أكد الدكتور عطا لله أبو السبح وزير الأسرى والمحررين بالحكومة الفلسطينية بغزة، أن الاحتلال "الإسرائيلي" يمارس عمليات الإعدام الميدانية بحق الأسرى الفلسطينيين، من خلال التعذيب والابعاد والسجن مدى الحياة.
وقال أبو السبح في حديث خاص لـ" الرسالة نت" الثلاثاء، إن "الاحتلال ليس بحاجة لشرعنة قانون الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، لأنه يمارسها ميدانيًا، أثناء تعذيب الأسرى، وابعادهم، وسجنهم لمدة فلكية".
وأضاف تعقيبًا على مطالبة رئيسة كتلة البيت اليهودي بتنفيذ حكم الاعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، أن "الإعدامات التي مارستها إسرائيل في العدوانين على القطاع، وذهب ضحيتها الآلاف، وعشرات الآلاف من الجرحى، هي أكبر مثال على ممارسة الاحتلال، للإعدام ميدانيًا.
وأشار إلى أن العقلية "الإسرائيلية"، تسعى للانتقام من العرب بشتى الوسائل، مستذكرًا مذابح تل الزعتر وجسر الباشا وقانا والبداوي، الذي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين.
وكانت رئيسة كتلة حزب "البيت اليهودي" عضو الكنيست اييلت شكيد، طالبت بتطبيق حكم الاعدام بحق الأسرى الفلسطينيين المتهمين بقتل "اسرائيليين"، معتبرة أن الإفراج عن أسرى فلسطينيين غير مقبول؛ وفقا لما نشره موقع صحيفة "معاريف" اليوم الثلاثاء .
وأضاف الموقع أن "شكيد" التي تشغل منصب رئيسة كتلة الحزب، أكدت أنها تسعى لسن قانون لطرحه على الكنيست "الاسرائيلي"، يجرى بموجبه تنفيذ حكم الاعدام على أسرى فلسطينيين متهمين بقتل "الاسرائيليين"، بهدف منع الافراج عنهم بعد إصدار الحكم المؤبد عليهم نتيجة لظروف ومعطيات سياسية.
واستطرد أبو السبح " إن إسرائيل دولة عنصرية، فكل ما هنالك أنها ستحاول بمثل هذا القانون المقترح، تجلي صورتها، وتبدو أنها حضارية، عندما تشرعن قانون الإعدام".
وشدد على أن الاعدام بحق الأسرى سيخلق منهم أبطالًا، كما فعلت بحق الشهيد أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وياسر عرفات، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" لن تطوي صفحاتهم، بقدر ما تجعلهم رموزًا للشعب الفلسطيني.
وفي حال صادق الاحتلال على تطبيق حكم الاعدام بحق الأسرى، أكد أبو السبح على وجوب اشعال انتفاضة جديدة تحت أقدام الاحتلال، موجهًا رسالة للمتساوقين مع المشروع الصهيوني، بأن يعودوا لرشدهم، ولحضن الشعب الفلسطيني.
وطالب أبو السبح، رئيس السلطة محمود عباس، بإطلاق سراح المقاومين والمعتقلين من سجون السلطة، ووقف التنسيق الأمني، وترك المقاومة لتؤدي دورها في حماية أبناء شعبنا الفلسطيني بالضفة.
وتابع " لو علم الاسرائيليون أنهم سيصابون بمثل ما أصيب به الفلسطينيون، من قتل واعدامات وقنص واغتيالات، لخففت اسرائيل من وطأة ما تفعل بالفلسطينيين (..) وعندما نجد أنها تسعى لشرعنة قانون الاعدام في ظل التنسيق الأمني، الذي يلجم المقاومة الفلسطينية، ويكتفها ويضع القيود والأغلال في معاصمها، يعني أن اسرائيل ستستسهل الأمر".
ودعا أبو السبح إلى العودة للكفاح المسلح، وأن يتفجر الغضب الفلسطيني، "وأن يشرب الاحتلال من ذات الكأس".
وفيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى القدامى، مقابل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، قال أبو السبح، " إن أي أسير يخرج من السجون الإسرائيلية"، هو مكسب عظيم للشعب الفلسطيني، شريطة أن لا يكون بمثابة رشوة تقدم لمحمود عباس، لاستدراجه".
وعدّ أن رئيس السلطة محمود عباس، يتعرض للاستدراج من الاحتلال، وينقاد إلى المفاوضات، نافيًا ما يدّعيه "أبو مازن" أن المفاوضات انجاز للشعب الفلسطيني، قائلًا: "ما هي إلا أفعال تذر الرماد في العيون".
وأردف "المفاوضات لم تنجز شيئًا، بل صنعت الخسران المبين للفلسطيني، والاعتداء على ثوابته، والأرض الفلسطينية، وحقوقه كاملة".
ومن المتوقع أن تفرج السلطات "الإسرائيلية" عند منتصف ليل الثلاثاء–الأربعاء، وقبل ساعات قليلة من استئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة غدًا في القدس المحتلة، عن 26 أسيرًا فلسطينيا يقبعون منذ سنوات كثيرة في سجونها، بعد أن أقرّت اللجنة الوزارية الخاصة برئاسة وزير الحرب موشيه يعالون الأسماء في ساعة متقدمة من مساء الأحد.
وعدّت "إسرائيل" الإفراج عن الدفعة الأولى من مجموع 104 أسرى اتفق على الإفراج عنهم خلال أشهر المفاوضات التسعة، "لفتة طيبة" تجاه السلطة؛ لتعزيز مكانة رئيسها محمود عباس.