فور الانتهاء من إعلان الجيش المصري عزل محمد مرسي, أول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني, تحركت وحدات عسكرية باتجاه مراكز تجمع مؤيدي الرئيس المعزول في ميدان رابعة العدوية ومحيط جامعة القاهرة, بالتزامن مع قطع البث عن قناة "مصر25" المتحدثة باسم الإخوان المسلمين واقتحام استديو "الجزيرة مباشر مصر" وقطع بث الجزيرة الإخبارية من مكتبها بالقاهرة, بينما سقط قتلى في اشتباكات بعدة محافظات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه.
وقال عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي للجزيرة من ميدان رابعة العدوية إن الميدان يتعرض لحصار من دبابات الجيش, معتبرا أن ما حدث هو انقلاب عسكري على الشرعية، وداعيا إلى مواجهة قرارات عزل الرئيس.
جاء ذلك بينما سيطرت حالة من التوتر على المحتشدين في ميدان رابعة العدوية وفي محيط جامعة القاهرة, وسط مخاوف من صدامات مع قوات من الجيش والشرطة.
كما قال مراسل الجزيرة إن أربعة أشخاص قتلوا في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في مرسي مطروح. كما قتل شخص خامس وأصيب آخرون في اشتباكات مماثلة بالإسكندرية.
من جهة ثانية قطعت السلطات المصرية البث عن عدة قنوات فضائية على رأسها قناة "مصر25" التي قالت على صفحتها بموقع فيسبوك إنه تم قطع بثها عقب البيان الذي ألقاه القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي وأعلن فيه خارطة طريق تتضمن تعطيل الدستور وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة البلاد.
وقال شاهد لرويترز إن الشرطة ألقت القبض على ثمانية من المذيعين والعاملين كانوا بمقر قناة "مصر 25". وأضاف أن بعض من ألقي القبض عليهم رفعوا أيديهم بعلامة النصر، لكن آخرين حاولوا تجنب التقاط الصور لهم. كما قطع البث عن قنوات دينية أخرى هي: الناس, والرحمة, والحافظ.
وفي وقت لاحق اقتحم الأمن المصري أستديو "الجزيرة مباشر مصر" واحتجز العاملين فيه، ثم أوقف أجهزة البث في مكتب قناة الجزيرة الإخبارية بالقاهرة.
ومن ميدان التحرير, قال مراسل الجزيرة نت عبد الرزاق مرابط إن المتظاهرين لم ينتظروا انتهاء وزير الدفاع من قراءة البيان الذي تم بموجبه عزل مرسي وتعطيل العمل بالدستور، لينطلقوا في موجة هستيرية من الفرحة رافعين الأعلام المصرية وصور السيسي.
وانطلقت الألعاب النارية لتغطي سماء الميدان وأطلقت السيارات العنان لأبواقها، بينما تراكض الناس في كل الاتجاهات في أجواء ذكرت بتلك التي تلت الإعلان عن تنحي حسني مبارك يوم 11 فبراير/شباط 2011.
وردد المتظاهرون شعارات مرحبة بالقرار ومشيدة بالجيش ووزير الدفاع، وحلقت مروحيات الجيش المصري فوق الميدان ملقية الأعلام المصرية على المتظاهرين.
وقال متظاهر للجزيرة نت إنه لا يزال غير مصدق لما يحدث، وإنه ما زال يحتاج إلى بعض الوقت "كي يستوعب اللحظة"، معبرا عن ثقته في أن القادم أفضل بعد زوال ما سماه الكابوس "المتمثل في مرسي وجماعة الإخوان المسلمين".
وفي هذه الأجواء من الفرحة العارمة حمل متظاهرون بعض ضباط الشرطة على الأعناق واتجهوا بهم نحو وسط الميدان، مرددين "الشعب والأمن إيد وحدة".