يشكو المواطن أبو محمد درويش من تتابع المواسم التي تحضر دفعة واحدة في العام وما تحتاجه من نفقات، مبيّنًا أن قدوم رمضان والعيد وعودة الطلاب للمدارس يُنزف الجيوب ويزيد من أعباء رب الأسرة.
وقال موظف الحكومة درويش الذي اشترى كسوة العيد لثلاثة أطفال :" ثلاث ضربات على الراس في وقت واحد بتوجع كتير، وكان لزامًا على الحكومة أن تراعي ذلك في راتبها للموظفين".
ووفق قوله؛ فإن الالتزامات متتابعة بدءً بشراء حاجيات رمضان والعزائم والولائم الرمضانية وما يتبعه من صلة الأرحام، ومرورًا بحلول العيد وما يحتاج إليه الأطفال من كسوة وعيدية وألعاب وما شابه، وليس انتهاءً برجوع الطلاب للمدارس التي تلزمهم شراء زي خاص.
وأكد أن معظم الموظفين صرفوا رواتبهم مع أن الشهر ما زال في أوله، متسائلًا عن آلية تأمين مصاريف باقي الشهر؟.
ويأمل درويش أن تنظر الحكومة للمواطنين بعين الرأفة وتشرع في صرف الرواتب كاملة، الأمر الذي من شأنه التخفيف من حدة الأزمة المالية التي تعصف بالمواطنين جراء تعدد المواسم؛ وفق قوله.
ومن الجدير ذكره أن الكثير من المواطنين عمدوا لشراء كسوة العيد والمدارس مبكرًا لتجنب عاصفة غلاء الأسعار التي تصاحب المواسم عادةً.
مواسم تمنعه من العيد
بدوره، ذكر الأربعيني أبو عبد الله –عاطل عن العمل- أن الوضع المادي لأسرته المكونة من ثمانية أفراد تزداد سوءً مع حلول المواسم كرمضان والعيدين والمدارس وما شابه، مشيرًا إلى أن أطفاله يطالبونه باستمرار شراء حاجيات المواسم دون تمكنه من ذلك.
ووفق قوله؛ اضطر أبو عبد الله للبقاء في البيت أيام العيد لافتقاره للعيدية، متذمرًا من بعض عادات مجتمعنا التي تُلزم العيدية على الزائرين.
وقال "اذا كان الموظف يعاني ويشكو في ظل تعدد المواسم، فلك أن تتخيل رب أسرة عاطل منذ بداية انتفاضة الأقصى، والحمد لله على كل حال".
ودعا الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الخيرية للنظر لحال أسرته والأسر المشابهة، متأملًا في مساعدتها له مع دخول كل موسم.
وفيما يتعلق بأسعار السلع، أكد أبو عبد الله ارتفاع بعض المواد الغذائية التي زادت من كاهل الأسر الغزّية في رمضان، وكذلك الارتفاع الجنوني في أسعار الملابس التي حذت بالمواطنين للتوجه للملابس البالة والبضاعة الصينية ككسوة للعيد والمدارس.
التجهيز مسبقًا
في حين يرى الثلاثيني أبو أكرم الخالدي أنه يجب على المواطنين اعداد أنفسهم للمواسم المتتالية في وقت سابق، موضحًا صعوبة شراء جميع حاجيات جميع المواسم في غضون شهرين.
ولفت إلى أن المواطن الغزّي لا يكترث للمستقبل كثيرًا عملًا بمبدأ "عيش اليوم وموت بكرة"، مؤكدًا أنها مشكلة كبيرة تنتج عقبات يصعب حلّها.
وكسابقه شدّد أبو أكرم على ضرورة تقديم الحكومة لتسهيلات متمثلة في معونات خلال المواسم ورفع الضرائب عن السلع والملابس الأمر الذي يُقلل من سعرها وكذلك وضع مكافأة على راتب الموظفين.
صعوبة الأوضاع
وفي ذات السياق أكد المحلل الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع أن الغزيين يمرّون بمواسم صعّبت الوضع الاقتصادي لديهم وأثقلت جيوبهم.
وقال لـ"الرسالة نت" إن العادات والتقاليد أجبرت الانسان على احضار أكلات وكسوة وغيرها من الالتزامات خلال موسمها المحدد لها.
ويرى أن الحكومة تعجز عن فعل شيء للمواطنين مع ضغط المواسم سوى تقديم المساعدات للفقراء، داعيًا المواطنين لوضع اعتبار المواسم قبل قدومها بأشهر لتفادي الأزمات المالية.
ففي الوقت الذي تزيد فيه صعوبة الأوضاع المالية لدى المواطنين جراء تكدّس المواسم وحاجتهم للمصاريف، يبقى أملهم في انخفاض الأسعار أو علاوة على الراتب تتناسب مع غلاء معيشة مما يساعدهم قليلًا في تلبية حاجياتهم.