يفرح الطلاب بقدوم العام الدراسي الجديد كونه مناسبة سعيدة لشراء ملابس ومستلزمات دراسيةجديدة, بالإضافة لرجوع المصروف اليومي بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر, وتظهر ملامح السرور نوعًا ما على محياهم .
هذا جانب مبهج من جوانب البدء للدراسة أما في الجامعة الاسلامية فالحال لا يمت بصلة للفرحة والسرور إذ خرجت علينا ادارة الجامعة بقرار الغاء الحد الأدنى للتسجيل الفصلي.
وقْع هذا القرار كان أشبه بصاعقة على الطلاب وأهلهم؛ لأنه يحرم شريحة كبيرة تصل إلى ما يزيد عن نصفهم من الذين لا يستطيعون دفع الرسوم كاملة من الدراسة, رب الأسرة لم يرتاح من مصروفات رمضان والعيد وكسوة المدارس حتى يفاجأ بدفع ثمن الساعات الدراسية كاملة.
"أروح أشحد ونبطل ناكل عشان يدرس ابني في الجامعة ؟" يتساءل أبو أحمد لديه ابن يدرس في الجامعة الاسلامية معلقًا على القرار .
قرار مجحف
عبد الرحمن مهنا رئيس مجلس طلاب الجامعة يعقب بقوله "هذا قرار مجحف بحق الطلاب لم يسبق له مثيل من الادارة على مر السنوات السابقة", مشيرًا إلى أن المجلس لن يسكت عنه لانه ليس من مصلحة الطلاب .
وقال مهنا "أن المجلس منذ اعلان القرار الأحد الاسبوع المنصرم لم يؤل جهدًا في العمل على إبطاله وعدم تمريره ", منوهًا إلى أنهم عقدوا اجتماعات مطولة مع ممثلين عن ادارة الجامعة ممثلة برئاستها وعمادة شئون الطلاب فيها لكن من غير جدوى إلى الآن .
وأضاف: " لن يمر القرار ولا يوجد حلول وسط", مطالبًا الادارة بالتراجع عنه واعادة الوضع إلى ما كان عليه من التسهيلات, مصلحةً للطلاب وإرضاءً لله عز وجل, على حد تعبيره.
وقرر مجلس طلاب الجامعة الاسلامية مقاطعة التسجيل لهذا الفصل إلى أن يتم الغاء قرار الحد الأدنى خلال مؤتمر خاص في مبنى المؤتمرات الكبرى احتجاجًا.
ورفض المجلس أنصاف الحلول التي طرحتها الادارة, مشددًا على رفضه القاطع لربط المنح الخارجية بالحد الأدنى للتسجيل منوهًا إلى أن الحضور الكبير للطلاب لفت نظر ادارة الجامعة.
قرار صعب
بدوره قال الدكتور كمال غنيم عميد شئون الطلاب في الجامعة الاسلامية: "إن اتخاذ هذا القرار جاء صعبًا في وقت صعب إذ أن الادارة تمر بأزمة مالية حادة أجبرتها على اقراره".
وعزا أسباب الأزمة المالية إلى توقف جزء كبير من المنح الخارجية بسبب الحصار والأوضاع الاقليمية الصعبة, بالإضافة إلى حرمان وزارة التربية التعليم بالضفة من مخصصاتها المالية المستحقة كباقي جامعات الوطن.
وعبر غنيم عن صوبة القرار على مجلس الأمناء وادارة الجامعة والموظفين إلا أنه فرض عليهم فرضا بسبب الأوضاع المالية الداخلية لها, مشبهًا إياه بقرار اجراء عملية جراحية .
وأضاف "أن الطلبة المستفيدين من المنح والمساعدات التي تمنحها الجامعة تزيد نسبتهم عن 60% من اجمالي الطلاب "
وكشف عميد شئون الطلبة عن جهود مبذولة تسعى لجلب منح دراسية جديدة والعمل على إعادة المنح القديمة .
وطرح غنيم عدة مبادرات وحلولًا للخروج من الأزمة, أولها إتاحة التسجيل للطلبة الذين لا يستطيعون دفع الرسوم كاملة و"ليس لكل الطلاب" بحد أدنى دفع ثمن 12 ساعة على الأقل .
والمبادرة الثانية هي التسجيل المؤقت لجميع الطلاب فيسجل ما يستطيع دفعه من الساعات ويسجل ما سيدرسه ومن ثم يدفع الباقي على مدار الفصل بشرط ان لم يدفع الباقي سيلغى تسجيل الساعات غير مدفوعة الثمن.
هذان الحلان رفضهما مجلس الطلاب رفضًا قاطعًا وقال رئيس مجلس الطلاب: "لا نقبل أي مبادرة جديدة سوى الرجوع على ما كان عليه التسجيل قبل القرار".
التذمر لم يقتصر على الطلاب ومجلسهم وأولياء أمورهم بل وصل موظفي الجامعة أنفسهم وخاصة الذين يختلطون بمشاكلهم كالباحثين الاجتماعيين والمسجلين .
قرار خاطئ
وليد كباجة باحث اجتماعي في عمادة شئون الطلاب عبّر عن استيائه الشديد لصدور القرار الذي وصفه بأنه خاطئ واتخذ في وقت غير مناسب, مشيرًا إلى أن الأصل من إدارة الجامعة أن تخفف عن الطالب لا أن تعقد عليه التعليم.
وسبق أن رفعت إدارة الجامعة شعارًا أن "المال لن يكون عقبة على دراسة الطلاب", لكن للأسف ما نراه اليوم مخالف للشعار المرفوع, وفق تعبيره.
وقال كباجة: "إن من تبعات القرار أن الإدارة ألغت التصنيف الاجتماعي الذي من خلاله كنا نساعد الطالب على حسب حاجته للمساعدة أما اليوم فالجميع سواء , الغني كالفقير".
وأشار إلى أن الجامعة باصداره تؤلب الناس عليها إذ أن عائلات 20 الف طالب وطالبة ستتخذ موقفًا من الجامعة "الأمر الذي سيعقد الأمور في غزة بالإضافة للحصار والوضع الاقليمي"على حد قوله.
وعن الأزمة المالية التي من أجلها صدر القرار أضاف كباجة: "الأصل أن يتحمل الموظف تبعات الأزمة لا الطالب".
بدوره علق الدكتور عليان الحولي نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية أنه صعب وجاء بعد دراسة مقترحات كثيرة وخلصت الإدارة إليه بصعوبة بسبب أزمتها المالية.
ورفض الحولي ذكر تفاصيل أكثر عن القرار مكتفيًا بالقول " نأمل من الله أن تحل هذه المشكلة ".
ويبقى الطالب الجامعي معلقًا بين قرارات الجامعة، وينتظر ما ستئول إليه الأمور قبل بداية العام الدارسي الأسبوع المقبل.