنطبق عليها شروط.. السلامة .. فلا فسفور، ولا إشارة، يعني مطبات سرية، بعضها تسبب بحوادث مرورية كما هو الحال في المطب الحديدي الجديد في منطقة الشيخ عجلين نتيجة التوقف الفجائي أو الانحراف هربا من المطب.
أسهل قرار لحل مشاكلنا المرورية والسياسية أن نقيم مطبات، في حين تعجز الادارات العليا عن تصحيح رؤية، او تعديل شارع فيه خلل، دوار يبتلع معظم الطريق، وأحيانا ترفض أي جهة بلدية او ادارية تبني طريق وعر يظل لقيطا يبحث عن جهة تتبناه.
الزيادة المضطردة في عدد المطبات تجعلنا نعتقد ان هناك حملة حكومية او مرورية عنوانها: "مطب لكل مواطن"، وبهذا ستظل عجلاتنا وأجسادنا وأنين السيارات المنهكة يصدر عنها صوت: طز طز طز طز.