أكدّ صالح العاروري عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن السلطة الفلسطينية تصرّ على رفض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في لقاءات القاهرة والدوحة، بهدف إنهاء حالة الإنقسام واتمام المصالحة الوطنية.
وقال العاروري في حديث خاص لـ"الرسالة نت"، " قطعنا شوطًا كبيرًا بمسألة المصالحة، غير أن فتح تتعامل بانتقائية في ملفاتها، وتصرّ على اجراء انتخابات بدونها، بغرض نزع الشرعية عن حركة حماس والزعم بأنها لا تمتلك قاعدة جماهيرية.
وأضاف " السلطة تسعى لإجراء انتخابات وسط ظروف غير عادلة، وفي ظل قمع متواصل ومشترك بين أجهزتها والاحتلال، وحماس ترغب بتهئية ظروف مناسبة تضمن نتائج الانتخابات لاجراءها".
وشددّ العاروري على أن المصالحة في الأساس تكون بمنزلة اصطفاف وطني في مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته، دون الرضوخ لشروطه والتزاماته الأمنية والسياسية، وفق تعبيره.
ورأى أن حركة فتح تحاول إضفاء الأحداث السياسية المصرية على الواقع الفلسطيني بغزة، "بتحريضها على المقاومة والتوهم بقدرتها على نزع الشرعية عن حماس".
وفي نفس السياق، استنكر العاروري تحريض حركة فتح على حركته، ودعوة قادتها لتشديد الحصار على قطاع غزة، وزجها بالأحداث التي تشهدها جمهورية مصر، واتهامها بجرائم القتل التي تشهدها محافظة سيناء.
وتابع " السلطة تتخبط وطنيًا، وتحريضها على حركة حماس أفقدها مصداقيتها، وهي تصرّ على تزييف الحقيقة عبر اتهامها لحماس ورفضها للمصالحة".
ودعا العاروري حركة فتح إلى ضرورة الالتفات نحو تحقيق الوحدة الوطنية، والكف عن التحريض على حركته والمقاومة الفلسطينية.
الحياة مقاومة
وفي سياق متصل، جددّ عضو المكتب السياسي بحماس تأكيد حركته رفضها لخيار المفاوضات بين السلطة والمحتل، مستهجنًا "إصرار السلطة التفاوض على الرغم من الدعوات الوطنية التي أطلقتها الفصائل للسلطة بضرورة العدول عن المفاضات".
واستطرد العاروري" المفاوض انسلخ عن الإجماع الوطني، وتجاوز الاتفاق الفصائلي، وذهب نحو خيارات مشبوهة لم تقدم للقضية أي شيء خلال العقود الماضية".
ومضى يقول "المفاوضات بمنزلة غطاء للاحتلال، وأعطته فرصة لأجل مزيد من بناء المستوطنات وتهويد القدس، وقدمت صورة وردية للعالم عنه، إضافة لمساهمتها في دعم الرواية (الإسرائيلية) حول تشويه الحقائق في الواقع الفلسطيني".
وحذّر العاروري استقواء السلطة بأي تغيير سياسي بالمنطقة لا سيما في دول الطوق المحيطة بفلسطين، مكملًا "السلطة تتعامل وكأن ما يحدث في مصر أمر محسوم، وتتغافل عن حقيقة الواقع الفلسطيني".
واستهجن استمرار السلطة بالمفاوضات على الرغم من جريمة الاحتلال بقتل ثلاث شهداء فلسطينيين على حاجز قلنديا برام الله.
وأردف العاروري" المفاوض اعتبر الحياة مفاوضات، والشعب يعيد صياغة المعادلة بتأكده أن الحياة مقاومة وتضحيات من أجل رفعة مستقبل ابناءه والعيش بكرامة وحرية".