بيروت – وكالات
أطلقت مؤسسة القدس الدولية بالاشتراك مع هيئة نصرة الأقصى ورابطة علماء فلسطين في بيروت حملة نصرة المسجد الأقصى وذلك في الذكرى الأربعين لإحراقه. وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد في بيروت أعلن خلاله عن تقرير "عين على الأقصى" الذي ركز على مخاطر التقسيم والتدويل المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك.
وتلا الأمين العام لمؤسسة القدس الدكتور محمد أكرم العدلوني في المؤتمر بعضًا من خلاصات التقرير الذي أصدرته المؤسسة، فبيّن أن اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى زادت خلال هذا العام بمقدار أربعة أضعاف مقارنةً بالعام الماضي.
كما لفت إلى وجود خمس حفريّات جديدة بدأ العمل فيها هذا العام في المنطقة المحيطة بالمسجد، ليُصبح مجموع الحفريّات تحت المسجد وفي محيطه 25 حفريّة.
وكشف العدلوني أن محاولات جنود الاحتلال والمستوطنين لاقتحام الأقصى زادت في الآونة الأخيرة لتبلغ 43 اقتحامًا، بينها اقتحام لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.
وتوقّف العدلوني أمام مناورتيْن قام بهما الاحتلال شملت الأولى إغلاق أجزاءٍ من ساحات المسجد الأقصى، وشملت الثانية محاكاة لحالة طوارئ اقتحم جنود إسرائيليون خلالها المسجد عن طريق تسلّق جدرانه، إضافة لتقييد عمل دائرة الأوقاف الإسلاميّة، ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد.
بوصلة الأمة
من جانبه أكد رئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ بسام كايد أن القدس كانت ولا تزال البوصلة والمؤشر والمحرّك للأمة العربية والإسلامية. ودعا الشعوب العربية والقادة والعلماء إلى حمل همّ تحرير المسجد الأقصى والارتباط بقضيته، كما دعا القادة الفلسطينيين إلى جمع شملهم والتلاحم والتلاقي لحماية المقاومة، والحرص على مشروعها.
وفي كلمة مجلس إدارة مؤسسة القدس أشار معن بشور إلى أهمية البعد الدولي في القضية الفلسطينية والقدس، داعيًّا إلى الاهتمام بهذا البعد، خاصة أن المجتمع الدولي ما زال يولي اهتمامًا خاصًّا للقضية الفلسطينية تجلى في العديد من المحطات من بينها العدوان على غزة، ومؤخرًا فضح صحيفة سويدية جرائم الاحتلال ببيع أعضاء بشرية من الشهداء الفلسطينيين.
وفي ختام المؤتمر أصدرت مؤسسة القدس توصيات حذرت فيها من تقسيم المسجد الأقصى الذي "لم يعد ينتظر سوى اللحظة السياسيّة المناسبة لفرضه".
واعتبرت أنّ وقف مخطط تقسيم الأقصى أمر ممكن، وأنّ منع الاحتلال من الحصول على الفرصة المناسبة متاح بشرط رفع الثمن السياسي الذي يجب تدفيعه للاحتلال إذا قرر المساس بالأقصى.
ولفتت مؤسسة القدس في توصياتها إلى أنّ المشروع الأميركيّ لتدويل القدس والمسجد الأقصى هو إعادة إنتاجٍ للرؤية الإسرائيليّة للمدينة كـ"عاصمةٍ يهوديّة" مدعومةً بالشرعيّة الدوليّة وحماية الأمم المتحدة.
حق العودة
من جانبه اعتبر عضو كتلة حزب الله النائب نوار الساحلي أن حق العودة واجب وليس خيارا، معلنًا "فخر حزب الله بوقوفه إلى جانب المقاومة لتحرير المسجد الأقصى".
ولفت إلى أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ليس حقًّا مقدسًا فحسب، بل هو جوهر الحل وبدايته ونهايته، ولا يحق لأي عربي شريف أن يقول خلاف ذلك.
أما نائب الجماعة الإسلامية عماد الحوت فأكد من جهته رفض الاعتراف لليهود بأي حق لهم في فلسطين، واعتبر أنه ليس لشخص أو جهة مهما كانت الحق في أن تتنازل للصهاينة عن جزء من فلسطين أو أن تعترف بحق لهم فيها.
وطالب بدعم مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، كما طالب بالوحدة الفلسطينية الداخلية لأنه "لا يمكن أن يتحرر بيت المقدس في ظل صفوف فلسطينية مشرذمة