الرسالة نت – إخلاص بعلوشة
على مائدة الإفطار تعود عزات كساب والد الأسيرين التوأمين سعد وإبراهيم سماع مزاحهما معا في جو مرح وأجواء جميلة على مائدة الإفطار ولم يخطر ببال والدهم ولو للحظة أنه سيفتقدهما في رمضان هذا العام لتتحول أجواء الفرح إلى أحزان وألم وذكريات. فأصواتهما وأماكن جلوسهما لا تزال ترتسم أمام عينيه في كل ساعة إفطار.
والد الأسيرين مقاوم منذ حرب 67 خاض العديد من المعارك مع جيش الاحتلال ابعد على أثرها لمدة 30 عاما , تعرض أبناؤه للاعتقال قبل ذلك وتم الإفراج عنهم .
*** معركة طويلة
سعد وإبراهيم يبلغان من العمر (20عاما) اعتقلا بتاريخ 6/1/2009خلال الحرب الأخيرة على غزة بعد أن داهم الجيش الإسرائيلي منزلهما الكائن في حي الزيتون شرقي مدينة غزة .
وعن طريقة اعتقالهما تحدث والدهم عزات عمر كساب ": "قبل اعتقالهما خضنا معهم معركة طويلة لم يرحموا خلالها الصغير ولا الكبير حيث اقتحموا منزلنا واعتقلوني وابني الأكبر.
سألوني عن حماس فقلت لهم أنا لا أعلم شيئا فأنا ضابط متقاعد ثم فتشوا المنزل تفتيشا دقيقا وبطريقة همجية ووحشية واعتقلوا محمد وإبراهيم وأخذوهما في زاوية من المنزل واعتدوا عليهما بالضرب وكنت أسمع صراخهم فأخذت أخواتهما بالنداء والصراخ ولكن دون جدوى وعندما علت أصوات البنات ضربوهن فأخذت كل واحدة منهن تقاوم الجنود بسلاحها الخاص أظافرها أو بأدوات المطبخ المختلفة.
ثم أخرجوني إلى الطابق العلوي من المنزل وسألوني عن الكتب الموجودة لدينا وضربني أحدهم بالكتاب وأضاف والد الأسيرين كساب علما بأنني رجل كبير في السن ومريض بالقلب فسقطت على الأرض وعشنا فترة صعبة ومعركة استمرت لساعات انتهت باعتقال سعيد وإبراهيم أبنائي التوأم.
** سعد كسر كتفه جراء التعذيب
وبعد اعتقالهما نقلا إلى سجن المجدل وتعرضا لتحقيق قاس وأكد كساب وفقا لما أبلغه به المحامي أن سعد كسر كتفه جراء شدة التعذيب الذي تعرض له بالإضافة إلى الفتاك من شدة الضغط عليه وأعرب كساب عن قلقه على حياة أبنائه منوها إلى أن سعد طالب ثانوية عامة وإبراهيم يدرس طالبا في كلية المجتمع.
ويضيف كساب: "أدعو الله أن يفرج كربهم متسائلاً: إلى من نتوجه ومن نسال لا يوجد أفضل من التوجه إلى الله،وأوضح كساب انه مقاوم سابق خاض عدة تجارب مع اليهود تم إبعاده إلى الأردن لمدة طويلة بعد عدة تجارب معهم في 67 وفي السبعينيات .
ويستذكر كساب ولديه الأسيرين سعد وإبراهيم على مائدة الإفطار في رمضان: سعدي بطبعه جدي فيما يحب إبراهيم المزاح مع سعد قبل الفطور بخمس دقائق قائلاً له أنا أكبر منك بخمس دقائق لذا يجب أن تسمع كلامي وحسب المحامي حتى في السجن يقول إبراهيم لسعد لقد عشنا في بطن أمنا معا وولدنا إلى الدنيا في ساعة واحدة ودرسنا مع بعضنا واعتقلنا مع بعضنا وزج بنا في سجن واحد .
ولكن لم يدم ذلك طويلا حيث تم نقل إبراهيم إلى سجن النقب وبقي سعد في سجن مجدو نظرا لوضعه الصحي وحكم عليهما سنه ونصف .
من جهتها أكدت جمعية واعد للأسرى والمحررين أن إسرائيل لا تكتفي باعتقال فلسطيني واحد من البيت بل تعتقل أكثر من شاب من نفس المنزل وتزج بهم في السجون مما يضاعف من معاناة الأسرة ويقلقهم كثيرا على حياة أبنائهم، وأوضحت واعد أن هناك العديد من الأشقاء داخل السجون منهم من يقبع في سجن واحد ومنهم من تتعمد إسرائيل التفريق بينهم لتضاعف من معاناتهم وتجعل الأسرة الفلسطينية مضطربة أكثر وقلقه على أبنائهم وخاصة عندما تريد زيارتهم حيث تتعمد إسرائيل التضييق على أهالي الأسرى بوضع أبنائهم في عدة سجون بعيدة عن بعضها البعض وتجعل زيارتهم في أيام متقاربة بحيث يكون اليوم زيارة لأسير والثاني في اليوم التالي مباشرة مما يرهق الأهل ويتعبهم خاصة أن رحلة معاناة الزيارة تستغرق وقت طويلاً في حال سمح لهم بالزيارة إذ تمنع إسرائيل ما يقارب من 1000 أسير من قطاع غزة من الزيارة منذ ثلاث سنوات فيما تمنع مايقارب2000 أسير من الضفة من الزيارة خاصة في شهر رمضان.