أكدت فصائل فلسطينية أن الشعب الفلسطيني له الحق في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل والأشكال المتاحة، التي تضمنتها القوانين والمواثيق الشرعية والدولية كافة.
وشددت الفصائل في ذكرى يوم القدس العالمي، بالجمعة الأخيرة " اليتمية" من رمضان، على ضرورة دعم وتعزيز المقاومة الفلسطينية، والتوحد على الثوابت الوطنية كطريق أصيل للوصول إلى تحرير المقدسات الفلسطينية.
وأعربت عن رفضها واستنكارها لجولة المفاوضات الجديدة بين الاحتلال والسلطة في واشنطن، منوهين إلى خطورتها على مستقبل القضية والمقدسات الدينية بالأراضي الفلسطينية.
وطالبت قيادات الفصائل خلال حديث خاص لـ"الرسالة نت" الجمعة، سلطة رام الله بوقف المفاوضات فورًا، والالتفات حول تحقيق الوحدة الوطنية، وتفعيل المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين.
فمن جهته أكد الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس، أن الشعب الفلسطيني يمتلك الحق المطلق في مقاومة الاحتلال، ومواجهته بكل السبل والوسائل المتاحة، مدينًا محاولات السلطة لاستهدافها ومواصلة ملاحقتها من الأجهزة الأمنية.
واستنكر أبو زهري جولة المفاوضات بين الاحتلال والسلطة، مجددًا مطالبة حركته للسلطة بضرورة توقيفها فورًا، قائلًا " المفاوض الفلسطيني لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل له أدنى حق فى التفاوض على الثوابت الفلسطينية".
بدوره شددّ خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، على أنه لا يحق لأي طرف التفاوض حول المدينة المقدسة، مؤكدًا أنها غير قابلة لوضعها على طاولة المفاضات، فضلاً عن التفاوض حولها، قائلًا: " المفاوضات خطوة منفردة، ولم تحظ بإجماع فصائلي ووطني، والمفاوض غير مخول بتقديم أي شيء حول الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها قضية القدس".
وحذّر البطش، من محاولات تضييع المقدسات الإسلامية عبر أروقة صنع القرار، خلف الستر المغلقة في دائرة المفاوضات، وتزييف الحقائق الموضوعية حول سند وملكية الشعب الفلسطيني لها، وفق تعبيره.
من جهته دعا جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية، (القيادة المتنفذة في منظمة التحرير)، إلى "ضرورة التوقف التام عن كل الأشكال العبثية والتفاوضية التي لا تحظي بأي اجماع وطني".
وقال مزهر " المفاوضات ثبت فشلها وعقمها على مدى المراحل السياسية الماضية، والمفاوض لم يعد يدرك خطورتها، ويجب أن يتوقف فورًا عنها".
بينما أكد فايز أبو عيطة المتحدث باسم حركة فتح، حق الفلسطينين في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال المتاحة.
المنطقة والقدس
من جانب آخر ناشدت الفصائل دول العالم بضرورة حشد المواقف السياسية والدبلوماسية المساندة للقضية الفلسطينية، والضغط على الاحتلال لوقف ممارساته العدوانية ضد المقدسات الإسلامية كونه يعدّ منافيًا لكل القيم الدولية، واعتداءً على المشاعر الإنسانية للمسلمين والمسيحين في أرجاء العالم قاطبة.
ودعا أبو زهري، الدول والأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية إلى ضرورة التحرك للجم اعتداءات المحتل ضد الشعب الفلسطيني.
وقال أبو زهري: " لا نسنتثني أي دولة في المنطقة، ولسنا قلقين بالمطلق على مستقبل القضية الفلسطينية، ومصر وإيران في طليعة الدول التي تساند القضية الفلسطينية".
بينما قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن المنطقة برمتها مطالبة بالتحرك لنصرة القضية الفلسطينية، والبحث عن وسائل للجم عدوان المحتل، عبر دعم وتعزيز دور المقاومة الفلسطينية.
وأعرب البطش عن أسفه مما وصفها بـ"حملات الشيطنة والتجريم"، ضد المقاومة الفلسطينية بغرض تشويهها، مشددًا على دور المقاومة في حماية الأمن القومي العربي والوطني.
الوحدة الوطنية
وجددّ أبو زهري تأكيد حركته الداعي لتحقيق الوحدة الوطنية بأسرع وقت، معربًا عن أسف حماس لمواصلة حملات التحريض الإعلامي والسياسي من فتح ضدها خاصة في الشأن المصري، داعيًا إلى "ضرورة التوقف عن العبث بمقدرات القضية والعمل على تحقيق الوحدة الفلسطينية فورًا".
بينما أشار فايز أبو عيطة المتحدث باسم حركة فتح، إلى لقاء من المزمع عقده بالرابع عشر من الشهر القادم، في القاهرة، كما توافقت عليه القوى الفلسطينية، وقال إن حركته حريصة على تحقيق الوحدة فورًا؛ للوصول مع حركة حماس إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات موحدة في الأراضي الفلسطينية.