الرسالة نت وكالات
احتدم الجدل في بريطانيا وبعد اكثر من ثلاثة اسابيع على اغتيال القائد العسكري في حركة حماس، محمود المبحوح في فندق في دبي في العشرين من كانون الثاني (يناير).
وجاء الجدل بسبب الصمت الرسمي على استخدام المنفذين للعملية جوازات سفر بريطانية، كشف انها مزورة وتبين ان اثنين من المتهمين من حملة الجنسية المزدوجة، اسرائيلية ـ بريطانية. فيما اقترحت صحف ان ما رشح حتى الآن من معلومات هو بداية كرة الثلج وانتقدت صحف تلكؤ بريطانيا بالرد على مطالب من سلطات امن دبي، فيما اقترحت صحيفة امريكية ان اسرائيل في حالة ثبوت تورطها في العملية ربما وجدت انه يمكن التضحية بعلاقاتها الهادئة مع حكام دبي مقابل رأس المبحوح.
اصابع الموساد
وايا كانت الوسيلة التي استندت اليها الموساد في الوصول الى محمود المبحوح وقتله، جوازات سفر بريطانية مزورة، قتل بالسم ام بالخنق، فالعملية والصور التي تسيدت الصحف الاسرائيلية والعالمية تشير الى احتفاء اسرائيلي بالعملية، فهي كما يقول روبرت فيسك في صحيفة ’اندبندنت’ البريطانية ’تتحدث بصوت عال، وهي جزء من حرب قديمة وقذرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين يقتل فيها كل طرف رجاله السريين ومنذ عقود طويلة’.
وقال فيسك ان اساءة اسرائيل استخدام الجوازات البريطانية تضع حياة البريطانيين في خطر. ويشير الكاتب بسخرية الى ان وزارة الخارجية لا تتوقف من تحذير البريطانيين من مخاطر السفر للشرق الاوسط.
وتساءل عن صمت الخارجية الطويل حتى برزت المعلومات وانتشرت رائحة الميتة، فقد كان من الواجب على الحكومة ابلاغ المواطنين بموقفها بشكل باكر.
ويرى ان مصدر المعلومات ربما جاء بسبب التعاون الامني بين عدة دول غربية واسرائيل حيث ترغب هذه الدول بالتعلم عن كيفية محاربة ’ الارهاب’، فبريطانيا وفرنسا ترسلان فرقا امنية فيما سمح فريق امن كندي لأفراده بلبس احزمة انتحارية ’لاغراض دعائية’.
كل هذا على الرغم من قيام الامن الاسرائيلي باغتيال وقتل مئات من رجال الامن العرب مما يجعلهم محل اتهام بارتكاب جرائم حرب.
ومن هنا جاءت تصريحات عدد من قادة الموساد السابقين التي اثنت على العملية والتي قالوا انها ’سوبر’ فوق عادية.
ونقل عن مسؤول اخر قوله ان العملية تشير بشكل منطقي الى انها من ترتيب الموساد. وقال المسؤول ان عملية الخنق جاءت بديلا عن تهريب السلاح للبلاد، ولكنه عبر عن دهشته لاستخدام هذا العدد الكبير من المنفذين.
ويشير محللون الى ان الموساد في الفترة الاخيرة لم تعد تعلن عن علاقتها بعمليات اغتيال كما في السابق بسبب تغير قواعد اللعبة فهي لم تعد تقوم بعمليات اغتيال ضد قادة لمنظمة التحرير او المنظمات الفلسطينية بل تواجه عدوا مختلفا هو ايران، ومن هنا تركت للصحف الاسرائيلية والامريكية تسريب معلومات عن مقتل عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله، او تدمير المشروع النووي السوري، فيما لم تعلق على اختفاء العالم النووي الايراني اثناء ادائه الحج في مكة.
وفي اطار آخر، يقول تحليل ان مجرد استخدام الموساد لهويات مزورة وجوازات سفر تعود لدول اجنبية يعني ان المؤسسة واثقة من نفسها.
فهي لم تعد تهتم بالنتائج خاصة انها تعهدت عام 1987 لبريطانيا بعد احتجاج الاخيرة على استخدام جوازات سفر مزورة من قبل المؤسسة، بحسب مسؤول في الموساد نقلت عنه ’تايمز’ يوم السبت فالموساد تقوم بتصعيد عملياتها السرية في الشرق الاوسط.
ويعتقد ان العملية تم التخطيط لها في النمسا قبل ارسال فريق الاغتيال المكون من 17 فردا.
دبي تفضح الجاني
ووصفت ’نيويورك تايمز’ عملية الاغتيال بانها مثل فصل في رواية بوليسية رخيصة، لبس فيها 11 عميلا شعرا ولحى مزيفة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اماراتي قوله ان الجوازات استخدمت اكثر من مرة للدخول والخروج من والى البلاد.
ونقلت عن مؤلف كتاب شهير عن دبي قوله ان الاخيرة مدينة مفتوحة وانها اصبحت مكانا جيدا لتنظيم اللقاءات السرية بين قادة الاستخبارات الدولية كما ان حكام دبي اقاموا علاقات جيدة وسرية مع قادة اسرائيل.
وبحسب جيم كرين مؤلف كتاب ’دبي مدينة الذهب’ الذي قال ’ان امرت اسرائيل بالعملية، فانها اما اعتقدت ان المبحوح هدف يستحق التصفية على حساب علاقاتها مع دبي او ان فريق الاغتيال ارتكب خطأ فادحا’.
فمع ان العملية تمت بدون اثارة انتباه احد الا ان المنفذين سمحوا لانفسهم لان يكونوا عرضة لكاميرات المراقبة اكثر من مرة، وفي احيان يدخلون الى الحمامات ويخرجون منها وقد غيروا شكلهم مما يدل على عدم حرفيتهم.
وتقول الصحيفة ان الطريقة التي عالجت فيها دبي المسألة تدل على انها قلقة حول سمعتها كبلد سياحي وتجاري ولهذا قررت التعامل مع الجريمة بطريقة اعلامية لإحراج وفضح الجهة المسؤولة عن العملية ايا كانت.