قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد اضراب استمر 105أيام

معاناة "البطران" تنتهي بانتصار

 صورة للأسير عماد عبد العزيز البطران (الأرشيف)
صورة للأسير عماد عبد العزيز البطران (الأرشيف)

غزة – أحمد أبو قمر

انتزع الأسير عماد عبد العزيز البطران (39 عامًا) انتصارًا من بين أنياب الاحتلال بعد موافقة ما تدعى "مصلحة السجون الاسرائيلية" عدم تمديد اعتقاله الاداري والافراج عنه بعد انتهاء مدة اعتقاله بتاريخ 15/11/2013.

إصراره على تواصل اضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الخامس بعد المائة أجبر الاحتلال على الرضوخ لمطالبه والتوقيع بحضرة المحامي على الافراج عنه.

وخاض الأسير البطران من بلدة إذنا غرب الخليل، اضرابه في السابع من آيار/مايو الماضي؛ احتجاجًا على تجديد اعتقاله الذي بدأ بتاريخ 18/11/2011.

سعادة بالغة

وأعربت أم سرايا "زوجة الأسير البطران" بدورها عن بالغ سعادتها بالاتفاق الذي توصل إليه زوجها بعدم تجديد اعتقاله الاداري، مؤكدةً أن وضعه الصحي لم يعد يحتمل أكثر بعد تعديه المائة يوم في اضرابه.

وقالت لـ"الرسالة نت" إن زوجها لم ير ابنه منذ ميلاده، مبيّنةً أن جميع أفراد العائلة مُنعوا من زيارته منذ خوضه الاضراب في حين أن جميع الأخبار تردهم عبر محاميه.

وتخشى أم سرايا أن تتراجع "مصلحة السجون" عن قرار الافراج، داعيةً المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى ووسائل الاعلام للاستمرار في دعم زوجها حتى نيل حريته.

من جهته، حذّر عبد الله البطران "شقيق الأسير" من الحالة الصحية التي وصل اليها شقيقه بسبب طول مدة اضرابه، موضحًا أن الكلى تعطّلت عن العمل ويعاني ضعف شديد بالنظر وهبوط بضغط الدم وارتفاع بالسكر.

ووصف الاتفاق الذي توصل إليه شقيقه بانتصار الحق على الباطل، مطالبًا الجماهير الفلسطينية للاستمرار في دعم ومساندة زملائه الأسرى المضربين عن الطعام.

واعتبر البطران أن الارادة القوية والمعنويات المرتفعة التي يتمتع بها شقيقه السبب الرئيسي في انتصاره.

ومما تجدر الاشارة إليه أن الأسير البطران وصل وضعًا صحيًا صعب للغاية، حيث مارست سلطات الاحتلال سياسة الاهمال الطبي بحقه لاجباره فك اضرابه عن الطعام.

انتصار مهم

وفي ذات السياق أشاد فؤاد الخفش المختص في شؤون الأسرى بالانتصار الذي حققه الأسير البطران، مؤكدًا أنه يعطي دفعة لزملائه المضربين للاستمرار في معركتهم ضد الاحتلال.

وقال الخفش في حديث لـ"الرسالة نت" إن جميع المضربين عن الطعام بشكل فردي حققّوا أهدافهم التي أضربوا من أجلها باستثناء حسن الصفدي الذي تهرّبت "مصلحة السجون" من وعوداتها له.

وأشاد بالصمود الذي سطّره البطران، مؤكدًا أنه ما كان سيخوض اضرابه لولا القهر والمعاناة التي يعيشها داخل الأسر.

ولفت إلى أنه وخلال فترة اضرابه وتواجده في مستشفى "سجن الرملة" لم يخضع لأي فحوصات طبية، داعيًا إلى مزيدًا من الدعم والمساندة لقضية الأسرى.

وفيما يتعلق باضراب الأسرى بصورة فردية أوضح الخفش أن كل أسير يختلف في مطالبه وتهمته عن الآخر، "ولا نستطيع اسقاط تجربة أسير على آخر فلكل واحد قصة وظروف اعتقال تختلف" وفق قوله.

ويعتبر البطران واحدا من بين أكثر من 200 أسير يقبعون في الاعتقال الإداري، فيما تتذرع المخابرات الصهيونية بأنها تملك ملفًا سريًا بحقه.

وعود بالافراج

وفي سياق متصل قال عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين في الضفة المحتلة، إن الأسير البطران المتواجد في مستشفى "كابلان الإسرائيلي" أوقف إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل خطير.

وأضاف قراقع، في تصريح صحفي الاثنين، أن البطران أوقف إضرابه بعد حدوث ضعف في عضلات القلب، ونتيجة لوعود تلقاها بعدم تجديد اعتقاله الإداري.

ويعاني الأسير البطران المعتقل إداريا منذ تشرين الثاني عام 2011، من انسداد في الشرايين، وتراجع كبير في وزنه خلال فترة الإضراب من 81 كغم إلى 61 كغم وبدأ يدخل في حالات من الغيبوبة، إلى جانب معاناته من آلام شديدة في المفاصل والرأس والتهابات في العينين.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعتقل فيها البطران اداريًا، حيث سبق أن اُعتقل خمس مرات في سجون الاحتلال بمجمل خمس سنوات ونصف، وكذلك ثلاث مرات لدى أجهزة سلطة رام الله.

وجدد الاحتلال الاعتقال الإداري للبطران عدة مرات, كانت آخرها في السابع من آيار (مايو) الماضي لستة أشهر جديدة.

فيما يرى حقوقيون بأن ملف الأسرى يحتاج للكثير من المتابعة والرعاية والتضامن, بعدما نتج عنه استشهاد أسرى مرضى تحت التحقيق وإعادة اختطاف المحررين في صفقة "وفاء الأحرار".

البث المباشر