"بالطول بالعرض حنجيب السيسي الأرض", "ارحل يا سيسي مرسي رئيسي" , "بالروح بالدم نفديك يا اسلام" .. تلك غيض من فيض شعارات رددها المعتصمون في ميداني رابعة العدوية والنهضة قبل أن تنتقل كما هي بالحرف الواحد إلى شوارع قطاع غزة.
تلك الشعارت أُطلقت في الميدانيْن خلال الاعتصام الذي استمر أسابيع قبل أن ينتهي بالمجزرة الدموية التي ارتكبها الجيش وقوات الشرطة بحق المعتصمين المؤيدين للرئيس المنتخب محمد مرسي.
واستمر المتظاهرون بالاعتصام في "رابعة العدوية والنهضة" مدة شهر ونصف، يرددون الشعارات المنددة بالانقلاب على رئيسهم الشرعي، حتى باتت تصدح في شوراع غزة رفضا للمجازر هناك.
وبعد مجزرتي "رابعة والنهضة" التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية، وراح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى, انتفضت شوارع قطاع غزة للتنديد بالمجازر والانقلاب الدموي.
في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، اعتصم مئات الفلسطينيين في تظاهرة دعا إليها "التجمع الفلسطيني لشباب ضد الانقلاب"؛ رفضًا لاستمرار سفك دماء المصريين.
وانطلقت التظاهرة مساء أمس السبت بمشاركة المئات، وطافت شوارع رئيسية في المحافظة. وردد المتظاهرون خلالها هتافات تندد بالجرائم المستمرة بحق المواطنين العزّل في شوارع مصر وميادينها.
الشعارات التي أطلقها المتظاهرون في خانيونس، هي ذاتها التي كان يرددها المعتصمون في ميدانيْ رابعة العدوية والنهضة.
الشاب محمد الجبور (30عاما) يقول: "خرجنا لنساند أهلنا في مصر والأبرياء والعزل الذين يقتلون بدم بارد من بني جلدتهم", معتبرًا أن المشاركة بالكلمة أبسط الوسائل لحقن دماء الأبرياء ووقف العنف.
ويتابع الجبور قوله لمراسل "الرسالة نت"، "ما نشاهده عبر شاشات التلفزة وعبر مواقع صفحات التواصل الاجتماعي من مشاهد القتل الجماعي، يدمي القلب ولا يمكن السكوت عليه".
ونوه إلى أن الجرائم التي ارتكبتها السلطات المصرية فاقت كل التصورات, منددًا بالصمت العربي والدولي إزاء استمرار مجازر القتل الجماعي بحق المدنيين في ميادين مصر.
وبحالة من الانفعال الشديد ردد الجبور قوله " كفى قتلا بأهلنا وإراقة الدماء"، مضيفا "نستصرخ العالم الظالم الساكت على ما يجري في مصر ونقول له كلمة الحق وحسبنا الله ونعم الوكيل".
وحَمَل المشاركون في التظاهرة صورًا ولافتات للرئيس المنتخب محمد مرسي وأعلام مصرية وأخرى فلسطينية, فيما أحرق آخرون صورا لوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي.
أما محمود عطا فيرى أن مشاركته في مسيرات غزة الرافضة للانقلاب العسكري بمصر مصر تأتي "كجزء من رد الجميل"، وقال: "هذا أقل القليل ما يقدمه مواطن فلسطيني لمصر التي قدمت الكثير لكل الأمة الاسلامية".
وفوق سيارة الاذاعة، وقف اسماعيل الشافعي أحد قادة التجمع الفلسطيني لشباب ضد الانقلاب يطالب المتظاهرين برفع أصواتهم أثناء إطلاق شعارات المعتصمين المصريين.
وقال الشافعي لمراسل "الرسالة نت": "خرجنا تنديدًا بسفك الدماء التي تسيل في مصر.. الحضن الأول لشعبنا الفلسطيني".
واعتبر الناشط الشبابي أن تنظيم التظاهرة جاء للتضامن مع الشعب المصري الذي طالما وقف إلى جانب المقاومة في قطاع غزة.
ودعا الشافعي منظمات حقوق الانسان إلى محاكمة "قادة الانقلاب" وتقديمهم لمحاكمات عادلة بتهم ارتكاب جرائم إنسانية, مقارنًا أفعال العسكر المصري بالجرائم (الاسرائيلية).