قائمة الموقع

المبحوح يكشف خيوط شبكة الاستخبارات في المنطقة

2010-02-21T13:04:00+02:00

الرسالة نت - وسام عفيفة           

كشفت التحقيقات الأولية التي كشفت عنها شرطة دبي اشتراك فلسطينيين في عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح مطلع الشهر الجاري عن خيوط شبكة الاستخبارات في المنطقة.

سلسلة الاكتشافات الأمنية تشير إلى حجم التعاون الأمني الإقليمي والدولي مع الموساد من جانب والدور الفلسطيني من خلال عناصر أمنية تم تدريبها على أيدي أجهزة غربية من جانب آخر.

حيث ان الفلسطينيين المتهمين بمشاركة الموساد في جريمة دبي عملا ضابطين في أجهزة امن فتح في قطاع غزة قبل الحسم العسكري فيما تفيد المعلومات أنهما يعملان تحت غطاء شركة تابعة لمحمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمسئول الأمني السابق في السلطة.

تعاون امن فتح ليس جديدا

تعاطي وسائل الإعلام وحركة حماس مع نتائج التحقيقات على انه اكتشاف جديد غير دقيق خصوصا وان تحقيقات وأدلة سابقة أكدت بشكل واضح  ان أجهزة امن فتح سواء " الوقائي" أو المخابرات هما جزء من منظومة أمنية تقودها الولايات المتحدة و"إسرائيل" ودول الاعتدال العربي.

قبل نحو ثلاثة أعوام وتحديدا عقب الحسم العسكري وقعت في أيدي حماس أسرار أمنية بعد سيطرتها على المواقع الأمنية لفتح,  يومها اكتشف الحركة حجم التعاون الأمني وأعلنت عن عن بعض جوانبه حيث تضمن رزمةً كبيرةً من الوثائق تؤكد التنسيق الكامل والشامل والمباشر بين الأجهزة الأمنية وجهات استخبارية معادية "إسرائيلية وأمريكية" وتبادل المعلومات حول قيادات فلسطينية ومطلوبين، ودول عربية.

وعرضت حماس يومها محاضر لاجتماعات قيادات جهازَي المخابرات العامة والأمن الوقائي مع الـ"سي آي إيه" والـ"إف بي آي" للتخطيط لضرب حركة حماس؛ "بحجة محاربة الإرهاب".

 وكشفت محاضر هذه الاجتماعات كيفية التخطيط والتنفيذ لضرب واغتيال القيادات الدعوية لحركة حماس، والتجسُّس على الحركة .

 الوثائق كشفت ايضا أن هذه الأجهزة كانت تعمل في الساحات العربية والإسلامية ضد مصالح هذه الدول.

ومن بين الأدوار التي قامت بها بعد عملية أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليت" تكثيف أنشطتها في البحث والتحري عن الجندي الأسير  الى جانب متابعة ورصد مواقع التدريب التابعة لحماس.

خيوط الشبكة

جريمة اغتيال المبحوح على يد الموساد والدلائل التي كشفتها شرطة دبي حول تفاصيل وخيوط القضية  تشير الى تحولها إلى كرة ثلج تكبر وتطال عالم الاستخبارات والجاسوسية على الصعيد الدولي.

وربما الاتهامات التي وجهت بضلوع بريطانيا في جزء من الجريمة من خلال معرفتها المسبقة بإعداد الموساد للاغتيال واستخدام جوازات سفر بريطانية يفتح الابواب على مصراعيه أمام توقع المزيد من المفاجآت الأمنية.

وربما الحلقة الأهم  في هذه المنظومة الأمنية العنصر العربي والفلسطيني  تحديدا لأنه يشكل الأخطر الأكبر على المقاومة.

  ولاشك ان التحقيقات والنتائج  الأمنية والاستخبارية التي خرجت منها حماس عقب حرب الفرقان كشفت عن الدور الأمني لعناصر الأجهزة السابقة والفتحاوية في غزة في تغذية بنك المعلومات الذي استهدفه سلاح الجو الإسرائيلي على مدار 22 يوما من العدوان.

 ورغم ذلك لم تأخذ حماس والمقاومة التعاون الأمني والاستخباري بين  اذرع مخابراتية دولية في المنطقة ودور فتح وأجهزتها الأمنية على مستوى الخطر الذي تشكله ,وذلك بسبب العلاقات الفلسطينية الداخلية وتأثير حالة انقسام ومساعي المصالحة.

من غزة إلى سيناء ثم أفغانستان

وللدلالة على مدى تشعب الشبكة الاستخبارية التي تشكلت في الأعوام الأخيرة يمكن قراءة ذلك في مثال حداثة مقتل الرجل الثامن مع عملاء المخابرات الأميركية السبعة في أفغانستان مطلع يناير الماضي ,و كان نقيبا في المخابرات العامة الأردنية ويدعى الشريف علي بن زيد، مما يكشف الشراكة بين أجهزة المخابرات الأميركية والأردنية في مكافحة ما وصفته بالجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة.

وذكرت المصادر الأمنية أن علي بن زيد كان يدير أهم محطات التنصت التابعة لوكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي, شرق أفغانستان عندما فجر شخص نفسه في مجموعة من عملاء الوكالة الأميركية.

وفي مثال اخر كشفت مصادر امنية ومختلفة ان المخابرات الغربية والموساد زودتا مصر بالمعلومات حول خلية حزب الله في سيناء، التي قادت إلى اعتقال العشرات.

وكانت مصادر استخبارية غربية، ومعها السي آي إيه والموساد قد أوصلت معلومات إلى مصر بهذا الشأن . وفي هذا الاطار قال محرر موقع (المخابرات) الإلكتروني فيليب فاست :نفذ المصريون العمليات بناء على معلومات استخبارية من جهات عديدة، وتقع دائرة العملية بين مصر ولبنان.

العنوان محاربة الإرهاب

وأشارت التقارير بأن هذا التنسيق بين المخابرات الغربية في السنوات الأخيرة ، كان يركز جهوده على إيران من جهتين؛ تسليحها النووي ودورها في الإرهاب العالمي.

وكانت السي آي إيه وإم ون سكس البريطاني وباند الألماني وغيرها من أجهزة المخابرات مثل المخابرات المصرية والسعودية والأردنية، التي تعاني من الهجمات الإرهابية، قد كثَّفت من تعاونها في مجال المعلومات.

ويظهر بشكل واضح عن المقاومة الفلسطينية على رأس أولويات هذه الشبكة الاستخبارية بل ان دور السي أي ايه في إنشاء أجهزة امن السلطة كان رئيسيا  منذ تشكلها بل تصاعد في الاعوام الثلاثة الاخيرة.

وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية قد كشفت أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تتعاون مع رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في تعذيب معتقلي حركة «حماس» وأنصارها في سجون السلطة في الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت الصحيفة أن أجهزة الأمن الفلسطينية تستخدم معهم وسائل تعذيب قاسية في جلسات التحقيق، ويجري ذلك بإشراف رجال الـ«سي آي إيه».

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن العلاقة بين الـ«سي آي إيه» وجهازي الأمن الوقائي والاستخبارات العامة وثيقة جداً. وقال دبلوماسي غربي كبير إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تعدّ «هذين الجهازين ملكاً لها، وهما ذراع متقدمة لها في الحرب على الإرهاب.

وبناء على هذه الصورة الأمينة يتضح حجم التحدي الاستخباري التي تواجهه المقاومة في المنطقة, ورغم اصطياد القائد الشهيد محمود المبحوح , إلا ان الجريمة كشفت خيوط هذه الشبكة, وباستشهاده قدم للمقاومة أهم خدمة أمنية لتحذيرها ودفعها لاتخاذ المزيد من الإجراءات والتكتيكات الأمنية لمواجهة هذه الشبكة الاستخبارية الدولية في المنطقة .

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00