القدس – الرسالة نت
قال مسئول سابق في جهاز الموساد لإذاعة الاحتلال أنه من الصعب تصديق إن جهاز مهني مثل جهاز الموساد يقع في خطأ فادح باستخدام جوازات سفر" إسرائيلية" في مكان تنتشر فيه كاميرات المراقبة بكثافة مثل إمارة دبي.
وأضاف "وهذا الأمر سيؤدي في النهاية إلى توجيه أصابع الاتهام نحو "إسرائي"ل وبالتالي توريطنا في أزمة دبلوماسية دولية, ولو صح القول بأن الموساد نفذ عملية الاغتيال فهذه العملية تعتبر فشل ذريع وخاصة بعد كشف تفاصيلها الدقيقة".
وذكرت صحيفة هآرتس أنه يتوجب على رئيس الوزراء" الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الذي لم يستمع إلى النصائح وقرر قبل أشهر تمديد ولاية مائير دغان في رئاسة الموساد لعام إضافي بشكل سريع ومتهور, إقالة دغان من منصبه بسرعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشخص الذي خطط لهذه العملية وأصدر الأوامر بالتنفيذ واعتبر العملية في قمة النجاح سيجد نفسه بعد أيام أو أسابيع أمام علامات استفهام كبيرة, وأنه بلا شك فإن أصابع الاتهام موجهة إلى الموساد.
وعليه كان نتنياهو محقا عندما شعر بوعكة صحية عندما سمع باغتيال أحد مسئولي حماس في دولة عربية صديقة الأمر الذي قد يجر تعقيدات سياسية يتحملها رئيس الحكومة مرة أخرى.
يذكر أن إسرائيل سجلت فشلا ذريعا عندما كان نتنياهو يتولى منصب رئيس الحكومة عام 1997 حيث حاولت اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الأردن, والآن لا يقتصر الحديث عن مشكلة دبلوماسية مع الإمارات فقط بل مع تلك الدول التي قام المنفذين بانتحال شخصيات مواطنيها.
وأضافت الصحيفة "إن لكل خلل إصلاح ويبدو أن إصلاح الخلل هنا هو إحالة داغان إلى التقاعد كي يعود إلى بيته".
يذكر أن مصدر أمني اماراتي أبلغ أكد أنَّ 17 شخصًا متورطين في عمليَّة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح وربما أكثر خلافا لما تداولته وسائل الإعلام بأن المنفذين كانوا 11 شخصا,
واعلنت شرطة دبيّ انَّ قتلة المبحوح كانوا في انتظاره داخل غرفته في فندق البستان روتانا حيث اغتالوه خنقًا, وعرضت الشرطة تصويرًا لتحركات المتهمين وأعلن الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي أنَّ المتهمين يحملون جوازات سفر أوروبية وبينهم امرأة, ولم يستبعد تورط الموساد في عمليَّة الاغتيال, وطلبت الشرطة من الانتربول تسليم المتهمين.
وقد تمكنت شرطة دبي من رصد تحركات جميع المتهمين بعد تحديد هويتهم خلال زمن قياسي لم يتجاوز 24 ساعة، ونجحت في تحديد تفاصيل تلك التحركات منذ اللحظات الأولى لدخولهم إلى دولة الإمارات وحتى مغادرتهم البلاد، معتمدة في ذلك على الأشرطة المسجلة لكاميرات المراقبة الأمنية المصورة المنتشرة في مختلف الأماكن التي تنقلوا بينها في دبي، وذلك وفق مجهود أمني مكثف تعاونت فيه كافة الأجهزة المعنية، والتي مكنت من حصر دائرة الاشتباه في مجموعة عناصر من ذوي الجنسيات الأوروبية وصلت إلى دبي تقريبا في وقت وصول محمود المبحوح نفسه، وغادرت الإمارات قبيل اكتشاف جثة القتيل في أحد الفنادق المعروفة في دبي.