شهدت الأسابيع حراكا ملحوظا وكبيرا في سوق الانتقالات الصيفية بقطاع غزة, نظير خروج العديد من اللاعبين من أنديتهم التي عملت على تنمية مهاراتهم الكروية منذ صغرهم, واستفادت منهم مادّيا مقابل حصولهم على ورقة الاستغناء.
وكشفت العديد من الأندية الغزية عن أموال طائلة في جعبتها مقابل شراء لاعبين "سوبر" في سبيل المنافسة على الألقاب بالموسم المقبل, متناسية الحقوق والواجبات تجاه ابن النادي وقطاع الناشئين الذين هم أصل نجاح النادي.
أصبح في الفترة الجارية مستقبل ابن النادي معلق في الهواء, كيف لا وهو لا يتقاضى راتبا في الأساس, أو يحصل على "حفنة" قليلة من المال, في المقابل يكلّف لاعب التعزيز ناديه الجديد مبلغا ضخما, كان الأولى فيه قطاع الناشئين وأبناء النادي.
كرة القدم في غزة تطورت للأفضل, لكنها تسير بالشكل الخاطئ, فبدلا من أن تسعى الأندية إلى الاهتمام بأبنائها وتنشئتهم كرويا حتى تستفيد منهم في المستقبل, تقوم بشراء العديد من اللاعبين وتهميش دور الناشئين الذين هم عصب وعماد الكرة الفلسطينية.
وتعتقد الأندية في تفكيرها "المتواضع" أن بإمكانها شراء الانتماء من اللاعبين بالأموال, لكني أتوقع شخصيا أن العديد من الصفقات التي جرت لم تأت عن دراسة أو معايير رياضية بحتة, بل لعب الإعلام دورا كبيرا فيها.
أنا لست ضد سياسة شراء اللاعبين, لكن بالقدر المعقول, فليس من العدل أن يقوم النادي بشراء عدد كبير من لاعبي التعزيز مقابل الاستغناء عن مثلهم, متناسيا أن الدوري لم يتبق على انطلاقه سوى 18 يوما, وهي مدة غير كافية لتحقيق الانسجام والتناغم في التشكيلة الأساسية, دون نسيان عدم وجود ملاعب معشبة للتدرب عليها بالإضافة لفقدان التجارب الودّية التي تكاد تكون معدومة.
أبناء النادي وقطاع الناشئين هم الفئة الأكثر ضررا من حركات الانتقال التي جرت في الكرة الغزية, لذلك أتمنى من أنديتنا الموقرة الاهتمام بهم وعدم تناسيهم, وإعطائهم القليل مما يحصل عليه لاعب التعزيز حتى تزدهر رياضتنا الفلسطينية بالانتماء والروح القتالية العالية في المستطيل الأخضر.