أبلغت قوى غربية المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة خلال أيام، حسب ما أوردت وكالة "رويترز"، الثلاثاء.
ونقلت الوكالة أن الهدف من الضربة العسكرية سيكون منع دمشق من استخدام السلاح الكيماوي، كما قالت إن المعارضة السورية سلمت قوى غربية قائمة بأهداف مقترحة لضربها.
من جهة أخرى صرح وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل لهيئة الإذاعة البريطانية أن الجيش الأميركي مستعد للتحرك إذا أمر الرئيس باراك أوباما بذلك في سوريا.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أن لندن تعد خططا لتدخل عسكري محتمل في سوريا، في حين قالت موسكو إن أي عمل عسكري هناك سيكون له "عواقب كارثية".
وتدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها الدوليون وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وتركيا القيام بعملية عسكرية ضد الحكومة السورية في حال ثبت استخدامها للكيماوي في غوطة دمشق حيث قالت تقارير إن مئات الأشخاص قتلوا فيها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن شن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا شيء "مقيت تماما" يتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي وإن بريطانيا تدرس اتخاذ "رد مناسب".
وقطع كاميرون عطلته ليعود إلى لندن ودعا لانعقاد البرلمان مبكرا لبحث كيفية الرد على الأحداث الأخيرة في سوريا.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن شن هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي يمثل "جريمة ضد الإنسانية ينبغي عدم السكوت عنها".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت تأجيل اجتماع مع دبلوماسيين روس كان مقررا الأربعاء في لاهاي بشأن سوريا، وعبرت روسيا عن أسفها لقرار واشنطن تأجيل ذلك الاجتماع.
حلفاء دمشق يحذرون
بدورها، حذرت كل من روسيا وإيران والصين اليوم الثلاثاء من عواقب التدخل العسكري في سوريا، على خلفية قصف محتمل لقوات النظام السوري لـريف دمشق بالأسلحة الكيمياوية مما أدى إلى سقوط المئات بين قتلى ومصابين، مؤكدين على أن أي تدخل ستكون له انعكاسات وعواقب سلبية على كل المنطقة.
ودعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة الأميركية والأسرة الدولية إلى "الحذر" بشأن سوريا، مؤكدة على أن أي تدخل عسكري ستكون له "عواقب كارثية" على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عقب تأكيدها أمس غياب وجود أدلة على استخدام القوات النظامية السورية أسلحة كيمياوية ضد "المسلحين المعارضين".
وجاء الرد الروسي في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما "مجموعة كاملة" من الخيارات ضد سوريا رداً على الهجوم بأسلحة كيمياوية على مدنيين بريف دمشق أدى إلى مقتل أكثر من 1300 شخص.
ذرائع واهية
واعتبرت الخارجية الروسية أن "المحاولات الرامية إلى الالتفاف على مجلس الأمن وإيجاد ذرائع واهية وعارية عن الأساس مرة جديدة من أجل تدخل عسكري في المنطقة، ستولد معاناة جديدة في سوريا وستكون لها عواقب كارثية على الدول الأخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزارة ذاتها قولها "إننا ندعو شركاءنا الأميركيين وجميع أعضاء المجتمع الدولي إلى الحذر، وإلى الاحترام الصارم للقانون الدولي، خاصة المبادئ العامة لميثاق الأمم المتحدة".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أمس أنه لا يوجد دليل على أن النظام السوري استخدم أسلحة كيمياوية ضد المعارضة.
وجددت روسيا معارضتها لأي تدخل عسكري بسوريا، لكن وزير خارجيتها سيرغي لافروف أكد أن بلاده لن تدخل حربا مع أحد في سوريا.
وقال لافروف -بمؤتمر صحفي عقده في موسكو- إن التدخل المسلح لن ينهي الصراع في سوريا، وأردف -ردا على سؤال بشأن ما ستفعله روسيا إذا ما هاجم الغرب البنية التحتية للجيش السوري- "ليست لدينا نية لخوض حرب مع أحد".
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن أي تدخل عسكري في سوريا دون تفويض من الأمم المتحدة سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وناشد الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى "تفادي أخطاء الماضي"، في إشارة فهمت على أنها تتعلق بالتدخل الأميركي في العراق.
مؤامرة دولية
وفيما يخص ردود الفعل المعارضة للتدخل في سوريا حذرت إيران بدورها من أي تدخل عسكري، موضحة أن الصراع الذي سينجم عن هذا التدخل سيحيط بالمنطقة كلها.
وقالت إيران التي تساند الرئيس السوري في مواجهة مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة به، إن مقاتلي المعارضة هم من نفذوا الهجوم، معتبرة أن الغرب يستغل هذا كمبرر للتدخل في سوريا.
ونقلت وكالة رويترز عن عباس عراقجي -المتحدث باسم وزير الخارجية الإيراني- قوله خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء "نريد أن نحذر بشدة من أي هجوم عسكري على سوريا، ستكون هناك بالقطع عواقب خطيرة على المنطقة، هذه التعقيدات والعواقب لن تقتصر على سوريا بل ستشمل المنطقة كلها".
في المقابل وفي موقف متفق مع الموقفين الروسي والإيراني، أعربت الصين بدورها اليوم عن قلقها من أي هجوم محتمل على سوريا.
ونقلت وكالة رويترز عن وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية قولها إن بكين تعتبر أن أي هجوم على سوريا قد يكون "خطرا وغير مسؤول"، لافتة إلى أن العالم يجب أن يتذكر أن مزاعم وجود أسلحة دمار شامل بالعراق قبل الحرب عليه كانت كاذبة.
واعتبرت بكين أن البلدان الغربية سارعت إلى تقديم استنتاجات بأن النظام السوري قد استخدم الأسلحة الكيمياوية، قبل أن يتم مفتشو الأمم المتحدة تحقيقاتهم بشأن الأمر.
وكانت الصين قد أعلنت أمس عن تأييدها إجراء تفتيش دولي بشأن الهجوم الكيمياوي في سوريا، وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس إن بلاده تؤيد إجراء تحقيق دولي مستقل وموضوعي في مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، وتأمل في التوصل للحقيقة سريعا، وحث على أن يتسم الرد بالحذر، وأن يكون سياسيا.
يشار إلى أن موسكو قد أعربت عن أسفها لقرار إرجاء لقاء أميركي روسي في لاهاي كان يفترض أن تبحث خلاله مسألة عقد مؤتمر دولي لوضع حد للأزمة السورية الراهنة.
وكالات