نظمته حركة حماس في شمال القطاع

دماء المبحوح ما زالت حاضرة في " عهد الرجال "

الرسالة نت -  كمال عليان:

قد يكون الفارق بين أن تبقى أسيرا في قفص الكلمات والعبارات، وأن تحولها إلى شعلة انطلاقة نحو الانتقام والثأر، مع أناس يأخذون بيديك نحو غرس ذلك المعنى، هو ذاك الممر الذي يفضي إلى مهرجان "عهد الرجال" بساحة الريان شمال القطاع، حيث حاول القائمون عليه تأكيد الإصرار على الثأر، وإغلاق ملف الحديث والتهديد والبدء بالعمل والتنفيذ.

ساحة كبيرة أحيطت برجال الأمن بوجوههم التي تشع بدفء الترحيب، وبدقة التشخيص لكل مار هناك، وحظيت بترتيب دقيق في كل شيء حتى مكان وسائل الاعلام التي توافدت لتغطيته إعلاميا، في دلالة على عمق ودقة التخطيط له.

وأما بوابته فقد ازدانت براية كبيرة احتضنها اللون الأخضر ليجسد راية الحق، ترفرف عاليا، علّها ترفرف يوما في يافا وعكا، والقدس.

كافة الفئات

وبمجرد أن تدخل بوابة المهرجان وبالتحديد على يمينك مباشرة ترى صورة كبيرة هي لأسد هذا المهرجان الشهيد محمود المبحوح الذي غاب عن أرضه منذ زمن بعيد ولطالما كان حلم العودة يراوده في كل لحظة، عله كان يصل إليه ذات يوم، ولكن يد الغدر وعيونه كانت تتربص به.

الخطوات الأولى في ساحة المهرجان كانت تكفي لاقتناص ملاحظة بأن المشاركين هناك من كافة الفئات ومن مختلف الأعمار شيباً وشباباً، رجالا ونساء، والمدهش أن ترى امرأة في الثمانينيات من عمرها تتكئ على حفيدتها لتتمكن من التنقل بين جنبات المهرجان، وزحام لا تكاد تجد لك موضع قدم فيه، بينما أصوات الأناشيد الحماسية تسيطر على المكان.

العروض العسكرية وعمليات الإنزال وسيف الثأر كان من أبرز محطات ذلك المهرجان، فدخول أبو عبيدة الناطق الإعلامي لكتائب القسام إلى المهرجان لم يكن تقليديا هذه المرة، حيث سبقه بعض العروض القتالية للقسام ووضع إكليل ورود على صورة المبحوح، وعمليات إنزال على أبراج المنطقة فيها رسائل للعدو الصهيوني مفادها "قسما سنثأر".

توقيت مناسب

وأما توقيت المهرجان فيبدو أن حركة حماس قد اختارت الوقت والتاريخ المناسب له وهي ذكرى عملية اسر الجندي "آفي ساسبورتاس" –أول جندي أسره الشهيد المبحوح-وقتله قبل أكثر من عشرين عاما من الآن.

وجاء هذا المهرجان تكريمًا ووفاءً من حركة حماس لدماء القائد الشهيد المبحوح الذي أمضى سنوات عمره في الجهاد والمقاومة, والذي هُدم بيته من قِبَل قوات الاحتلال إبَّان الانتفاضة الأولى عام 1987م؛ ليبقى مطاردا للعدو حتى لحظة اغتياله, وتأكيدا للسير في دربه ونهجه في مقارعة الاحتلال دون تراجع ولا نكوص.

وقد شارك في المهرجان العديد من قيادات حركة حماس وشخصيات اعتبارية بالإضافة إلى آلاف المواطنين الذين ارتسمت على وجوههم معالم الصمود والثبات، مطالبين بالثأر والانتقام ولسان حالهم يقول: "إن الشعب الفلسطيني صغاره كبار، وكباره أشجار زيتون ضربت بجذورها في أعماق الأرض على مدى الأزمان، فنحن أولياء الدم".

ثلاث ساعات هي المدة الفعلية لمهرجان التأبين كانت كفيلة بإيصال عدة رسائل للعدو الصهيوني في أن الثأر قادم لا محالة، وللعالم العربي والإسلامي بضرورة منع اليهود من دخول أرض العرب، وللشعب الفلسطيني الصامد في أن حماس باقية على العهد.

 

 

البث المباشر