لم تتوقع طالبة الثانوية العامة بسمة وائل شاهين أن اسمها سيُدرج ضمن العشرة الأوائل وأن تحصل على المرتبة العاشرة على مستوى فلسطين للفرع الأدبي.
فوفق قولها أن سماعها نبأ حصولها على معدل 99.1% كان أجمل خبر تسمعه في حياتها، عازمةً على بدء المرحلة الجامعية واضعةً نُصب أعيُنها دراسة تخصص ترجمة لغة انجليزية وحصولها على المرتبة الأولى على كليتها.
توجّه مراسل "الرسالة نت" لبيت الطالبة بسمة الذي بات اليوم بيت استقبال لجموع المهنئين بنجاحها من الاقارب والجيران وغيرهما، للبحث عن سبب تفوقها.
وتروي المتفوقة بسمة التي درست في مدرسة تل الزعتر الثانوية للبنات خبر استقبالها لمرتبتها بالتوجيهي قائلةً "لحظة اذاعة المؤتمر الصحفي للإعلان عن المتفوقين كنت بصحبة عائلتي أشاهد المؤتمر على التلفاز، والذي بدء بسرد أسماء الطلبة الأوائل في الفرع الأدبي، وما أن أوشك أن يختم المتحدث كلامه بقول الاسم العاشر تفاجئنا جميعًا بإذاعة اسمي، وكانت فرحة لا توصف".
وأشارت إلى أنها بدأت الدراسة "للتوجيهي" منذ اليوم الأول، ولم تسمع لكلام صديقاتها اللاتي نصحنها بالدراسة في الاجازة الصيفيّة.
وعزت بسمة سر تفوقها لحفظها للقرآن الكريم منذ صغرها والتزامها بالصلوات على موعدها، متيقّنةً أن الله لا يضيع أجر مجتهد متوكل عليه.
ووجّهت رسالة للطلبة المقبلين على التوجيهي في السنوات المقبلة أن يشرعوا في الدراسة منذ اليوم الأول للفصل الدراسي، ويمتنعوا عن التوجّه للدروس الخصوصية التي تسلبهم المال والوقت.
ولفتت إلى أن التوتر المصاحب للامتحانات طبيعي وهذا ما حصل معها، مبيّنةً الدور الكبير الذي تلعبه الراحة النفسية للطالب وقت الدراسة والامتحانات.
وأوضحت أن تبعات الحصار "الاسرائيلي" من قطع متكرر للتيار الكهرباء والحرب بداية الفصل الدراسي نهاية العام الماضي زادها اصرارًا على النجاح والعمل لفلسطين وأهلها.
وتابعت قولها "ولا أحد يجهل المعاناة الكبيرة التي كانت تُواجه جميع طلبة التوجيهي وقت انقطاع الكهرباء، وكنت أدرس على كشاف صغير".
ووصفت الدقائق السابقة لوقت اعلان النتيجة بالمقلقة جدًا، مشيرةً إلى اعلانها جلب لها الراحة النفسية والسعادة الغامرة.
وأهدت بسمة نجاحها لعائلتها التي وفّرت لها الهدوء الكامل لدراستها وخصّت بالذكر والديها، وكذلك لمعلّماتها وصديقاتها اللاتي طالما ساعدنها في الحصول على تلك النتيجة.
مساندة من العائلة
من جهتها أعربت أم محمد –والدة الطالبة بسمة- عن سعادتها البالغة للمرتبة التي حصلت عليها ابنتها، مؤكدةً أن هذه النتيجة شرف كبير لها ولعائلتها.
وقالت أم محمد لـ"الرسالة نت" "إن ابنتها متميزة منذ صغرها، حيث استطاعت حفظ كتاب الله منذ أن كانت بالصف الرابع الابتدائي، فضلًا عن حفظها للأحاديث النبوية".
ولا تنكر أن العام الدراسي الماضي كان بمثابة طوق بالبيت لتوفير الجو المناسب لابنتها، شاكرةً الله على مكافأته لها بعد جهد ومعاناة طويلة.
وتحدّثت والدة بسمة عن دورها في البيت المتمثّل بتوفير الهدوء والتوجيه وتأمين جميع حاجياتها ومستلزماتها.
ونصحت أهالي الطلبة المقبلين على التوجيهي أن يُوفّروا لأبنائهم كافة السبل التي تُساعدهم على الدراسة لما في ذلك أثر في استيعابهم وحصولهم على نتيجة عالية.
في حين أكدت المعلمة فاطمة شلدان –مدرسة بسمة لمادة التربية الدينية- أن بسمة من الطالبات المتميّزات في مدرستها، قائلةً إنها لم تستبعد أبدًا أن تكون ضمن العشر الأوائل على مستوى فلسطين.
وأوضحت أن جميع معلمات المدرسة لم يدّخرن جهدًا في توجيه بسمة وجميع طالبات الثانوية العامة، مشدّدةً على أنه لكل مجتهد نصيب.
وترى شلدان أن كثرة سؤال بسمة عن دروسها والاستفسارات التي كانت تتلقاها من مدرسيها من أهم أسباب حصولها على المراتب الأولى.
وبلغت نسبة نجاح طلبة الثانوية العامة في الفرع العلمي 80.06%، في حين أن نسبة نجاح فرع العلوم الانسانية "الأدبي" 57.68%.