قال حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين إن أربع سيدات استشهدن وأصيب نحو مائتين في هجوم على مظاهرة مؤيدة للرئيس محمد مرسي بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية شمال مصر.
وشارك في المسيرة التي خرجت في مدينة المنصورة رجال ونساء من أهالي المدينة تأييدا لشرعية الرئيس مرسي، ونددوا "بانقلاب العسكر على الديمقراطية".
وجابت المسيرة شوارع المدينة قبل أن تتعرض لإطلاق نار ممن وصفهم قيادي في حزب الحرية والعدالة للجزيرة بالبلطجية.
وقال إبراهيم أبو عوف الأمين العام لحزب الحرية والعدالة في الدقهلية، إن النساء اللاتي استشهدن في مسيرة مدينة المنصورة قتلن على يد قناصة مدربين.
وأضاف في لقاء سابق مع الجزيرة إن الشعب المصري كله، وليست الأحزاب الإسلامية فقط، لن يغادر الميادين حتى عودة الشرعية، ولن يقبل بعودة حكم العسكري لمصر.
جاء ذلك بعد أن شهدت عدة مدن مصرية مظاهرات حاشدة لمؤيدي الرئيس مرسي، احتجاجا على ما يصفونه بالانقلاب، واعتراضا على استمرار احتجازه. فيما تظاهر معارضوه في ميدان التحرير وقصر الاتحادية بالقاهرة فيما أطلقوا عليه "جمعة النصر والعبور".
وتظاهر مؤيدو مرسي في إطار ما أطلق عليه مليونية "كسر الانقلاب" التي دعا لها "التحالف الوطني للدفاع عن الشرعية"، ولوحوا بالأعلام المصرية وصور الرئيس خلال مسيراتهم في القاهرة والإسكندرية وشبرا الخيمة والعريش وحلوان والمنيا ودمياط والغربية، مطالبين بعودة مرسي إلى منصبه.
في القاهرة انطلقت مسيرات من 18 مسجدا بعد صلاة الجمعة إلى موقعين يعتصم فيهما المؤيدون لمرسي منذ حوالي ثلاثة أسابيع، هما محيط مسجد رابعة العدوية (شمال شرق القاهرة) ومحيط جامعة القاهرة (غرب).
ورفع الحشد في رابعة العدوية لافتات كتب عليها "أين صوتي؟"، في إشارة إلى الاستحقاق الذي أوصل مرسي إلى الرئاسة في يونيو/حزيران 2012.
وتوجه قسم من المتظاهرين إلى وزارة الدفاع والمقر العام للحرس الجمهوري، لكن اعترضتهم حواجز للجيش.
وحلقت ثماني مقاتلات للجيش فوق العاصمة بعد صلاة الجمعة، تبعتها مروحيات عسكرية حمل بعضها الأعلام المصرية.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن قوات الجيش أطلقت قنابل الغاز المدمع على حشد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي عند القصر الرئاسي شمال شرق القاهرة.
هتافات منددة
وأفادت مصادر إعلامية من ميدان رابعة العدوية وليد العطار بأن المعتصمين استقبلوا الطلعات الجوية لطائرات الجيش المصري المروحية بتصاعد في الهتافات تنديدا لما يصفونه بالانقلاب، والمطالبة بعودة الرئيس المعزول إلى منصبه.
وذكر أن أحد المعتصمين وجّه في كلمة له انتقادا حادا لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي وتوجه إليه بالسؤال إن كان الجيش المصري لم يأسر مواطنا مصريا على مر الزمان، فكيف به يأسر قائده الأعلى؟ وتحداه أن يظهر للناس المكان الذي يحتجز فيه مرسي، بدلا من الحديث عن أنه موجود في مكان آمن.
وقد خرجت مظاهرات مؤيدة للرئيس محمد مرسي عقب صلاة الجمعة في منطقة شبرا الخيمة. كما خرجت مسيرات في حلوان تطالب بإعادة الرئيس مرسي لمنصبه، وتظاهر الآلاف في محافظة المنيا "دعما للشرعية" ورفض الانقلاب والمطالبة بعودة الرئيس لمنصبه.
أما في مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة ستة أكتوبر، فتجمع آلاف من مؤيدي الرئيس ورددوا هتافات تطالب باحترام الشرعية وإعادة مرسي إلى منصبه.
ورفع المتظاهرون صور الرئيس مؤكدين عزمهم على مواصلة اعتصامهم حتى تتحقق مطالبهم.
وفي حي المهندسين في القاهرة تظاهر أنصار مرسي مطالبين بعودته وبإنهاء ما وصفوه بالانقلاب.
مدينة العريش شمال سيناء خرج الآلاف من مؤيدي مرسي في مسيرة حاشدة وصفت بأنها الأكبر في تاريخ المدينة، طافت شوارعها مطالبة بعودة الرئيس المعزول مرسي إلى منصبه.
أما الشرقية رفع المؤيدون للرئيس مرسي شعارات طالبت بحشد التأييد من أجل عودة مرسي وبإنهاء ما اعتبرته انقلابا عسكريا ضد الشرعية، وفي دمياط فقد أعرب المتظاهرون عن رفضهم لخارطة الطريق التي أعلنها الجيش ولما ترتب عليها من إجراءات وقرارات.
الأقصر بصعيد مصر خرجت مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف من أنصار الرئيس للتعبير عن دعمهم للشرعية، والمطالبة بمحاسبة المتورطين في أحداث الحرس الجمهوري التي أودت بحياة أكثر من خمسين شخصا.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين إنها لن تلجأ للعنف في حملتها من أجل إعادة مرسي الذي يتحفظ عليه الجيش منذ الثالث من يوليو/تموز.
وقال القيادي في جماعة الإخوان محمد البلتاجي إن استمرار احتجاز مرسي وصمة عار في جبين النظام الانقلابي والمنظمات الحقوقية الداخلية والإدارات الغربية، ووصف احتجاز مرسي بأنه احتجاز قسري لرئيس منتخب في مكان غير معلوم.
وقال إن هناك أكثر من خمسمائة معتقل من عناصر الإخوان، وعدد كبير من قياداتهم في قضايا وصفها بالملفقة.
وقبل انطلاق مليونيات الجمعة، حذرت القوات المسلحة المصرية مما وصفته بـ"الانحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي"، ومن اللجوء إلى العنف أو تخريب المنشآت العسكرية أو تكدير السلم المجتمعي خلال هذه المظاهرات.
الجزيرة نت