قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن رئيسه الجديد أحمد الجربا سيمنح الأولوية في جهوده لمتابعة الوضع الميداني وتطور الأوضاع في حمص التي تتعرض لهجوم من قبل قوات النظام. ولقي تعيين الجربا ترحيبا من قبل عدد من الدول.
وفي الدورة الثانية للاقتراع التي جرت في اليوم الثالث من اجتماعات الائتلاف في إسطنبول، حصل الجربا -المنتخب لمدة ستة أشهر- على 55 صوتا من أصوات الهيئة العامة للائتلاف مقابل 52 لمصطفى الصباغ.
ويخلف الجربا بذلك معاذ الخطيب الذي استقال في مارس/آذار الماضي احتجاجا على الموقف الدولي من النزاع السوري.
وانتخبت الهيئة العامة للائتلاف المعارض أيضا ثلاثة نواب للرئيس هم سهير الأتاسي ومحمد فاروق طيفور وسالم مسلط، فيما انتخبت بدر جاموس أمينا عاما للائتلاف.
واعتبر القيادي في الائتلاف أديب الشيشكلي أن التغيير كان ضروريا، وقال إن القيادة السابقة للائتلاف الوطني فشلت في تقديم "أي شيء جوهري للشعب السوري وكانت مشغولة بالسياسة الداخلية".
أولويات الجربا
وأصدر الائتلاف بيانا بعد انتخاب الجربا جاء فيه أن من "أهم أولويات الرئيس المنتخب متابعة مستجدات وتطورات الوضع في الداخل السوري وخاصة في حمص، وأن جميع الجهود يجب أن تنصب على هذا الجانب".
وطالب الائتلاف "المجتمع الدولي بممارسة واجباته لحماية الشعب السوري من استخدام نظام الأسد جميع الأسلحة ضده بما فيها السلاح الكيمياوي بأسلوب إستراتيجي وممنهج".
وذكّر الائتلاف "الدول التي تعهدت برد قوي وجدي على النظام، بالتزاماتها"، وشدد على ضرورة الإسراع في اتخاذ كل الخطوات الممكنة لحماية المدنيين في حمص وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذهم.
من جانبه كشف الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون عن سعي المعارضة لعقد اجتماع طارئ لجميع أطيافها لبلورة خطة للدفاع عن مدينة حمص.
وحمّل غليون في مؤتمر صحفي هيئة أركان المعارضة وائتلافها وقادة الكتائب في الداخل جزءا مما وصفها بالمجازر التي تحدث في حمص، مؤكدا أن المجتمع الدولي هو المسؤول الأكبر لأنه التزم الصمت إزاء ما يجري هناك.
ترحيب دولي
من جانب آخر قدمت الخارجية البريطانية التهنئة للرئيس الجديد للائتلاف السوري، وأعرب وزير الخارجية وليام هيغ عن تطلعه للعمل عن قرب معه ومع القيادة الجديدة لمساعدة المعارضة السورية "على تعزيز رؤيتها لسوريا الحرة والديمقراطية والمتعددة الأعراق".
بدورها هنأت فرنسا الجربا، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في بيان صحفي اليوم السبت إنه "في الوقت الذي يتفاقم فيه قمع النظام السوري، بما في ذلك بحمص، فمن المهم أن يتم تعزيز دعم الائتلاف وهيئة أركانه المشتركة لكي يكون لديهم الوسائل التي تكفل حماية السكان واحتياجاتهم الأكثر إلحاحا".
وأكد الدبلوماسي الفرنسي على أن بلاده ستواصل العمل مع الائتلاف وقيادته الجديدة من أجل التوصل إلى حل سياسي لبناء سوريا حرة وديمقراطية.
وفي قطر أعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليوم السبت عن ترحيب بلاده بانتخابات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والتي توجت باختيار الجربا رئيسا.
وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء القطرية إن الدوحة تتطلع للعمل مع الائتلاف، وطالب جميع أطياف الائتلاف والمعارضة السورية بالعمل يدا واحدة مع القيادة الجديدة، واعتبر أن المرحلة الراهنة تستدعي توحيد الصفوف وتنسيق المواقف "من أجل رد الظلم والعدوان الممنهج الذي يقوم به النظام وأعوانه".
وشدد المصدر على أن "الجرائم النكراء التي يرتكبها النظام وأعوانه في مدينة حمص وغيرها من المدن والأرياف السورية، واستخدامه الثابت للأسلحة الكيمياوية، تستدعي أقصى درجات التنسيق بين قوى الائتلاف، لا سيما السياسية والعسكرية في الداخل والخارج".